الشهيد بدر الرشودي وظلم ذوي القربى! | أمل زاهد

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لعلّ السؤال الأكثر إثارة لحيرة المجتمع السعودي ، الذي فُجع بمقتل رجل الأمن الشهيد بدر الرشودي - تقبله الله فيمن عنده - بيد ستة من أقاربه ، هو كيف استطاع هذا الفكر الإرهابي الهيمنة على عقول معتنقيه ، ليمدّوا يد الغدر الآثمة لقريبهم ولحمهم ودمهم ؟! سؤال محير سنظل نردده طويلاً فهي جريمة موغلة في الفظاعة ، تستدعي الكثير من التأمل والبحث علّنا نقارب بعض الإجابات الشافية ! والجريمة النكراء وإن كانت الأبشع إلا أنها ليست الأولى ، فقد تكررت خلال السنة الماضية- تحديداً- قصص مشابهة لدواعش، استطاعوا بقلوب قُدَّت من صخر أن يقطعوا وشائج القربى ويهدروا صلة الدم ، ويوجهوا خناجر غدرهم لأهلهم وذويهم بعد أن تجردوا من كل قيمة إنسانية ودينية، وانحدروا إلى مستنقعات الكراهية والتكفير! في أروقة منابر التواصل الاجتماعي هطلت الأسئلة وردود الأفعال المذهولة على هذه الدراما الفاجعة ، والتي تبدو أشبه بما تتفتق عنه خيالات صنّاع سينما ( الأكشن ) والجريمة في هوليوود من شطحات غرائبية ! ولكن المحزن والمؤسف أن ماحدث واقع وليس خيالاً ؛ يثير القلق والتوجس ، ويولِّد مشاعر من الخوف الجمعي الذي يهدد المجتمع وثقته بسلمه . وكما يرمي استهداف المساجد لزرع القلق وخلخلة الأمن ،،وخلق مناخ من الخوف يسهل معه إثارة الفتن وتأجيج الصدور ، يأتي كذلك توجيه سهام الغدر الآثمة لرجال الأمن ،كونهم أحد صمامات الأمان في المجتمع ، ومن يضعون أرواحهم على أكفهم في سبيل أمن وطنهم. إن البيئة الاجتماعية الأحادية المتشددة الحاضنة للفكر التكفيري، قادرة على وشم الذهنيات بسمات التزمت والتطرف وصولاً لارتكاب الجرائم ! فالشخص حين يكون متشرباً بهذا الفكر المأزوم، وقد خبُر تجارب غيره من الإرهابيين في مواجهة رجال الأمن ، وتراكمت في وجدانه وذاكرته الأحقاد ومشاعر الضغينة ،يسهل تجنيده من الفكر الإرهابي. إن من الأهمية بمكان إطلاق عقال الأسئلة وفتحها على كل الاحتمالات الممكنة ، فلا زلنا نفتقر للدراسات النفسية والاجتماعية المتخصصة والمكثفة، فيما يتعلق بسيكولوجية الإرهابي والبيئة والعوامل الاجتماعية المنتجة له٠ الخطير في الأمر أن تتخذ هذه الحادثة الإرهابية الشنيعة ذريعة للتحريض من جديد على الإعلاميين، ممن لا يألون جهداً في فضح الفكر التكفيري الذي جرّ الويلات على وطننا . وهي محاولة مكشوفة للاستمرار في دس الرؤوس في الرمال وتبرئة الذات وإنكار أصل العلّة ، وحرّف إتجاه الأسئلة بتوجيه الاتهامات يمينا ويساراً ، وهو ما اعتدناه من الخطاب المتلون الذي يسارع بالشجب والاستنكار وقت الحدث، بينما يبطن تبني الفكر التكفيري ورعايته . نحن اليوم في مرحلة خوض غمار الأسئلة الصريحة الشائكة، والتي يأتي على رأسها تجديد خطابنا الديني ، وتبني التعددية وتقبل الاختلاف ، وإيقاف التحريض بقوانين وعقوبات رادعة وإلا فالمزيد من المآسي بانتظارنا ! amal_zahid@hotmail.com

مشاركة :