تشير الدوائر السياسية في لندن، إلى صعوبة تحديد ملامح العلاقة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وعلى أساس هذه العلاقة وما قد يبدو من «تفاهم» بين الرئيسين، تأسست العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة.. ويرى الخبير االبريطاني في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، آرثر .ج كراولي، أن العلاقة بين بوتين وأردوغان، ملتبسة بالغموض!! وأوضح الخبير البريطاني، أن هناك علامات استفهام كثيرة تدور حول العلاقات التركية ـ الروسية، التي توصف بـ«الاستراتيجية»، لأن المواقف والتصريحات تبدو متناقضة جدا وبعيدة عن التوافق بين البلدين حول قضايا عديدة في منطقة الشرق الأوسط وصولا إلى ألأزمة الأوكرانية: ومثلا موقفف روسيا واضح من انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، بل أن هذا التوجه أو مجرد التلويح به، كان السبب الرئيس وراء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. ولكن عندما استقبل الرئيس أردوغان الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، قال إن تركيا تدعم تطلعات أوكرانيا للانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك قبل أيام من قمة الناتو المقرر عقدها يوم الثلاثاء المقبل في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي في إسطنبول في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت: «أوكرانيا تستحق بلا شك عضوية الناتو».. ومن الممكن اعتبار هذا الموقف «عدائي» بالنسبة لروسيا، بحيسب الخبير البريطاني. والملاحظة الثانية، وهي الأحدث على مسار العلاقلات الملتبسة بالغموض بين أنقرة وموسكو، بحسب كراولي، فإن الرئيس التركي، سمح للرئيس الأوكراني، أن يعود إلى بلاده عقب زيارة تركيا ومعه خمسة ضباط من الحامية الأوكرانية السابقة في ماريوبول، وكان قد تم أسرهم بعد السيطرة على المدينة من قبل روسيا في نهاية حصار دام ثلاثة أشهر ، وأجبروا على العيش في تركيا حتى نهاية الحرب وفقا لاتفاق تبادل الأسرى مع روسيا. ووفق صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، فقد عبر الكرملين عن غضبه، واعتبر أن أوكرانيا وتركيا انتهكتا شروط الاتفاق ، وربط الكرملين هذه العودة بـفشل الهجوم المضاد الأوكراني، خاصة أن هؤلاء الضباط يحظون بشعبية كبيرة، وقد تلقوا العديد من عبارات الدعم على الشبكات الاجتماعية، منها: «أخيرا! أفضل الأخبار على الإطلاق»، «ومبروك لإخواننا». وتقول صحيفة «لوفيغارو»، إن الكرملبن يشير إلى أنه كان هناك الكثير من الضغط على انقرة لإظهار تضامنها قبل قمة الناتو في فيلنيوس يومي 11 و 12 من الشهر الجاري.
مشاركة :