تعددت مناهل الشعراء.. وأصواتهم قصيدة واحدة!

  • 3/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نوف الموسى (دبي) في (البراحة) المعتادة لموقع الشندغة التاريخية، بالقرب من مركز دبي الدولي للكتاب، وتحديداً في المساحة المفتوحة على الهبوب البارد، من سماء دبي، والتوقيت يقارب الـ8 من مساء أول من أمس، اجتمع جمهور الشعر، ليتسنى له الانغماس في مناهل الثقافات المختلفة لأكثر من 10 شعراء، أضاؤوا صمت الليل الساحر، بأصواتهم التي تغنت بقصائد ولدت لتصبح قصيدة واحدة، وتجسد هالة الحوار السامي للأدب، في قدرته على خلق التواصل، دونما الحاجة إلى تفسير منطقي، أو موضوعي، بل سكب وانسياب مسترسل، يطوف بين كل شاعر وآخر، وكأنه رغبة دفينة، تؤجج نفسها بالمعنى، وتمتلئ باللغة غير المحكية، الموسومة بطاقة الحياة، وجاء مهرجان طيران الإمارات للآداب، منصة لنسج القوة الإدراكية لثقافة الشعراء المشاركين، من فضلوا أن يجعلوا مسرح الإلقاء الشعري، منارة في وسط محيط، تسعى أن تؤتي الجمهور طريقاً للحب، وكأنهم يؤكدون أنه أينما نكون، فإن هناك جمالاً ما وقبحاً ما، دونهما نظل نحن، ومعهما نبقى نحن نحن! «كورال الفيحاء»، القادم من طرابلس، بقيادة المايسترو «باركيف تاسلاكيان»، شارك الشعراء في تكوين متن التواصل الشعري، عبر الموسيقى، وابتدأ افتتاحية السكون بالبحث عن اللغة الغائبة، مشكلاً وصلات بين كل المقطوعات الشعرية، التي تمثلت بحديث الشاعر فرانك دولاغان، عن الصيف والألم، والجسد الذي تحول إلى لوحة، وكيف يخلق الإنسان نفسه! بينما جاءت قصيدة الشاعرة دانابيل جيتريس، تتغنى برومانسية تامة، أبعاد لغتها الأم، عبر حوار يجمعها مع حبيبها، وتوقف الشاعر جمال إقبال عند أطفال سوريا، ليصف التفصيلة المرهفة جداً، وهي ابتسامة الأطفال، ولماذا رغم كل شيء لا زالوا يلعبون، ليتدفق شعره نحو مسار البحث عن وجهات نظر الأشخاص ومعتقداتهم، وآمنت الشاعرة ماري دولاغان باللغة وقيمة الثقافة. واللافت في الأمسية قصيدة بعنوان (نحن نعيش في الماء) للشاعرة آن بريكين تصف تجربة عيشها في مدينة دبي، وعندما آن وقت صعود الشاعرة فرح شما على المسرح لإلقاء قصيدتها، شمرت روحها عن معصميها، لتبتكر الشاعرة تقنيات صوتية واستعراضية أضافت للقصيدة، التي تجاوزت الأطروحات المباشرة إلى كوميديا الكلمة والموقف. أما الشاعرة كريستين جان بلاين، فألهمت الجميع، بوصفها أن الأدباء والكتاب، يمتلكون القدرة على خلق القصة كمخترع، يقدم إبداعاً للبشرية، غير مكتفين بذلك، بل مساهمتهم في صناعة أشكال عديدة لمستوى الخلق والإبداع نفسه، مستهلة قصيدتها بـ«أؤمن بالاختيار». شارك كل من الشاعرة زينة هاشم بيك، والشاعرة هند شوفاني، في تقديم الأمسية الشعرية، بانسجام وتناغم ملحوظ، يعكس استثمار الحالة الإنسانية التي تجمعهما كشاعرتين، تعيشان ومضات القصيدة كوطن، وملاذ روحي. فمن جهتها عبرت زينة هاشم بيك، عن قصيدتها في الأمسية، من خلال إيقاعات كورال الفيحاء، حيث يسمع الجمهور القصيدة باللغة الإنجليزية، وتتهافت عليهم العربية عبر الموسيقى، وكأنها الجواب على السؤال، والقصة في داخل القصيدة، وعبير البحر في الندى، والطريق المفتوح بعد الامتداد الجبلي، والشجرة في قلب رجل عجوز، وشمس تجاوزت زجاجة عطر فارغة. تقف الشاعرة زينة وسط الكورال، ترتفع أصواتهم في صمتها المبهم، بعد أن تكون انتهت من كل مقطع، يتناقل الصوت الكورال، وكأنه امتداد لأعماق الشاعرة، ذكرياتها، مكانها، أفراحها وأحزانها، وأبعد من ذلك، وصولاً إلى ما ينتجه غير الواعي والواعي من ذهنية وإبداع الشاعر. زينة هاشم بيك، لم تخبر الجمهور، بفكرة الاندماج بين القصيدة والأغنية، وسلمتهم لمجموعة من الإيقاعات من مثل: عصفور طل من الشباك، ليحضر من بين الجميع مارسيل خليفة، طارحاً على الأفئدة السلام والطمأنينة، مُطلقاً جل الأرواح من سجونها وشجونها، إلى أعمار من الابتسامة والفرح.

مشاركة :