وزير التربية والتعليم - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 12/31/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

من منطلق أن صلاح النظام التعليمي يعني صلاح المجتمع وارتقاء الأمة.. فإننا دائما ننقد التعليم ونتمنى ان نراه في احسن حال.. تغيير وزراء التربية والتعليم لن يكون سببا في تحقيق المطلوب منه ولكن نحتاج ان يحصل في وزارة التربية والتعليم انتفاضة كاملة بحيث تتغير فلسفة القائمين عليه والمنفذين له.. لابد من اعادة النظر في سياسة التعليم ككل مع تنقية الوزارة من حرس الفكر القديم وادخال دماء جديدة يتم فيها المزج بين الخبرة والشباب على ان يكونوا اصحاب فكر وسطي فعلاً، اصحاب رؤية ورأي وليسوا مجموعة من المؤمنين (بضم الميم وفتح الواو) على كل رأي يقوله الوزير وإن كان غير صائب.. الكل يتساءل ما هي رسالتنا لوزير التربية والتعليم الجديد ملك الكلمة ومبدع الريشة واللون قائد مؤسسة الفكر العربي؟ بداية اتصور ان مسؤولية التعليم لدينا اكبر من مسؤولية المؤسسات التعليمية في الكثير من الدول فهو مطالب باعادة صياغة ثقافة الحياه عموما عند الطالب والطالبة.. دون ان نغضب او نتأوه فنحن نعاني من غياب الكثير من الثقافة الحياتية العامة.. تغيب عنا ثقافة الاعتذار وثقافة التسامح وثقافة الاختلاف في الرأي وثقافة التعايش وثقافة احترام الممتلكات العامة.. يتخرج بعضنا من كليات شرعية ويكون شكلا من اشكال الفساد.. ويتخرج بعضنا من الكليات التربوية وتجده ضاربا فاسقا في ألفاظه.. مازال بعض شبابنا يتسرب من مدرسته ليذهب للجهاد عاقا والديه ووطنه باحثا عن الجنة.. فيما كان بعضهم قبل ساعات او ربما ايام لا يؤدي صلواته كما يجب. لن ادخل في عمق واقعنا الاجتماعي والثقافي ولكن نريد من وزارة التربية والتعليم ان تصنع مواطنا يكون جدارا صلبا لا ينهار مع الطرْق أيا كان حجم وشكل الطرق خفيفا كان ام ثقيلا متقطعا ام دائما.. صناعة المواطن الصالح لا تأتي عبر الاماني ولكن وفق منهجية وفلسفة تركز على احترام عقله وكرامته وحقه في اتخاذ قراره. مواطن لا يسير في قافلة القطيع ثم نبرر اخطاءه بالتغرير.. نريد نظاما تعليميا مخرجاته البشريه تكون سندا وقوة لاي قرار سياسي نتخذه محليا او اقليميا او دوليا.. نريد مخرجات بشرية تدرك ان الانتماء للوطن اولا وقبل اي شيء.. نريد مدرسة لا تجد حرجا في الاحتفال باليوم الوطني ويعتز طلبتها حبا وحماسا برفع علم بلادهم.. نريد مدرسة نشاطها اللاصفي يعمق ثقافة التنوع.. بين مرسم ومسرح ومصلى ورياضة وابتكار.. مواهب تبدع وتحترم بنفس القوة والعدالة.. مواهب لا يتم إقصاؤها من اي طرف.. اعلم سمو وزير التربية والتعليم انه لديك ملفات ساخنة ومهمة وتمس قطاعا مهما ويستحق النظر والمعالجة الحاسمة مثل البديلات وخريجات الكليات المتوسطة تلك القضايا لا نريد ان نطيل دراستها بل لابد من اجراء عملي لصالحها ولصالح الوطن لا ضرر ولا ضرار.. اتصور ان الوقت والمتطلب من المدرسة في وضعنا الحالي ومع غياب الكثير من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات التوعية وسد الفراغ عند الاسرة السعودية ان يتم افتتاح المدارس مساء لاستقبال الاسرة وتنويع البرامج المفيدة لها بين محاضرة عن التربية وأخرى عن حقوق المرأة وثالثة عن ثقافة السفر وندوة عن الحفاظ على الممتلكات العامة. نريد مدارس تمارس الثقافة التربوية وفق رؤى حضارية.. مدارس تعي ان صناعة الانسان تعني صناعة عقل يفكر وانسان متصالح مع نفسه لا يعاني من ازدواجية وتناقض في كل شيء في حياته حتى فتواه تختلف في الداخل عنها في الخارج.. نريد مدرسة تقووم بدورها التربوي قبل التعليمي..

مشاركة :