نحن لا نخفي فقط أسرارنا الخاصة، بل ان هناك مجموعة من الأمراض وُجد أن الناس يقومون بإخفائها وعدم البوح بها للآخرين. ولعل سبب ذلك من وجهة نظري الخاصة أن هناك نوعاً من عدم الفهم من العامة لبعض الأمراض أو النظرة الدونية للمريض والشفقة أو الاستهزاء به واستغلال مرضه وفقدان فرص عمل أو حتى الابتعاد عن الشخص خوفاً من العدوى رغم أن معظم الأمراض المزمنة غير معدية! في الإجمال نظرة الآخرين السلبية أياً كانت، تجعل المريض يتردد في البوح بمرضه وربما يلجأ لإخفائه حتى عن المقربين منه. عموماً هناك مجموعة من الأمراض قد يتحرج أصحابها من ذكر إصابتهم بها منها السرطان ومرض السكر والذي يُعتقد دائماً أن صاحبه لم يهتم بنظامه الغذائي وبالتالي هو من سبب المرض لذاته!، والربو لما له من طبيعة مؤلمة. وبعض الأمراض كالإيدز والزهري طبعاً لكون أحد أسبابها هو العلاقات الجنسية غير الشرعية والممارسات الشاذة وبالتالي يخجل المريض من البوح بما أصابه خوفاً من نقد الآخرين. وكذلك بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب واضطرابات الأكل والإدمان. وقبل تسليم مقالي هذا للنشر وجدت أن هناك بعض النصائح والإرشادات لمن يريد أن يخفي إصابته بالمرض منها، تصرف بطريقة طبيعية وإذا كنت تأخذ دواء لمرض لا تأخذه أمام الآخرين، وتعذر بالذهاب للحمام مثلاً لتتناوله هناك. ولو كانت لديك بعض الأعراض الواضحة كالسعال مثلاً، اعتذر بأنك أكلت شيئاً ما وبسرعة! وفي النهاية إحدى النصائح تتضمن أن لا يستميت الشخص لإخفاء مرضه! فالناس في النهاية عاجلاً أو آجلاً سيعلمون أنه مريض! حقيقة لا أعرف كيف يتم تداول هذه النصائح في عصر كورونا وأخواتها؟ وهل من الصواب أن يضيف الشخص عبئاً آخر لنفسه مع عبء المرض! أعني بالعبء هنا الخوف والضغط النفسي الذي يأتي نتيجة لمحاولته إخفاء مرضه! أو أنها معادلة يقدرها الشخص! فيوازن بين نتائج كتمان مرضه أو التحدث عنه؟ لا أعرف رأيكم أيها القراء، هل نخفي مرضنا أم لا؟! وإذا لم نخفِه لمن نبوح به؟
مشاركة :