شهدت العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية إثيوبيا، تطورات واسعة خلال السنوات الماضية، ارتقت إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، إذ تضم تعاوناً واسعاً في مجالات عديدة، وسط توافق الرؤى بين البلدين الصديقين حول مختلف القضايا، ما يرتبط منها بالعلاقات الثنائية، وكذلك ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، والدولية. عززت العلاقات الثنائية على نطاق واسع من الخطوات التاريخية التي اتخذتها الإمارات في سياق حرصها المعهود على تعزيز الاستقرار، وحل النزاعات على الساحة الدولية، ومن خلال الدور الأساسي في دعم حل النزاع الثنائي بين إثيوبيا وإريتريا، بغية إحلال السلام، وإرساء الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. بينما اكتسبت دولة الإمارات هذا الدور المؤثر من خلال جهودها الدبلوماسية الرائدة والتزامها بتحقيق السلام والاستقرار في مناطق متعددة، بما مكنها القيام بدور فعال في حل هذا النزاع. كما يستهدف البلدان تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بينهما في مختلف الجوانب، والبناء على ما تم تحقيقه على المستوى الثنائي في السنوات الماضية، وهو ما عكسته زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، إلى إثيوبيا. تعكس الزيارة دلالات سياسية واستراتيجية لطبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين، سواء على مستوى العلاقات الاقتصادية، وكذلك توافق الرؤى في معظم الملفات، سواء الدولية أو الإقليمية. زيارة تاريخية وصف الخبير المتخصص بالعلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير، الزيارة بـ«التاريخية»، خاصة أنها تجمع بين بلدين صديقين لديهما مصالح مشتركة. ونوّه إلى دور الإمارات في دعم حل النزاع بين إثيوبيا وإرتيريا، بغية إحلال السلام، وإرساء الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، حيث استطاعت الإمارات وقف حرب، استمرت فترات طويلة بينهما في عام 2018، وتوصلهما إلى سلام دائم، وشامل، أطلق يد التنمية في البلدين. وأضاف سمير «منذ ذلك التاريخ، تنامت العلاقات الإماراتية الإثيوبية في كافة المجالات: السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية. أما المجال السياسي، فهناك توافق إماراتي إثيوبي على استخدام الوسائل السلمية في حل الخلافات والصراعات بين الدول، فكلا البلدين يسعى لإحلال السلام، والاستقرار، والازدهار، والتنمية المستدامة، والتعايش بين الشعوب، كمبادئ مشتركة، لافتاً إلى أن هناك مصفوفة كبيرة من القيم المشتركة، في مقدمتها: دعم السلام، والاستقرار في القرن الأفريقي، ودعم جهود التنمية، وحل كافة المشاكل التي تعطل التنمية». محور استقرار وقال سمير إن هناك إدراكاً لقيمة وأهمية كل دولة بين الطرفين، مشيراً إلى أن إثيوبيا تعتبر الإمارات محور الاستقرار والسلام في منطقة الخليج والشرق الأوسط وغرب أفريقيا بل العالم، من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، والمجلس الدولي لحقوق الإنسان، ولها دور في تعزيز ركائز الاستقرار في كل دول العالم، مضيفاً بأنها تعتبرها أيضاً دولة ذات اقتصاد متنوع وحيوي وفاعلة على الساحتين الإقليمية والدولية، مستدلاً على ذلك باستضافتها لمؤتمر «كوب 28» نوفمبر المقبل الذي سيحضره رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وأضاف إن الإمارات تعتبر إثيوبيا دولة مهمة باعتبارها مقراً للاتحاد الأفريقي، ومن الدول الكبرى في القرن الأفريقي، كما تعتبرها دولة تلعب دوراً ضد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، فبالتالي هناك تقارب في الرؤى بين البلدين في هذا الملف المهم. من أهم الشركاء في المجالات الاقتصادية، قال الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، إن إثيوبيا تعد من أهم الشركاء الأفارقة التجاريين للإمارات، فهناك مشروعات مهمة تتعلق بالزراعة، والأمن الغذائي، وسلاسل التوريد، وقطاع الطاقة، والطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن إثيوبيا تتفق مع الإمارات باستهدافها الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، لذلك هناك تعاون بينهما في مجال الطاقة، فضلاً عن الاستثمارات في التكنولوجيا، وتوطين التكنولوجيا المتعلقة بالهيدروجين الأخضر، وتنقية الكربون، وعدد من المشروعات المشتركة تجمع بينهما، مؤكداً أنه لهذه الأسباب تعد الزيارة مهمة، إذ تدشن مرحلة تاريخية في العلاقة الإماراتية الإثيوبية، متوقعاً أن تشهد الأخيرة نقلة نوعية بعدها. موقع مهم من جانبه، رأى خبير الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، أن الإمارات تضع أفريقيا في مصاف إحدى أهم دوائر العلاقات الخارجية لها، خاصة الاقتصادية، ومجالات التعاون الدولي، مشيراً إلى أنه في هذا الإطار تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله إلى إثيوبيا كإحدى أهم محطات الاستثمارات الإماراتية في القارة الأفريقية، إذ تعد دولة ذات موقع مهم بالنسبة للعالم، وللإمارات، وإحدى أهم الدول الكبيرة في القارة، فضلاً عن كونها من أهم وجهات الاستثمار الخارجية بصفة عامة. دولة محورية بدوره، أكد خبير الشؤون الأفريقية والأمن القومي، اللواء محمد عبدالواحد، أن العلاقات بين البلدين استراتيجية وقوية، لافتاً إلى أن إثيوبيا دولة مهمة في القرن الأفريقي، كما أن الإمارات تراها دولة محورية في المنطقة، لها ثقل في القارة السمراء، كما أن لها دوراً أساسياً في معادلة الأمن الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي. واستطرد «تعتبر إثيوبيا ثاني أغنى دولة بالمياه في القارة الأفريقية، وبالتالي هي دولة واعدة خاصة في المجال الزراعي». تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :