أظن أن ذوقك الاستهلاكي تتحكم به عوالم أخرى.. لا تعلمها ولا تدري أين عنوانها ولا سجلها التجاري ولا مالكوها. قصدي الصناعات الغذائية وصناعة الملابس والمشروبات والمركبات، وحى ما يجول داخل شرايينك. وليس لك مخلصاً أو ملجأ من طغيان الصناعة حسب ما يريدون لا حسب حاجتك أو ما تريد، أو صحتك وما تتطلّب. قرأت أن نبيلاً إنجليزياً أعطى مهمة غريبة إلى أحد خدم منزله، وهي قص الورق الذي يستعمل في المنزل لأغراض الحمام "ورق الحمام"، ليكون حسب ذوقه هو (ذوق النبيل)، لا حسب ذوق المصنع، الذي صمم ورق الحمام لجعله على شكل لفة اسطوانية الشكل. لم أعجب، لأن الثورة الاستهلاكية في نظر ذلك النبيل قد غايرت ما درج عليه الناس، وما يرغبون استهلاكياً. اكثر استهلاكاتنا الآن تشبه رواية كتب سيناريوهاتها غيرنا، ورتب فصولها وحلقاتها وإخراجها. وصمم لوحات الإعلان. ولم يترك لنا أي خيار إلا أن نشتري تذاكر الدخول ونشاهد الفصول. بالمناسبة ألا ترون أن الربح الإعلاني من إعلانات التلفزيون التي تأتي ضمن وبين المسلسلات والبرامج الخاصة بعامة الشعب، بدأ يتضاءل؟ (قصدي غلاء الإعلان في ساعات الذروة). لأن المسيطر عن بُعد (الريموت) يجعل للناس الخيار في قذف الإعلان جانباً. والذهاب إلى محطة أخرى. وسيحس المعلن إن عاجلاً أو آجلاً بأن الإعلان وسط البرامج الشعبية غير مجد.. ولا يستحق. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :