يمثل مستشفى (النو) آخر المرافق الصحية العاملة في مدينة أم درمان شمال غرب العاصمة السودانية الخرطوم ، ولكنه مهدد بالإغلاق بسبب تنامي العنف بالمنطقة. ووصفت منظمة (أطباء بلا حدود) مستشفي (النو) بأنه شريان حياة أساسي لسكان مدينة أم درمان ، ولكنها أشارت إلى أن العنف يهدد استمرارية المستشفى ، فيما يدخل النزاع في السودان شهره الخامس. وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان صحفي اليوم (الخميس) " يتصاعد العنف حول مستشفى النو ويهدد المرضى والكوادر". وأضافت أنه سقطت أمس (الأربعاء) قذائف على شمال المستشفى وجنوب غربه. وتابعت المنظمة في أيام ذروة القتال في الجوار، يستقبل النو في الغالب المصابين جراء العنف، بالرغم من بقائه متاحا للمرضى الذين يعانون من حالات طبية طارئة أخرى. وأشارت إلي أن انعدام الأمن يؤثر على طاقم عمل المستشفى، حيث يكمل الأطباء مناوبتين عندما يعجز زملائهم عن التنقل بأمان. وقال منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان فراوك أوسيج، وفقا للبيان الصحفي يواجه الناس العديد من المآسي جراء هذا العنف الذي لا يوصف، وقلوبنا تنفطر ونحن نرى المستضعفين والأبرياء مدمرين بفعل هذا النزاع. وأضاف بينما يعمل الأطباء في النو على مدار الساعة، تسقط القذائف في الجوار، مما يتسبب في مزيد من الرعب ويهدد عمل المستشفى المنقذ للحياة. ودعا أوسيج جميع الأطراف المتحاربة إلى تجنيب المدنيين هذا العنف غير المقبول وضمان حماية المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وقال " إذا لم تتمكن المستشفيات من العمل فسيشتد البؤس والمعاناة ". ووفقا لإحصائيات منظمة أطباء بلا حدود فإن طاقم المنظمة ، وبالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ، قدم خلال الاسبوعين الماضيين الرعاية الطارئة للإصابات البالغة لمجموع 808 مرضى، من بينهم 447 أصيبوا بجروح ناجمة عن طلقات نارية أو شظايا انفجارات . وفي الفترة نفسها، عالج المستشفى 787 مريضًا بحالات طبية أخرى غير مرتبطة بالإصابات البالغة مثل السكري والتهابات الجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، وغيرها من الحالات. ويعالج الطاقم الطبي في مستشفى النو يوميا ما معدله 34 مريضا يعانون من إصابات عنيفة و77 مريضا يعانون من حالات طبية أخرى. وتدعم منظمة أطباء بلا حدود 8 مستشفيات في ولاية الخرطوم، وبالإضافة إلى النو، تقدم منظمة أطباء بلا حدود أيضا الرعاية للجرحى في مستشفى بشائر التعليمي والمستشفى التركي في جنوب الخرطوم. وحذرت 5 منظمات دولية ومحلية من إمكانية انهيار القطاع الصحي بالسودان ، بسبب خروج أكثر من 70 بالمئة من المستشفيات عن الخدمة. وأصدرت كل من منظمة الصحة العالمية ، منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" ونقابة أطباء السودان المركزية ورابطة الأطباء الاشتراكيين "راش" ووزارة الصحة السودانية اليوم تقريرا مشتركا عن الوضع الصحي بالبلاد. وقالت المنظمات الخمس إنها رصدت تفشي أمراض مثل الملاريا والحصبة والتايفويد في عدد من مناطق السودان. ووفقا لتقارير سابقة لوزارة الصحة السودانية فإن من أصل 59 مستشفى أساسية في العاصمة و الولايات المتاخمة لمناطق الاشتباك، يوجد 39 مستشفى متوقفة عن الخدمة. ومن بين المستشفيات المتوقفة عن الخدمة، يوجد 9 مستشفيات تعرضت للقصف، و16 مستشفى تعرضت للإخلاء القسري ، وأن 20 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي (بعضها يقدم خدمة إسعافات أولية فقط). ومنذ 15 أبريل الماضي ،يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مواجهات مسلحة بالخرطوم ومدن أخرى. وأدت الاشتباكات إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن ستة آلاف آخرين، وذلك وفقا لإحصاءات وزارة الصحة السودانية. ووفقا لآخر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في السودان (اوتشا) فإن أكثر من 4 ملايين شخص في جميع ولايات السودان الـ 18 نزحوا بسبب النزاع المستمر. وفر حوالي 3.12 مليون إلي ولايات مجاورة لمناطق النزاع في الخرطوم ومدن أخرى. ولجأ نحو 880 ألف شخص عبر حدود السودان إلى دول الجوار، بما في ذلك إفريقيا الوسطى وتشاد ومصرو إثيوبيا وجنوب السودان.
مشاركة :