يكشف تقرير بحثي جديد لمركز أبحاث وكالة أنباء ((شينخوا)) صدر يوم الثلاثاء عن أضرار وتهديدات الهيمنة العسكرية الأمريكية. في التقرير الذي يحمل عنوان "أصول وحقائق ومخاطر الهيمنة العسكرية الأمريكية"، يتطرق معهد ((شينخوا)) إلى كيفية تشكّل الهيمنة العسكرية الأمريكية، ويلخص الوسائل التي اعتمدتها واشنطن للحفاظ عليها، ويتعمق في مخاطرها من خلال تقديم الحقائق والبيانات. وذكر معهد الأبحاث أن "هذا التقرير... يهدف إلى تتبع السبب الجذري للهيمنة العسكرية الأمريكية، واستكشاف كيف سعت الولايات المتحدة إلى بلوغ هيمنتها العسكرية وحافظت عليها وأساءت استخدامها، فضلا عن كشف المخاطر التي تشكلها ممارسات الهيمنة العسكرية الأمريكية على العالم بأسره". وقال التقرير إن مفهومي "الإمبريالية" و"الهيمنة" موجودان طوال تاريخ الولايات المتحدة، مضيفا أن "الفكرة أثرت باستمرار على سياسات الولايات المتحدة وسلوكها في مسيرتها نحو الهيمنة العسكرية العالمية". وأورد التقرير ما قاله المؤرخ الأمريكي برنارد ديفوتو ذات مرة، "سواء كان ذلك حلما أم حقيقة، فإن الإمبراطورية الأمريكية كانت موجودة قبل ولادة الولايات المتحدة". وشدد التقرير على أنه مدى تاريخ الولايات المتحدة الممتد لأكثر من 240 عاما، لم تكن البلاد في حالة انخراط في حرب سوى لأقل من 20 عاما. ولفت إلى أنه منذ عام 2001، شنّت الولايات المتحدة حروبا وعمليات عسكرية في أكثر من 80 دولة في أرجاء العالم بحجة "مكافحة الإرهاب"، وهو ما أسفر بشكل مباشر عن مقتل حوالي 929 ألف شخص، من بينهم 387 ألف مدني، ونزوح نحو 38 مليون شخص أو تحويلهم إلى لاجئين. وأضاف التقرير أن "الولايات المتحدة بهيمنتها العسكرية، أخذت تنتهج سياسات وسلوكيات تقوم على الهيمنة، متسببة بذلك في إلحاق أضرار جسيمة بالعالم بأسره". وقال محمد الشيمي، أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة حلوان في مصر، إن "لدى الولايات المتحدة تاريخ طويل ودموي من التدخل والتوسع العسكريين. وقد تسببت حروبها وتدخلاتها في معاناة إنسانية هائلة وعدم استقرار في جميع أنحاء العالم. يجب على الولايات المتحدة تغيير ممارساتها واعتماد نهج أكثر سلمية وتعاونا في السياسة الخارجية". وذكر التقرير أن الهيمنة العسكرية الأمريكية لا بد أن تؤدي إلى نتائج عكسية، فـ"السعي إلى تحقيق الأمن المطلق والإقصاء السياسي والاحتواء العسكري ... لن يساعد في إنشاء إطار أمني، بل قد يكون سببا في تعقيد الوضع الأمني والوقوع في مزيد من الاضطرابات". وأضاف "لا يمكنها تعزيز السلام والأمن، بل فقط خلق الحرب والكوارث؛ لا يمكنها تحقيق المساواة والحرية، بل فقط جلب العبودية والاضطهاد؛ لا يمكنها توفير التنمية والتعاون، بل فقط التسبب في الصراعات والانقسام". ولدى إشارته إلى أن الدراسة "ذات أهمية تاريخية"، قال زيفادين يوفانوفيتش، رئيس منتدى بلغراد لعالم متساو، "ليس لدي شك في أن هذه الوثيقة ستلعب دورا مهما في تعزيز التفاهم والتضامن العالميين، وتنسيق الجهود نحو بناء نظام عالمي جديد متعدد المراكز وأكثر عدلا وشمولي وديمقراطي بحق".■
مشاركة :