لا يتحقق الشعور المبهج بالنجاح عن طريق الحصول على الشيء بسهولة بل في التعب والمكابدة. الكايد دائماً أحلى يا مدوّر الهيّن على قول خالد الفيصل. خذوا مثلاً الفرق بين حصول الشاب على سيارة هدية من والده وبين شرائها من ماله الخاص الذي كدّ في الحصول عليه. كيف تصبح السيارة الهدية خارج حرصه عليها عكس الثانية التي يراها أثمن جوهرة! بهذا الصدد كم تمنيت أن تقوم المؤسسات الحاضنة للشباب والتي تولي عناية بتجارب الأشخاص الناجحين في مجال المال والأعمال أن تُظهر نماذج أخرى في مجالات الحياة المختلفة مثل تجارب أشخاص نجحوا في قهر أمراضهم الخطيرة بعزيمة والتزام بالخطة العلاجية بكل صرامة أو أصرّوا في الحصول على مبتغى كان حلماً في يوم من الأيام يقف دون تحقيقه خرط القتاد -كما يقال- فتحقق لهم ما أرادوا. أجزم بأن لدينا مئات إن لم يكن آلاف التجارب التي تستحق أن تُروى ويسمعها الناس حتى يقتدون بها ويعرفون أن لا شيء مستحيلاً في الحياة ما دام الفرد يملك عزيمة وإرادة ودأباً. يبقى التفتيش عن تلك التجارب وعرضها ضمن الفعاليات الشبابية التي تقوم بها تلك المنظمات والمؤسسات الحاضنة. سأورد بهذه المناسبة مثالاً أبهرني ليس في قيمة الهدف المبتغى ولكن في التصميم على تحدي الذات. خبر بثته وكالات الأنباء ونشرته هذه الجريدة ضمن الأخبار الغريبة أو الطريفة تحت عنوان (بعد 271 محاولة.. كوري جنوبي ينجح في اختبار قيادة السيارات) الخبر في مجمله عن حكاية السيد (سيو سانج مون) الذي نجح في الشق الأكاديمي من اختبار استخراج رخصة القيادة ولكن في المحاولة الثانية والسبعين بعد المئتين! قال سيو وهو عامل صيانة شارف على السبعين من عمره إنه كان أمياً وإنه استغل عملية الاختبار لتعليم نفسه قواعد الطريق لأنه لم يكن يستطيع قراءتها في الكتيبات وتعلم سيو قليلاً في كل مرة يفشل خلالها في الامتحان وبعد 271 محاولة في خلال أكثر من خمسة أعوام استطاع الحصول على الحد الأدنى من الدرجات التي تؤهله لاجتياز الشق الأكاديمي من الاختبار. ألا يستحق هذا الرجل السبعيني أن ترفع له القبّعة احتراماً على عدم يأسه وصلابة عزيمته؟ aalkeaid@hotmail.com لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :