صخب الألوان يتكامل مع البهجة بعيداً عن المألوف

  • 3/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مما لاشك فيه فإن تصميم المنازل ليس بالأمر الهين أو العشوائي، ففي خيال كل منا صورة لمنزله يحلم أن يجسدها على أرض الواقع، ويحتاج ذلك إلى مصمم خبير بقدرات وإمكانيات تؤهله لرسم خطوط الحلم بما يروق لصاحبه، واختيار الألوان يندرج تحت خطوط الصورة المراد رسمها، فكثيرون يميلون إلى أن يعج منزله بالألوان الهادئة المريحة، بينما يميل آخرون إلى العيش في أجواء يتعانق فيها صخب الألوان وأجواء البهجة والمرح، فلا يتردد في أن يجعل مسكنه بعيداً عن المألوف، فيملأه بما يشد عين الرائي وينتزع منه كل انتباه واهتمام. ويرى بعض المصممين أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام الأشكال الهندسية الجذابة بعد إضفاء لمسات فنية مناسبة تتماشى مع أحدث خطوط الموضة والحداثة. ويبرع المصمم في استخدام أنامله للتعامل مع هندسة المنازل من الداخل والخارج على السواء، انطلاقاً من أن التكامل سر النجاح، فتظهر المهارة في إتقان التصميم العام ليتسق مع المشهد الداخلي، ويستغل المصمم ما يتوفر له من أدوات لكي يحقق المراد، فيبدأ باستخدام واجهات الزجاج العريضة التي تجعل المكان يبدو وكأنه مفتوح على الخارج من جميع الاتجاهات. وفي هذا المنزل، لجأ المصمم إلى إزالة الحواجز بين الصالات والمطبخ، فاتصلت المساحات مع بعضها بعضا، وعمت الإضاءة جوانبها، وانفتحت على البحر، وغدت كما لو كانت امتداداً له، ليتسلل جمال المشهد في الخارج إلى الداخل، ليستمتع الرائي ويعيش كما لو كان سابحاً في البحر. وأدى استخدام المصمم الواجهات الزجاجية إلى تسلل الضوء بكميات وفيرة إلى داخل المنزل، كما أدى استخدام الألوان الصاخبة إلى انعكاس هذا الضوء على قطع الأثاث وعلى حوائط المساحات الداخلية. واتجه المصمم إلى جعل باب المنزل متواصلاً مع غرفة الجلوس فيفتح عليها مباشرة، لتثير من يدخلها وتولد فيه مشاعر الانبهار، بما يكتسيها من ألوان تشع بهجة، وتبدو كما لو كانت تناشد الزائر وتدعوه إلى الدخول. ففي مدخل المنزل صمم المهندس غرفة استقبال صغيرة، وبعدها سلما، يأخذ المشاهد إلى زاوية صغيرة يضم مقعداً أنيقاً إطاره مكسي بالجلد فاتح اللون، إضافة إلى عدد من المقاعد باللون ذاته، ولكن مكسوة بالقماش. واتسم المقعد بعرضه، إذ يمكن الاستلقاء عليه عند إزالة الأرائك، وكأنه سرير يستريح أمامه قاطنو المنزل في أثناء مشاهدة التلفزيون الذي علّق على جدار أول مدفأة مخصصة لهذا الصالون. وخلف المقعد المستطيل، ستار من اللون الفستقي يغطي نافذة كبيرة، وتوسّط الجدار المبتكر من قطع الخشب المستطيلة بلون الخشب الزاهي والأبيض والفضي، وهذا الجدار المبتكر امتدّ إلى جدار الصالون الثاني، إلى جانب غرفة الجلوس. ولكن هنا تخللته مربّعات من الحجر بمستويات متفاوتة، وضعت هي بدورها داخل إطار من خشب لتشكل مجموعة لوحات متشابهة، واللافت في هذه المربّعات أنها مضاءة، فالحجر وضعت خلفه إنارة لينبعث النور بدفء ويضفي جمالية وجواً خاصاً على الجلسة. الجوّ نفسه امتدّ من غرفة الجلوس إلى هذا الصالون أو غرفة جلوس ثانية، حيث وضع المقعد نفسه بطرازه وألوانه، ولكن فصل بينهما مقعد مستطيل من مشتقات البيج، ولكن بنقوش مختلفة، وإلى جانبه مقعدان أبيضان عليهما أرائك فوشيا وفستقية اللون. ويمكن الفصل تماماً بين هاتين الجلستين، من خلال ستار يعمل على الكهرباء بلون الجدران يُجرى التحكم فيه عن بعد، فينسدل ليلعب دور ستار عازل، كما يتحوّل إلى شاشة لعرض أفلام مصوّرة. وقبالة هذا الركن وضعت أيضاً مدفأة ثانية، وقد شكلت الزاوية مع الصالون شكلاً بيضاوياً، فقد أراد المصمم أن يتمتع الجالسون فيه بلون البحر الأزرق الصافي الذي يلتقي الأفق الفسيح. في آخر الجلسات يقودنا المشهد إلى غرفة الطعام، التي تجسد براعة فائقة وقدرة على الابتكار والنبوغ، مثبت فيها طاولة بطول 3.6 متر ذات واجهة بيضاء لامعة تزينها نقوش من النوع ذاته، ويتوسطها الخشب، ويحيط بالطاولة عدد من المقاعد المستديرة بألوان زاهية تتسق مع ألوان المكان، وبرع المصمم في تجسيد مهارته في جدران غرفة الطعام، التي يسطع منها الجمال، من خلال مجموعة من اللوحات بأشكال مربعة تستر وراءها كبائن توضع فيها أواني الطعام. وثبتت على جدار مقابل خزينة حائط أخذت شكل لوحات من الخشب المطلي باللون الفضي، ومنقوشة في أشكال دائرية، انسدلت على جانبيها ستائر فستقية اللون. وتجلت المهارة والإبداع في الثريات التي تدلت من السقف، وقد صممها المهندس ودمج في تصميمها مزيجاً من الألوان الزاهية، وصنع بعضها من أكواب من نوع مخصص لوضع الشموع وقناني من الزجاج الملون. وفي جناح غرف النوم، نجح المصمم في استغلال كل زاوية وقطعة، فنجح في جعل السرير الرئيسي متعدد الأغراض، فصمم في جوانبه أماكن لتخزين الملابس. واستخدم المهندس التقنيات الحديثة في إضفاء أجواء الحداثة على المكان، فاستخدم الزجاج مثل جدار يفصل بين الغرفة وحمامها الذي زينه بخشب السنديان واللون الأبيض، وغطى المصمم أحد جدران الغرفة بورق رسمت عليه صورة نمر، وإضافة إلى غرفة النوم الرئيسية، توجد في الجناح غرفة أخرى مخصصة للأطفال، صممت في شكل شبه دائري، وطلي الجدار خلف السرير بالأبيض والأسود، ورسمت عليه صورة فتاة، ويخفي السرير باباً يقود إلى غرفة الملابس. وتوجد غرفة أخرى صممت تصميماً حديثاً تتحول أدراجها إلى خزائن، يمكن استخدامها مثل مكتب عند إزالة المقاعد، ويتبع كل غرفة حمام طلي بلون تناسب مع أجواء المنزل.

مشاركة :