وظلم ذوي القربى

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يصعب على المراقب أن يفهم مغزى وهدف التصريحات التي أدلى بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر لوكالة الأنباء القطرية وحبر الاتفاقيات والبيانات الصادرة عن القمة الخليجية - الأمريكية والقمة الأمريكية/ العربية والإسلامية لم يجف بعد. فقد نسبت وكالة الأنباء القطرية إلى سموه انتقادات مباشرة لدول شقيقة بعضها أعضاء في مجلس التعاون الخليجي واتهمها بمناهضة دولة قطر وطالب دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بمراجعة مواقفها المعادية لقطر! وزعم أن وجود قاعدة «العيديد» تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة التي لم يذكرها بالاسم ولكن يبدو واضحاً أنه لا يقصد إيران التي كال لها المديح والثناء واعتبرها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها وهو ما أكد أن قطر تحرص عليه من أجل استقرار الدول المجاورة!! ولم يكتف الشيخ تميم بذلك بل جاءت تصريحاته مشحونة باللمز والغمز من قناة المملكة على وجه الخصوص من خلال انتقاده لما اعتبره «المبالغة في صفقات الأسلحة التي تزيد التوتر في المنطقة ولا تحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك» والتلميح هنا واضح لا يحتاج إلى ذكاء فأمير قطر غير سعيد بصفقة الأسلحة التي وقعتها المملكة مع الولايات المتحدة إبان زيارة الرئيس «ترامب» لتعزيز قواتها المسلحة دفاعاً عن أمنها وعن أمن أشقائها في الخليج. ولم يكتف الشيخ «تميم» بذلك بل انبرى مدافعاً عن «الإخوان المسلمين» وعن حركة حماس وعن «حزب الله» الإرهابي الذي يذبح الشعب السوري نيابة عن أسياده في «طهران» في تناقض يدعو للدهشة مع مواقف قطر نفسها. وثالثة الأثافي في تصريحات أمير «قطر» غير المفهومة هجومه المباشر على الرئيس الأمريكي نفسه وتلميحه المفضوح إلى أنه لن يستمر بسبب ما أسماه التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس، وهذا موقف غريب من دولة صديقة وحليفة لدول مجلس التعاون الخليجي ومن رئيس تعهد قبل أيام فقط بالدفاع عن أمن واستقرار دول مجلس التعاون، كما أن الحديث عن الرئيس الأمريكي بهذه الطريقة انتهاك للأعراف الدبلوماسية ولغة التخاطب بين قادة الدول. لقد أثارت هذه التصريحات الغريبة حالة من البلبلة والارتباك في أوساط الرأي العام الخليجي والعربي والإسلامي وهي للأسف هدية مجانية لأعداء المملكة وأشقائها في مجلس التعاون الخليجي ومحاولة لإجهاض الاتفاقيات والإستراتيجيات التي تمخضت عنها قمم الرياض الثلاثية الأسبوع الماضي. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لحساب من يتم كل ذلك؟ وما هي مصلحة قطر في شق الصف الخليجي والعربي والإسلامي؟ إن المستفيد الوحيد من تصريحات الشيخ «تميم» هي إيران وأذنابها وميليشياتها الإرهابية الطائفية التي تنشر الفوضى والموت والخراب في دول المنطقة، ونأمل أن تكون تصريحات أمير قطر زلة لسان لن يمحوها إلا تأكيد قطري صريح بالالتزام بالاتفاقيات والعهود والعمل الخليجي الجماعي وألا تكون تصريحات الشيخ «تميم» مقدمة لمزيد من المواقف الانفعالية المتشنجة التي تبعد قطر عن بيتها الخليجي وأشقائها وأصدقائها الحريصين على أمنها واستقرارها.

مشاركة :