رغم الطموحات المتناقضة والأهداف المتباينة بين قطبي العاصمة «الهلال والنصر» عطفا على وضعهما في سلم الترتيب العام لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، إلا أن القاسم المشترك بينهما في الجولات الست الأخيرة هو تواضع المستويات وتراجع النتائج، مع العلم أن النصر منذ بداية الموسم وحتى الآن مازال غائبا عن المنافسة ولم يقدم ما يرضي عشاقه ومحبيه، في الوقت الذي جاءت فيه بداية الهلال مثالية قبل أن يتراجع مع انطلاقة القسم الثاني ويخسر العديد من النقاط التي هزت صدارته قبل أن يفقدها في الجولة الأخيرة. وينظر القطبان الكبيران اللذان يتمتعان بشعبية جارفة في مختلف ربوع الوطن لموقعة الديربي التي تجمعهما اليوم الخميس بنظرة مختلفة شكلا ومضمونا سيما وأنها تُشكل منعطفا مهما لكليهما قبل التفرغ للاستحقاقات المقبلة سواء في دوري أبطال آسيا أو في مسابقة كأس الملك، وعطفا على ذلك فإن كل فريق سيرفع شعار الفوز في وجه الآخر وسيلغي الخسارة من قاموسه في المواجهة التي ستكون على صفيح ساخن والتي ربما تكون فأل خير على الفائز لإنهاء موسمه بالشكل المطلوب ويرسم البهجة على محيا أنصاره. فالهلال الذي بدأ الموسم بصورة أكثر من رائعة بعد أن توج بأولى البطولات الموسمية «كأس السوبر» قبل أن يتوج قبل أسابيع قليلة بالبطولة الثانية «كأس ولي العهد»، تصدر الدوري الغائب عن خزائنه منذ أربعة مواسم لجولات عديدة وشريك في الصدارة لجولات أخرى، ولكنه مع انطلاقة الدور الثاني للدوري تراجعت أسهمه بشكل مخيف على مستوى الأداء والنتائج ولم يحصد من ست مباريات خاضها حتى الآن سوى ثماني نقاط فقط من أصل 18 نقطة، حيث فاز كما تعادل كما خسر في مباراتين، وهذا الهبوط الحاد أفقد الفريق توازنه وسبب ضغطا نفسيا وجماهيريا على لاعبيه وساهم في ضياع الصدارة التي تربع عليها الأهلي بفارق نقطة. وقد تأثر الفريق في الجولات الماضية بغياب بعض لاعبيه بداعي الإصابة أمثال نواف العابد والمدافع البرازيلي ديجاو اللذين لازما العيادة الطبية، إلى جانب تراجع مستويات البعض الآخر أمثال سلمان الفرج وسالم الدوسري والبرازيلي كارلوس ألميدا الذي يشكل نقطة تحول في أداء فريقه، فضلا عن أخطاء اليوناني دونيس وتمسكه بقناعاته حول بعض اللاعبين وإصراره على طريقة معينه أثناء المباريات، وصفها الهلاليون بأنها طريقة مكشوفة للمنافسين ولن تجدي نفعا في قادم المباريات، مطالبين إدارة النادي بالتدخل السريع لصحيح الوضع قبل أن يفقد الفريق فرصة المنافسة على لقب الدوري. وعلى الطرف الآخر، فإن النصر «حامل اللقب» في آخر نسختين، خالف التوقعات وأصاب جماهيره بخيبة أمل كبيرة بعد المستويات الهزيلة والنتائج الباهتة التي لا تليق باسمه وعراقته والتي على إثرها خسر بطولة السوبر ثم ودع كأس ولي العهد من الدور ربع النهائي قبل أن يفقد حسابيا المنافسة على لقب الدوري. وقد عصفت بالفريق خلال الموسم جملة من المشاكل منها مالية وإدارية وفنية فضلا عن الإصابات العديدة التي أنهكت كاهله وانعكست سلبا على نتائجه في الكثير من المباريات، إلى جانب غياب الاستقرار الفني، إذ تعاقب على تدريب الفريق أربعة مدربين «داسيلفا، هيجيتا، كانافارو، كانيدا» فكانت النتيجة المنطقية لما سبق تأرجحه بين المراكز من السادس وحتى الثامن. ومع انطلاقة الدور الثاني توقع عشاق العالمي أن يعود فريقهم لسابق عهده ويطمس الصورة المشوهة سيما في ظل تكامل صفوفه وعودة المدرب كانيدا بطلب من اللاعبين أنفسهم، إلا أن الفريق لم يقنع مدرج الشمس ولم يقدم الأداء ويحقق النتائج التي تنسجم مع الأسماء الدولية التي تزخر بها صفوفه، فتارة يكون في أفضل حالاته ويقرن المستوى والنتيجة كما حدث أمام بونيودكور في الآسيوية وتارة يكون في أسوأ أوضاعه ويخسر المستوى والنتيجة معا كما حدث في مباراتيه الدورية أمام تجران والوحدة والفيصلي. وقد خاض الفريق في الدور الثاني ست مباريات ولم يحقق خلالها سوى سبع نقاط نتيجة فوزه في مباراة وحيدة وتعادله في أربع والخسارة في مباراة أخرى، وهو ما أغضب الجماهير التي وصفت أداء اللاعبين بالمزاجية وطالبت إدارة النادي بالحزم معهم لكي ينهض الفريق من كبوته.
مشاركة :