حكايات منسية من مصر القديمة

  • 3/10/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أميط اللثام، أخيراً، عن أسرار كنز من أوراق البردي كان قد عثر عليه في موقع للقمامة في مدينة البهنسة بصعيد مصر، حيث كشف عن حكايات حزينة مكتوبة على أوراق البردي المخبأة منذ قرون، بعد أن تم نسخها بمساعدة مجموعة من العلماء الهواة المنتشرين على امتداد العالم. تراجيديا إغريقية وأفادت صحيفة اندبندنت،في تقرير نشرته عن الموضوع، أن 250 ألف متطوع من أنحاء العالم ساهموا في نسخ قصاصات أوراق البردي التي تم تجميعها في موقع بمدينة أوكسيرينخوس المصرية القديمة، أو البهنسة حالياً، على بعد 120 ميلاً جنوب القاهرة. وتتراوح القصص التي تحويها هذا القصاصات بين تقرير طبي عن حالة غرق فتاة بعمر 12 عاماً، إلى إداء مسرحي بأسلوب التراجيديا الإغريقية لـ سفر الخروج. في يناير 1897.. وجد عالما الآثار من العصر الفكتوري برنارد غرينفل وارثر هنت عندما كانا يحفران في كثبان رملية في المنطقة أجزاء من أوراق البردى رميت في القمامة من قبل سكان المدينة، التي كانت بالنسبة لمصر القديمة أشبه بمدينة برمنغهام في بريطانيا. وغرنفل وهنت في النهاية نقلا أكثر من 500 ألف قصاصة إلى مكتبة سكلر في أكسفورد، وتعود ملكيتها لهيئة الاستكشاف المصرية في لندن، التي أرسلت العالمين على نفقتها للاستكشاف. لكن عملية نسخ القطع الفردية التي تعود أساساً من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن السابع ميلادي عندما استولى الإغريق والرومان على مصر، برهنت على أنها عمل شاق يستهلك وقتاً أكثر من التنقيب عنها، إذ تمكن العالمان من استكمال ما يصل إلى 5 آلاف من أصل 500 ألف وثيقة بين 1898 و2012. مشروع تعاوني وتم إطلاق أول مشروع تعاوني بين علماء أكسفورد وباحثين في كليات الأدب الكلاسيكي والفيزياء الفلكية، وهيئة الاستكشاف المصرية، وغيرها من المؤسسات بما في ذلك الجامعات والمتاحف، ليساهم الجميع في البحث العلمي، ودعي المشروع اينشنت لايفز، حيث سمح للعلماء الهواة الذين لديهم معرفة بدائية بالأبجدية اليونانية القديمة بالنظر إلى الوثائق على الإنترنت وتخمين الكلمات المكتوبة عليها. وباستخدام خوارزميات وضعها علماء في الفيزياء الفلكية في أكسفورد، لمراجعة النسخ ومقارنتها مع النصوص المعروفة، للتأكد من دقة العمل، أبصر المشروع النور في عام 2014، حيث سمح حتــــى للأطفال بالخوض في أوراق البردي. تنقل إندبندنت عن البروفسور ديرك أوبينك من جامعة أكسفورد، وهو مدير مشروع انشينت لايفز قوله: من خلال السماح بوصول الناس إلى واحد من أكبر مشاريع علم الآثار غير المكتملة في العالم، أصبحـــنا قادرين على الانتقال إلى ما وراء عالم .. حيث هناك عالم آثار مع ورقة بردي وزجاجة مكبر، إلى نسخ أكثر من 100 ألف إلى 200 ألف من النصوص التي تآكل بعضها بفعل الديدان جزئياً، أو تم استخدامها كلفافة سمك أو ما هو أسوأ. جسد ملتوٍ وتتراوح الموجودات التي من المتوقع أن يكشف عنها البروفسور أوبينك في هيئة الجغرافيا الملكية، من وثائق رسمية، وتقرير طبيب من القرن الثالث يشرح فيه تشخيصه لـ الجسد الملتوي وفاقد للحياة لفتاة غريقة، إلى نصوص أدبية بما في ذلك مقتطفات من أندروميدا، التراجيديا الضائعة التي أبدعها الشاعر يوربيديس، والتي يعتقد أنها كتبت لأول مرة في عام 417 قبل الميلاد. سفر الخروج ساعد العلماء المتطوعون في اكتشاف قطعة من إداء مسرحي ضائع من سفر الخروج مكتوبة بأسلوب التراجيديا الإغريقية في القرن الثاني قبل الميلاد، يقول البروفسور اوبينك: عرفنا بشأن هذا العمل من راعي الكنيسة اوسيبيوس في القرن الرابع الميلادي. ويضيف: لدينا الآن نسخة حقيقية وخطاب طويل للنبي موسى، يخبرنا عن تاريخ حياته وكيف عثر عليه كطفل بين نبات البردي، ومن المذهل ما يجري رميه في القمامة.

مشاركة :