مذكراتي من كتاب رحلة في ربوع واحة الأحساء ( 13 )

  • 7/8/2023
  • 14:59
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مدينة الجفر ج1-2 صحيفة همة نيوز : أ . عبدالله المطلق .. في عام 1408هـ قمت بزيارة للتعرف على مدينة الجفر ، حيث قابلت عمدة مدينة الجفر الشيخ حمد بن حمد المظفر سابقا .. حيث إستقبلني إستقبالا حارا في منزله العامر خاصة بعدما عرفته على نفسي وعن هدف مقابلتي معه بالحديث عن مدينة الجفر لجمع تاريخها وتراثها وحاضرها .. فبدأت أدون ما يتكلم به من كلام حتى لاأنسى .. كان حديثا شيقا شدني كثيرا حتى إضطررت بزيارته مرتين والحمد لله فقد ذكر لي كل ماله علاقة بالجفر . ومدينة الجفر وهي إحدى مدن محافظة الأحساء في المملكة العربية السعودية، وقد اكتسبت أهميتها قديماً وحديثاً من خلال موقعها الإستراتيجي في شرق واحة الأحساء، وتتبع لها العديد من القرى والهجر، وتبعد عن مدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء (16كم) تقريباً، وتشكل مدينة الجفر مركزاً إدارياً للمدن و للقرى الشرقية من محافظة الأحساء، ويوجد بها العديد من الدوائر الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين، وبها بلدية مدينة الجفر وتتبع لها المدن والقرى والهجر . الموقع : تقع مدينة الجفر شرق مدينة الهفوف وفي مدخل الجفر بدأت النخيل الباسقات تتمايل يميناً وشمالاً مع هبوب الرياح وكأنها ترحب بنا ، ثم وصلنا إلى قصر قديم وفي زاويته الشمالية كنت أرغب في إرتشاف قطرة ماء ” في البرودة” حيث توجده ملاصقة للقصر وهو عبارة عن بقايا برج مراقبة قديم وهو بجانب بيت يسمى ” بيت الجعفري” .. وهو من القصور التي بنته الدولة العثمانية لحماية طريق العقير الذي مازالت هذه القلعة تتصارع مع الإمتداد العمراني وزحف المنازل لها ، وتوجد في أحد جوانب القصر برودة ماء يستخدمها الناس للذاهبين إلى سوق الأثنين المشهور في مدينة الجفر ، حيث يرتشفون الماء من هذه البرودة . البرودة : أما البرودة وهو مكان لحفظ الماء الذي يشرب منه المادة قديماً وبالذات في يوم سوق الأثنين من كل أسبوع أما الآن فأصبح من الأطلال !! وكان لابد لنا من دليل لنتعرف على هذه المدينة التي تتوسط القرى الشرقية بمنطقة الأحساء ، حيث إلتقيت بعمدة الجفر ( سابقا ) الشيخ حمد بن حمد بن عبد الله المظفر فماذا قال لنا هذا الشيخ الوقور .. موقعها الإستراتيجي : الجفر تقع وسط المدن والقرى الشرقية من منطقة الأحساء وتتفرع منها الطرق المؤدية إلى الطرف جنوباً والجشة شرقاً والسباط شمالاًغرب والمركز شمالاً شرق وغرباً الفضول والمنيزلة – والهفوف .. وتعتبر الجفرممرا للقوافل التي تغادر من مدينة الهفوف إلى العقير ومن العقير إلى الهفوف قديما .. نبذة عن الجفر : يعود تسمية الجفر للعين التي حفرها ( ابن عنيزان التي كانت ينبوعاً عذباً تسقي جميع الأهالي وجميع الوافدين اليها من البادية والحاضرة ومنها يقدر عمر مدينة الجفر بأربعة قرون تقريبا .. وقول آخر : تميزت الجفر قديما بوفرة المياه الجوفية ، وكثرة العيون ، وتدفقها لري المزارع والنخيل ، وكان عدد من تلك العيون والآبار يستعمل للشرب ، والتي كانت مورداً للأهالي واهل البادية ، وكذلك المسافرين إلى ميناء العقير التاريخي يشربون منها . ما قصة ابن عنيزان ” مع الجفر ” : يقال أنه يوجد رجل اسمه ” عنيزان عبد اللطيف بن عنيزان” قدم من عنيزه ، وقيل من يبرين ومعه بعض القبائل الأخرى ومنهم أمراء الطرف ابن حبيل ” حيث كانا يتجاوران في النزول والرحيل فالحبيل سكنوا في الطرف ، أما ابن عنيزان فقد نزل في الجفر موقعها الحالي فبنى قصراً ومسجداً جامعاً في عام 1100هـ تقريباً فاستصلح البئر فسكنت بالقرب منه بعض القبائل والتي كانت تمر بذلك الطريق منهم ال مرة – والعجمان – والجبور من بني خالد . وذكر الشيخ عبد اللطيف بن سعد العقيل في كتابه : ” الجفر في ماضيها وحاضرها : ( ذكر له الشيخ عبد العزيز بن علي المبارك أنه كان يعمل في تجديد بناء بيت ” عبد اللطيف بن عنيزان ” ( جاء ابن عنيزان مهاجراً إلي الجفر طلباً للرزق وقد عاش بن عنيزان بالجفر وصارت له أملاك كثيرة من بيوت وعقارات ومزارع ونخيل ، وله الفضل في بناء المسجد الجامع بجوار قصره لأداء الجمعة ، وكان أمام القصر من الناحية الشمالية ساحة كبيرة أعدت لاستعراض الخيل والسباق وإقامة مناسبات الزواج والعرضة أيام الأعياد ، وبجانب المسجد الجامع بين الناحية الغربية الشمالية ما يسمى بالري وهو حوض صغير يجمع فيه الماء لشرب الخيل والجمال والمدى : جدول صغير يسيل فيه ماء نهرين من ماء البئر والبئر التي استصلحها ” ابن عنيزان” غربي القصر بجوار المسجد ماؤها عذب يتميز ببرودته صيفاً ودفئه شتاء ، ولذلك كان يشرب منها جميع سكان الجفر وينقلونها إلى بيوتهم ، وحقيقة كان بودي أن أقف على سيرة هذا الرجل الذي أستطاع أن يؤسس الجفر رغم الصراعات التي مرت بها منطقة الأحساء في ظل الظروف الصعبة ولكن كتاب الأستاذ عبدالله بن إبراهيم اليوسف وفى وكفى عن قصة قدوم إبن عنيزان إلى مدينة الجفر . وقد مرت مدينة الجفر بأطوار عديدة ، وكان عدد أمرائها المتعاقبين عليها منذ تأسيسها حتى الآن هم :1- عبد اللطيف بن خلف العنيزان .2- سيف بن سيف النجيدي .3- فرحان الغرير .4- داحس الحميد السبيعي5- مبارك العوض .6- مريم بنت العنيزان سنة .7- عبد الرحمن الخليفة سنة8- راشد عبد الرحمن الخليفة9- دلال بنت عوض آل سيف .10- عبد الله بن عبد الرحمن الخليفه.11- ابراهيم بن عبد الله الخليفة .12- خالد بن عبد الله الخليفة .13- عبد الرحمن بن عيسى العوض .14- عبد العزيز بن عيسى العوض .15- خليفة بن ناصر العقيل .16- مبارك بن فرحان العقيل .17- عبد العزيز بن عيسى العوض سنة 1391هـ18- محمد بن فرحان العقيل سنة 1393هـ19- حمد بن حمد بن عبد الله المظفر منذ عام 1407هـ .20- وحاليا يوسف بن عبدالله المهنا . نخوة أهل الجفر : والجفر مثلها مثل مدن وقرى منطقة الأحساء عانت الكثير وخاصة أيام الدولة العثمانية الأتراك حتى أصبحت مقراً إدارياً خلال الحكم العثماني والتي كانت ضمن أعمالها إدارة الدائرة السنية . فالآباء والأجداد عندما يتذكرون الماضي ومآسيه يجرون الآهات !! ولكن يقولون الحمد لله ابن سعود دحر الاتراك وأبعدهم الأحساء .ونخوتهم (أولاد لاحق ” أولاد الصفاة ) .. والصفاة : توجد بالقرب من قصر بن عنيزان براحة بالقرب من بيت الدولة تسمى ” الصفاة” . والباحث الأستاذ عبداللة إبراهيم اليوسف أضاف بعض المعلومات التاريخية عن مدينة الجفر بالأحساء من الكتب التاريخية المعروفة والمعتمدة حيث قال : شهدت مدينة الجفر بالأحساء الكثير من الأحداث التاريخية الهامة، فقد روى المؤرخون تلك الأحداث في كتبهم عبر المراحل التاريخية: ضمن معارك الدولة العيونية ضد القرامطة: كتاب (تحفة المستفيد): ما نصه: (ذكر الحرب بين عبد الله بن علي العيوني وبني عامر: لما تمكن الأمير عبد الله بن علي العيوني من الاستيلاء على هجر بعد طرد القرامطة منها صادف كثير من الحروب معهم، حيث يقول: (ولما ملك عبد الله بن علي العيوني الأحساء قطع ما كان لرؤساء بني عامر من العوائد والجرايات التي أجريت لهم أيام القرامطة، فأجمعوا على حربه، فأقبلوا ومعهم خلق كثير من البوادي، فالتقوا في فْقَور السهلة، ويوجد جنوبي قرية (الجفر) نخيل تعرف بالفْقَر وبالقرب منها، وتقع جنوب غربي قرية (الجفر) قرية تسمى (السهلة) التي قامت على أنقاضها الطرف والمنسوب إليها السهلاوي فلعل الواقعة كانت فيها). العثمانيون في الأحساء: لواء الجفر:في العهد العثماني الأول على الأحساء (إيالة الحسا) وذلك أثناء احتلالهم الأول للأحساء (957 -; 1082هـ)، يبعد لواء الجفر حوالي (16كم) شرقي الهفوف مركز الإيالة ، وكان عدد منازلها في بداية القرن الرابع عشر الهجري/العشرين الميلادي تقريباً حوالي (350) منزلاً، وكان يحيط بها سور محصن، كما توجد داخل البلد قلعة مستقلة يتخذها أمير اللواء مقراً له وللهيئة الإدارية العاملة معه، كما ترابط بها حامية اللواء، وترد الإشارة إلى وجود لواء الجفر في وقت متأخر نسبياً من قيام إيالة الحسا، إذ جاء ضمن وثيقة مؤرخة في (15جمادى الآخرة سنة 1018هـ/14 سبتمبر 1609م)، تتعلق بطلب أمير أمراء الإيالة من المجلس السلطاني تبليغ بعض أمراء الألوية في الإيالة بالانضمام إليه بقواتهم وذلك للتصدي للقوات المتحالفة مع الصفويين والتي تحتشد على أطراف الإيالة الشمالية، حيث كان أمير لواء الجفر (جفر سنجاغي)، (ديرع بكي) من ضمن أمراء الألوية المطالبين بالالتحاق بقوات أمير أمراء الإيالة. ناحية الجفر: في العهد العثماني الثاني على الأحساء (متصرفية الأحساء)، ولقد اهتم العثمانيون بناحية الجفر القديمة إهتماماً بالغاً نظراً لإدراكهم لأهميتها الإستراتيجية، وأثناء احتلالهم الثاني للأحساء (1288 -; 1331هـ)، واعتبروها الناحية الثانية من حيث الأهمية بعد ناحية المبرز، وكانت ناحية الجفر مركزاً إدارياً وعسكرياً في شرق الأحساء، وكانت الحامية العسكرية العثمانية في الجفر تتكون من كتيبة مكونة من خمسين خيالة وعشرة من الضبطية الراجلة، وناحية الجفر من أقدم نواحي قضاء الهفوف، وقد صنفت ضمن الفئة الثانية، وكانت ناحية الجفر تضم أكثر من إحدى وعشرون قرية، والجفر مرجع القرى الشرقية في منطقة الأحساء. (الدولة السعودية الأولى): وقد أشار إليها الشيخ حسين بن غنام في كتابه (روضة الأفكار والأفهام) في حوادث سنة (1208هـ): وذلك أثناء حكم (الدولة السعودية الأولى) :- حيث قال: (فلما إرتحل سعود وزال عن أهل الأحساء الحصار والرعب، نكثوا بوعدهم لبراك حين عاد إليهم يطلب منهم الوفاء بما عاهدوا عليه. وثار بينهم الخلاف والشقاق. فانصرف عنهم براك وخرج إلى البادية، ثم كر عليهم بخيله -; في شهر رمضان -; وانضم إليه جماعة من أهل الدين من السياسب وكبيرهم سيف بن سعدون، واجتمعوا في قرية (الجشة)، واجتمع أولاد عريعر وأعوانه، وأهل المبرز، وأهل الهفوف -; في بلد (الجفر) وكانوا من الكثرة بحيث لا يضبطهم الحصر. فاحتدم بينهم القتال، وقتل منهم عدة رجال. حتى استطاع براك أن يستولي على الهفوف، فهرب دويحس ومحمد وماجد أولاد عريعر، ودخل براك المبرز في اليوم التالي، وعاهده أهل الهفوف والمبرز على الإسلام، فأقام شرائع الدين في الأحساء). (الدولة السعودية الثانية) : أثناء المعارك التي وقعت بين الإمام عبدالله بن فيصل وأخيه الأمير سعود، وذلك أثناء حكم الدولة السعودية الثانية في الأحساء، في رجب (1287هـ)، حينما انطلق الأمير سعود بقواته من البحرين مستخدماً سفن شيخها، واصطحب معه عدداً من آل خليفة، منهم أحمد بن الغتم في عدة رجال، وحط الجميع رحالهم على شاطئ العقير واستولوا عليه، وهناك انضم إليه – حسب الاتفاق – قبيلة العجمان وآل مرة وتوجه بهم نحو حاضرة الأحساء، فكان أول ما صادفهم قرية (الجفر) ، حيث يسكنها أخلاط من الشيعة والسنة، فقاتله أهلها، فدخلها الأمير سعود عنوة، وانتهبها الجند، ثم قصدوا قرية الطرف، فصالحهم أميرها وسلمت وأطاعت، فمشى جيش سعود إلى الهفوف، فما كان من أمير الأحساء إلا أن خرج لمواجهته ومعه جماعة من العجمان وآل مرة، فيهم راكان بن حثلين. (الدولة السعودية الثالثة) المملكة العربية السعودية : بعد ان تم فتح الرياض عام (1319هـ)، قويت عزيمة الملك عبد العزيز للهجوم على الرياض، خرج من الكويت يريد الأحساء، لأنها كانت تعيش أوضاع متردية أثناء الحكم العثماني الثاني، حيث سادت الفوضى واضطراب الأمن في البلاد، وحيث أن الطريق التجاري الوحيد للأحساء هو ميناء العقير بيد القبائل البدوية، إذ يتحكمون فيه وينهبون أموال القوافل والمسافرين ، ويهجمون على الأهالي في المدن والقرى، ومنها شرق الأحساء، وبعد دخول الملك عبد العزيز آل سعود -; رحمه الله -; الأحساء في سنة (1331هـ)، وبذلك انتهى الوجود العثماني في المنطقة، وبعد معركة كنزان في سنة (1333هـ)، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها في الأحساء، عين الملك عبد العزيز -; رحمه الله -; عبد الله بن جلوي -; رحمه الله -; أمير عليها، فاستتب الأمن وساد العدل. ومما ذكره الأستاذ عبدالله بن إبراهيم اليوسف أن الملك عبدالعزيز ( نزل الجفر ) بناء على ماذكر في كتاب ( خزانة التواريخ النجدية لمؤلفه عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام ، وهناك مصادر أخرى . مدينة الجفر ج1-2 صحيفة همة نيوز : أ . عبدالله المطلق .. في عام 1408هـ قمت بزيارة للتعرف على مدينة الجفر ، حيث قابلت عمدة مدينة الجفر الشيخ حمد بن حمد المظفر سابقا .. حيث إستقبلني إستقبالا حارا في منزله العامر خاصة بعدما عرفته على نفسي وعن هدف مقابلتي معه بالحديث عن مدينة الجفر لجمع تاريخها وتراثها وحاضرها .. فبدأت أدون ما يتكلم به من كلام حتى لاأنسى .. كان حديثا شيقا شدني كثيرا حتى إضطررت بزيارته مرتين والحمد لله فقد ذكر لي كل ماله علاقة بالجفر . ومدينة الجفر وهي إحدى مدن محافظة الأحساء في المملكة العربية السعودية، وقد اكتسبت أهميتها قديماً وحديثاً من خلال موقعها الإستراتيجي في شرق واحة الأحساء، وتتبع لها العديد من القرى والهجر، وتبعد عن مدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء (16كم) تقريباً، وتشكل مدينة الجفر مركزاً إدارياً للمدن و للقرى الشرقية من محافظة الأحساء، ويوجد بها العديد من الدوائر الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين، وبها بلدية مدينة الجفر وتتبع لها المدن والقرى والهجر . الموقع : تقع مدينة الجفر شرق مدينة الهفوف وفي مدخل الجفر بدأت النخيل الباسقات تتمايل يميناً وشمالاً مع هبوب الرياح وكأنها ترحب بنا ، ثم وصلنا إلى قصر قديم وفي زاويته الشمالية كنت أرغب في إرتشاف قطرة ماء ” في البرودة” حيث توجده ملاصقة للقصر وهو عبارة عن بقايا برج مراقبة قديم وهو بجانب بيت يسمى ” بيت الجعفري” .. وهو من القصور التي بنته الدولة العثمانية لحماية طريق العقير الذي مازالت هذه القلعة تتصارع مع الإمتداد العمراني وزحف المنازل لها ، وتوجد في أحد جوانب القصر برودة ماء يستخدمها الناس للذاهبين إلى سوق الأثنين المشهور في مدينة الجفر ، حيث يرتشفون الماء من هذه البرودة . البرودة : أما البرودة وهو مكان لحفظ الماء الذي يشرب منه المادة قديماً وبالذات في يوم سوق الأثنين من كل أسبوع أما الآن فأصبح من الأطلال !! وكان لابد لنا من دليل لنتعرف على هذه المدينة التي تتوسط القرى الشرقية بمنطقة الأحساء ، حيث إلتقيت بعمدة الجفر ( سابقا ) الشيخ حمد بن حمد بن عبد الله المظفر فماذا قال لنا هذا الشيخ الوقور .. موقعها الإستراتيجي : الجفر تقع وسط المدن والقرى الشرقية من منطقة الأحساء وتتفرع منها الطرق المؤدية إلى الطرف جنوباً والجشة شرقاً والسباط شمالاًغرب والمركز شمالاً شرق وغرباً الفضول والمنيزلة – والهفوف .. وتعتبر الجفرممرا للقوافل التي تغادر من مدينة الهفوف إلى العقير ومن العقير إلى الهفوف قديما .. نبذة عن الجفر : يعود تسمية الجفر للعين التي حفرها ( ابن عنيزان التي كانت ينبوعاً عذباً تسقي جميع الأهالي وجميع الوافدين اليها من البادية والحاضرة ومنها يقدر عمر مدينة الجفر بأربعة قرون تقريبا .. وقول آخر : تميزت الجفر قديما بوفرة المياه الجوفية ، وكثرة العيون ، وتدفقها لري المزارع والنخيل ، وكان عدد من تلك العيون والآبار يستعمل للشرب ، والتي كانت مورداً للأهالي واهل البادية ، وكذلك المسافرين إلى ميناء العقير التاريخي يشربون منها . ما قصة ابن عنيزان ” مع الجفر ” : يقال أنه يوجد رجل اسمه ” عنيزان عبد اللطيف بن عنيزان” قدم من عنيزه ، وقيل من يبرين ومعه بعض القبائل الأخرى ومنهم أمراء الطرف ابن حبيل ” حيث كانا يتجاوران في النزول والرحيل فالحبيل سكنوا في الطرف ، أما ابن عنيزان فقد نزل في الجفر موقعها الحالي فبنى قصراً ومسجداً جامعاً في عام 1100هـ تقريباً فاستصلح البئر فسكنت بالقرب منه بعض القبائل والتي كانت تمر بذلك الطريق منهم ال مرة – والعجمان – والجبور من بني خالد . وذكر الشيخ عبد اللطيف بن سعد العقيل في كتابه : ” الجفر في ماضيها وحاضرها : ( ذكر له الشيخ عبد العزيز بن علي المبارك أنه كان يعمل في تجديد بناء بيت ” عبد اللطيف بن عنيزان ” ( جاء ابن عنيزان مهاجراً إلي الجفر طلباً للرزق وقد عاش بن عنيزان بالجفر وصارت له أملاك كثيرة من بيوت وعقارات ومزارع ونخيل ، وله الفضل في بناء المسجد الجامع بجوار قصره لأداء الجمعة ، وكان أمام القصر من الناحية الشمالية ساحة كبيرة أعدت لاستعراض الخيل والسباق وإقامة مناسبات الزواج والعرضة أيام الأعياد ، وبجانب المسجد الجامع بين الناحية الغربية الشمالية ما يسمى بالري وهو حوض صغير يجمع فيه الماء لشرب الخيل والجمال والمدى : جدول صغير يسيل فيه ماء نهرين من ماء البئر والبئر التي استصلحها ” ابن عنيزان” غربي القصر بجوار المسجد ماؤها عذب يتميز ببرودته صيفاً ودفئه شتاء ، ولذلك كان يشرب منها جميع سكان الجفر وينقلونها إلى بيوتهم ، وحقيقة كان بودي أن أقف على سيرة هذا الرجل الذي أستطاع أن يؤسس الجفر رغم الصراعات التي مرت بها منطقة الأحساء في ظل الظروف الصعبة ولكن كتاب الأستاذ عبدالله بن إبراهيم اليوسف وفى وكفى عن قصة قدوم إبن عنيزان إلى مدينة الجفر . وقد مرت مدينة الجفر بأطوار عديدة ، وكان عدد أمرائها المتعاقبين عليها منذ تأسيسها حتى الآن هم :1- عبد اللطيف بن خلف العنيزان .2- سيف بن سيف النجيدي .3- فرحان الغرير .4- داحس الحميد السبيعي5- مبارك العوض .6- مريم بنت العنيزان سنة .7- عبد الرحمن الخليفة سنة8- راشد عبد الرحمن الخليفة9- دلال بنت عوض آل سيف .10- عبد الله بن عبد الرحمن الخليفه.11- ابراهيم بن عبد الله الخليفة .12- خالد بن عبد الله الخليفة .13- عبد الرحمن بن عيسى العوض .14- عبد العزيز بن عيسى العوض .15- خليفة بن ناصر العقيل .16- مبارك بن فرحان العقيل .17- عبد العزيز بن عيسى العوض سنة 1391هـ18- محمد بن فرحان العقيل سنة 1393هـ19- حمد بن حمد بن عبد الله المظفر منذ عام 1407هـ .20- وحاليا يوسف بن عبدالله المهنا . نخوة أهل الجفر : والجفر مثلها مثل مدن وقرى منطقة الأحساء عانت الكثير وخاصة أيام الدولة العثمانية الأتراك حتى أصبحت مقراً إدارياً خلال الحكم العثماني والتي كانت ضمن أعمالها إدارة الدائرة السنية . فالآباء والأجداد عندما يتذكرون الماضي ومآسيه يجرون الآهات !! ولكن يقولون الحمد لله ابن سعود دحر الاتراك وأبعدهم الأحساء .ونخوتهم (أولاد لاحق ” أولاد الصفاة ) .. والصفاة : توجد بالقرب من قصر بن عنيزان براحة بالقرب من بيت الدولة تسمى ” الصفاة” . والباحث الأستاذ عبداللة إبراهيم اليوسف أضاف بعض المعلومات التاريخية عن مدينة الجفر بالأحساء من الكتب التاريخية المعروفة والمعتمدة حيث قال : شهدت مدينة الجفر بالأحساء الكثير من الأحداث التاريخية الهامة، فقد روى المؤرخون تلك الأحداث في كتبهم عبر المراحل التاريخية: كتاب (تحفة المستفيد): ما نصه: (ذكر الحرب بين عبد الله بن علي العيوني وبني عامر: لما تمكن الأمير عبد الله بن علي العيوني من الاستيلاء على هجر بعد طرد القرامطة منها صادف كثير من الحروب معهم، حيث يقول: (ولما ملك عبد الله بن علي العيوني الأحساء قطع ما كان لرؤساء بني عامر من العوائد والجرايات التي أجريت لهم أيام القرامطة، فأجمعوا على حربه، فأقبلوا ومعهم خلق كثير من البوادي، فالتقوا في فْقَور السهلة، ويوجد جنوبي قرية (الجفر) نخيل تعرف بالفْقَر وبالقرب منها، وتقع جنوب غربي قرية (الجفر) قرية تسمى (السهلة) التي قامت على أنقاضها الطرف والمنسوب إليها السهلاوي فلعل الواقعة كانت فيها). العثمانيون في الأحساء: في العهد العثماني الثاني على الأحساء (متصرفية الأحساء)، ولقد اهتم العثمانيون بناحية الجفر القديمة إهتماماً بالغاً نظراً لإدراكهم لأهميتها الإستراتيجية، وأثناء احتلالهم الثاني للأحساء (1288 -; 1331هـ)، واعتبروها الناحية الثانية من حيث الأهمية بعد ناحية المبرز، وكانت ناحية الجفر مركزاً إدارياً وعسكرياً في شرق الأحساء، وكانت الحامية العسكرية العثمانية في الجفر تتكون من كتيبة مكونة من خمسين خيالة وعشرة من الضبطية الراجلة، وناحية الجفر من أقدم نواحي قضاء الهفوف، وقد صنفت ضمن الفئة الثانية، وكانت ناحية الجفر تضم أكثر من إحدى وعشرون قرية، والجفر مرجع القرى الشرقية في منطقة الأحساء. وقد أشار إليها الشيخ حسين بن غنام في كتابه (روضة الأفكار والأفهام) في حوادث سنة (1208هـ): وذلك أثناء حكم (الدولة السعودية الأولى) :- حيث قال: (فلما إرتحل سعود وزال عن أهل الأحساء الحصار والرعب، نكثوا بوعدهم لبراك حين عاد إليهم يطلب منهم الوفاء بما عاهدوا عليه. وثار بينهم الخلاف والشقاق. فانصرف عنهم براك وخرج إلى البادية، ثم كر عليهم بخيله -; في شهر رمضان -; وانضم إليه جماعة من أهل الدين من السياسب وكبيرهم سيف بن سعدون، واجتمعوا في قرية (الجشة)، واجتمع أولاد عريعر وأعوانه، وأهل المبرز، وأهل الهفوف -; في بلد (الجفر) وكانوا من الكثرة بحيث لا يضبطهم الحصر. فاحتدم بينهم القتال، وقتل منهم عدة رجال. حتى استطاع براك أن يستولي على الهفوف، فهرب دويحس ومحمد وماجد أولاد عريعر، ودخل براك المبرز في اليوم التالي، وعاهده أهل الهفوف والمبرز على الإسلام، فأقام شرائع الدين في الأحساء). أثناء المعارك التي وقعت بين الإمام عبدالله بن فيصل وأخيه الأمير سعود، وذلك أثناء حكم الدولة السعودية الثانية في الأحساء، في رجب (1287هـ)، حينما انطلق الأمير سعود بقواته من البحرين مستخدماً سفن شيخها، واصطحب معه عدداً من آل خليفة، منهم أحمد بن الغتم في عدة رجال، وحط الجميع رحالهم على شاطئ العقير واستولوا عليه، وهناك انضم إليه – حسب الاتفاق – قبيلة العجمان وآل مرة وتوجه بهم نحو حاضرة الأحساء، فكان أول ما صادفهم قرية (الجفر) ، حيث يسكنها أخلاط من الشيعة والسنة، فقاتله أهلها، فدخلها الأمير سعود عنوة، وانتهبها الجند، ثم قصدوا قرية الطرف، فصالحهم أميرها وسلمت وأطاعت، فمشى جيش سعود إلى الهفوف، فما كان من أمير الأحساء إلا أن خرج لمواجهته ومعه جماعة من العجمان وآل مرة، فيهم راكان بن حثلين. بعد ان تم فتح الرياض عام (1319هـ)، قويت عزيمة الملك عبد العزيز للهجوم على الرياض، خرج من الكويت يريد الأحساء، لأنها كانت تعيش أوضاع متردية أثناء الحكم العثماني الثاني، حيث سادت الفوضى واضطراب الأمن في البلاد، وحيث أن الطريق التجاري الوحيد للأحساء هو ميناء العقير بيد القبائل البدوية، إذ يتحكمون فيه وينهبون أموال القوافل والمسافرين ، ويهجمون على الأهالي في المدن والقرى، ومنها شرق الأحساء، وبعد دخول الملك عبد العزيز آل سعود -; رحمه الله -; الأحساء في سنة (1331هـ)، وبذلك انتهى الوجود العثماني في المنطقة، وبعد معركة كنزان في سنة (1333هـ)، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها في الأحساء، عين الملك عبد العزيز -; رحمه الله -; عبد الله بن جلوي -; رحمه الله -; أمير عليها، فاستتب الأمن وساد العدل. ومما ذكره الأستاذ عبدالله بن إبراهيم اليوسف أن الملك عبدالعزيز ( نزل الجفر ) بناء على ماذكر في كتاب ( خزانة التواريخ النجدية لمؤلفه عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام ، وهناك مصادر أخرى . عبدالله بورسيس

مشاركة :