حب الوطن لا يرتبط بيوم محدد، ولا مكان معين. الوطن يتواجد في قلوب أبنائه في كل وقت. وحين نعيش الوطن تختفي المصالح الضيقة. حين نعيش الوطن يعمل الجميع نحو أهداف مشتركة، ويقف الجميع ضد المخاطر التي تهدد أمن الوطن ووحدته، ضد العدو الخارجي، والارهاب، ضد المخدرات، ضد التعصب والعنصرية والطائفية، ضد التصنيف والإقصاء. حين نعيش الوطن نصدق معه، ونعمل بمبدأ التكامل والتكافل والتنافس البناء. حين نعيش الوطن نرفع علم الوطن فوق كل مبنى حكومي وغير حكومي. يرفرف علم الوطن فوق كل المؤسسات والمنازل، يحضر النشيد الوطني، وتختفي أناشيد الأندية الرياضية. يتحقق التلاحم بين القيادة والشعب. يسود حوار الإثراء بين كافة أطياف الوطن. تغيب كل الألوان إلا لون الوطن. يعمل الإنسان بأمانة وإخلاص، يحرص على التطوير، ينتهج التفكير الإيجابي، يتفاعل مع قضايا الوطن، يشارك في الأعمال الخيرية والتطوعية. حين نعيش الوطن، يكون التطوير مسؤولية الجميع، يبدأ الإنسان بنفسه في طريق الإصلاح، يعرف حقوقه وواجباته، لا يكتفي بالمعرفة فقط بل يقوم بواجباته ويطالب بحقوقه بطريقة حضارية. ينتقد الأخطاء، ويكشف عن مواطن الخلل والقصور لكنه لا يكتفي بالتشكي وعرض المشكلات ولا يفعل ذلك من أجل الإثارة بل يقترح الحلول. يساهم في بناء الوطن وتنميته والدفاع عنه مهما كانت الظروف. حين نعيش الوطن نرحب بمن يختلف معنا في الرأي ولا يختلف معنا في الاتجاه. ونحول الانتماء للوطن الى أقوال وأفعال. نتنافس من أجل البناء، لا من أجل الانتصار أو الانتقام أو الإقصاء. نرحب بتعدد الآراء ونرفض تعطيل مسيرة وتنمية الوطن بالجدل العقيم، والانقسام الى تيارات تعطل استثمار الطاقات البشرية في خدمة الصالح العام. نرفض المزايدات في الدين والوطنية، نترجم الانتماء الى أعمال. نتخاطب مع العالم بلغة واحدة لأن أهدافنا واحدة. حين نعيش الوطن نقف مع جنودنا الذين يدافعون عن الأرض والإنسان، نتفاعل معهم، ومع أسرهم، نحييهم في كل محفل، نتحدث عن بطولاتهم في المساجد والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام. نوثق هذه البطولات فهي سجل تاريخي وطني لأجيال الحاضر والمستقبل توثيقا بوسائل مختلفة، ونرسل للعالم رسالة بلغة واحدة هي أننا وطن للأمن والسلام والتنمية والإنسانية، وأن هذه المكتسبات تستحق من يدافع عنها. Yousef_algoblan@hotmail.com
مشاركة :