دعا وفد من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، إقليم كردستان للعودة إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات مع بغداد، فيما اتهم نائب كردي الدول الغربية بـ «عدم الجدية» في السعي إلى تسوية سوى تأمين مصالحها الأمنية في الحرب على «داعش». وكان وفد أميركي وأوروبي أجرى الشهر الماضي، محادثات في أربيل دعا خلالها القادة الأكراد إلى تأجيل النظر في إجراء الاستفتاء على الاستقلال، والبدء بمعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية والمفاوضات المعلّقة مع الحكومة الاتحادية. وأفاد بيان لرئاسة الإقليم، بأن وفداً رفيع المستوى «مؤلفاً من ممثل الأمم المتحدة في العراق والاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع والبنك الدولي، أكد للرئيس مسعود بارزاني استعداده لدعم الإقليم في تجاوز أزمته المالية، ومساندته في الحرب على داعش، إلى جانب إجراء الإصلاحات». وأكد بارزاني للوفد تمسّكه «بحل الخلافات السياسية، ومواجهة المعوقات التي تقف أمام مشروع الإصلاحات». وعقد رؤساء الكتل النيابية في برلمان الإقليم، ثاني اجتماع خلال أسبوع، في محاولة لإعادة تفعيل البرلمان المعطّل منذ خمسة أشهر، على خلفية تعثّر المفاوضات حول أزمة مشروع تعديل قانون الرئاسة. من جهة أخرى، أكد بيان حكومي أن الوفد المذكور دعا رئيسها نيجيرفان بارزاني إلى «تطبيع العلاقات مع بغداد، مع الاستعداد لمساندة الإقليم»، فيما شدّد نيجيرفان على أن «الأزمة المالية تشكل خطراً حقيقياً، لكننا نحتاج إلى مساعدات دولية لتقليل الخسائر»، معلناً استعداده «لتطبيع العلاقة مع بغداد عبر الحوار». وعن أهمية زيارة الوفد، قال النائب عن كتلة «الاتحاد الإسلامي» حاجي كاروان، لـ «الحياة»، إن «اجتماع الوفدين الأممي والغربي يتناول جملة من القضايا، لكنه بالدرجة الأولى يتعلق بالأمن والجانب العسكري، خصوصاً في ما يتعلق بمعركة تحرير الموصل، وربما في الهامش يتم الحديث عن إنهاء الخلافات بين أربيل وبغداد، لأن الأطراف الغربية بما فيها واشنطن ليست جدية في حسم الملف، كونها لم تقدم مشروعاً أو خطة محدّدة في العلن أو في السر، سوى إشغال الإعلام، ولقناعتها بأن طرفي الخلاف يعملان على مسار نقيض»، مشيراً إلى أن «العراق في الواقع منقسم إدارياً، وهذه الدول لا تملك علاجاً سحرياً، ثم إن ما يعنيها هو مدى تأمين مصالحها لدى الطرفين، وهي تحاول دعم بغداد وأربيل لتحقيق استقرار أمني لتأمين مصالح الأطراف».
مشاركة :