كلما صدرت إحصائية عن مدى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كنا نحن في المقدمة وآخر هذه الإحصائيات عن السناب شات وتصدرنا العالم العربي والمركز الثاني على العالم وفي نفس الوقت وزارة الداخلية تقبض على مروج للمخدرات باستخدام هذا التطبيق وهذا وحده يكفي للحذر من هذه الوسائل. للحقيقة إذا كنا من أكثر الشعوب استخداماً لتويتر وسناب شات وغيرهما فإن هذا في النهاية يعني أننا أكثر الشعوب امتلاكاً لوقت الفراغ، والوقت المهدر فمن يجد وقتا لدخول هذه المواقع أكيد أن وقته غير مزدحم بما هو أهم لذلك نأتي فى المقدمة. ولذا لا تفرحوا كثيراً بل هذا جرس إنذار لنا ولتحمل مسؤولية أكبر تجاه أولادنا وبالذات المراهقون. فوسائل التواصل الاجتماعي قادرة أكثر من غيرها على نشر الفكر الذي قد يضلل شبابنا عن طريق الخير والصواب ولنا في داعش عبرة. وإذا كنا من الدول المستهدفة بنشر المخدرات فيها وتدمير شبابها وهذه كارثة ثانية لا تقل في خطورتها عن نشر الفكر المضلل. فيا ترى كيف نضمن ألا ينساق أطفالنا ومراهقونا خلف من يروج لتضليلهم وهم في سن غضة وسهلة الانقياد؟ هذا عدا طبعاً المواقع الإباحية والتي تغزو فكر أطفالنا وتؤثر فيم كثيراً. واليوم وللأسف الشديد نرى الجوالات وغيرها من أجهزة التواصل الاجتماعي في أيدي الأطفال ممن لا يتجاوز عمرهم الثامنة! لذلك فوزنا بالمراكز المتقدمة في استخدام وسائل التكنولجيا ليس أمراً نفرح به، بل لابد أن نخاف ونحذر منه وهو جرس إنذار. ولابد ان يكون دور الأسرة اليوم أكبر مما مضى، حقيقة الوالدية اليوم لاتعني أن تكون موجوداً في بيتك فقط. بل لا بد أن يكون وجودك معنوياً وتفاعلياً. نحن في حاجة إلى أندية للرياضة في كل حي، والأهم لابد أن نشجع أطفالنا والمراهقين على ممارسة النشاط الجسدي والاندماج في عمل جماعي بدلاً من الانفراد بأجهزة تواصل مع غرباء لا نعرف نواياهم. وفي النهاية فضلاً تأخروا في منح أبنائكم بعض وسائل الاتصال الحديثة وراقبوهم بحب. اقضوا معهم أطول وقت ممكن لأن هناك من يشارككم وينافسكم في تربيتهم ولا تدعوهم يسلبونكم أجمل ما تملكون. drhananatallah@hotmail.com
مشاركة :