حتى لا ننسى أبطالنا - عبد الله بن إبراهيم الكعيد

  • 7/8/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

على قول النوبلي العتيق الفرنسي رومان رولان إن البطل هو ذاك الذي يفعل ما يستطيع، ولا يفعله الآخرون. ومفردة بطل تستهوي الصغار والشبان وكل من يبحث عن ذاته وتخليد اسمه في سجّل الأبطال. تحتفي الشعوب والأوطان بأبطالها وتُفاخر بهم بل وتقيم لهم التماثيل وتُسمي الأماكن والمنشآت الحيوية بأسمائهم تخليداً لذكراهم وتذكيراً ببطولاتهم وهذا أبسط حقوقهم كما ان تذكير الأجيال بهم يدفع الشبان بعد الإعجاب بأفعالهم أن يحذوا حذوهم حتى لا تجف أرحام الأوطان عن ولادة الأبطال تلو الأبطال. البطولات ميادينها متعددة ففي العِلم أبطال كما في الحرب والسِلم والتطوّع وحماية الأمن والإنقاذ وحتى في الرياضة أبطال ومن العيب أن يتم فقط الاحتفاء وتكريم لاعبي كُرة القدم على سبيل المثال وتجاهل أبطال/بطلات العِلم الذين رفعوا اسم الوطن عالياً في المنتديات والمحافل الدولية وأيضاً تجاهل أبطال قدموا أرواحهم فداء للوطن والدفاع عن أرضه سواء في ميادين القتال أو أثناء مواجهة المجرمين والمهربين والإرهابيين. اليوم والوطن قدّم ويُقدّم الشهداء الأبرار الذين دافعوا ويدافعون عن ترابه الطاهر حق لنا أن نستذكرهم وقد سطّروا ببطولاتهم أروع أمثلة الفداء والتضحية بأرواحهم دفاعاً عن القضية المفصلية للأمة العربية (فلسطين) في الحروب التي شارك بها جيش بلادنا كحرب 1948م وحرب اكتوبر1973 ضمن الجبهة السورية ثم حروب الدفاع عن الوطن كحرب الوديعة 1969 وحرب تحرير الكويت1990 ومعركة دحر الحوثيين 2009 وعاصفة الحزم 2015 وأخيراً إعادة الأمل. وفي مجال الحرب على الإرهاب هنالك أبطال وعلى خط حدود بلادنا أبطال من حرس الحدود في الإنقاذ والحماية المدنية أبطال من يذكرهم بل من يعرفهم ويعرف تضحياتهم؟ أُدرك حساسية المطالبة بإقامة تماثيل لهؤلاء الأبطال لهذا حقّهم علينا في حدّه الأدنى تسمية الميادين والطرقات الرئيسة والأنفاق الشهيرة باسم هؤلاء الأبطال قديمهم وحديثهم وإقامة مناسبة سنوية تُسمى مثلاً "حفل ذكرى الأبطال" وليكن توقيته في الاحتفال بذكرى اليوم الوطني يرعاه ملك البلاد تُقدّم فيه الأوسمة والنياشين ويُختار مجموعة من الأبطال كل سنةٍ يتم سرد سيرهم في كتب تُدشّن بالحفل وتوزع في المناسبات الوطنية الأخرى. هل بالغت في حق أبطال الوطن؟ أقول بلا مواربة تُخيفني كثيراً المقولة الشهيرة للأديب الراحل محمد حسن زيدان ذات أسف وتعجّب حين وصف مجتمعنا بأنه "دفّان" أي ينسى بسرعة من يرحل عن دنيانا ويدفن مع جسده أعماله ومنجزاته! لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net

مشاركة :