المسرح.. ذاكرة لا تشيخ

  • 3/12/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا أدري كيف تبادر إلى ذهني شعار تكريم عمي الشيخ صالح بن محمد الصقعبي -رحمه الله- الذي أسس مدرسة نظامية قبل مئة وعشر سنوات في مدينة بريدة،"نتذكر لنرتقي" في الحفل الذي أقيم منذ أسبوعين تقريباً، وذلك عندما تأملت شعار معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام "الكتاب.. ذاكرة لا تشيخ" بالطبع هنالك علاقة بين الذاكرة والتذكر، لذا فنحن نحتاج لهذه الذاكرة لنرتقي، وأعتقد أن القائمين على معرض الرياض الدولي للكتاب وفقوا كثيراً باختيار الشعار. الجميل في احتفالية المعرض تكريم رواد المسرح السعودي، وبالطبع الأمر هنا يهمني كثيراً، لانتمائي للمسرح، ورغبتي بوضع أفضل للمسرح السعودي، هنا في المسرح نحتاج للذاكرة لنرتقي، وبالطبع تاريخ المسرح السعودي، وإن لم يحقق مشروعيته الكاملة بعد، أقول تاريخه حافل بفعل بدأ منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حتى عصرنا الحاضر، عدد كبير من المسرحيين وقفوا على خشبة المسرح، وقدموا ما لديهم. التكريم هذا العام طال عددا من الرواد الذين بدؤوا في السبعينيات والثمانينيات الميلادية، بعضهم أشرفوا أو كتبوا نصوصاً مسرحية وغالبيتهم شاركوا بالتمثيل، هؤلاء الرواد قدموا أعمالا مسرحية خالدة، بعضها بقي فقط في الذاكرة، والبعض الآخر رصدته الصورة والخبر الصحفي، وجزء أتمنى أن يكون كبيراً حفظ في ذاكرة التلفزيون، ولكن تلفزيوننا العزيز يبخل على المشاهد أن يستمتع بعطاء فنانين أحبهم، وببساطة نقول: أين "تحت الكراسي" و.. و..كثير من الأعمال. في معرض الرياض للكتاب كان الوعي بأن الكتاب ذاكرة لا تشيخ، وأن الثقافة ذاكرة لا تشيخ، وأنا أقول المسرح.. ذاكرة لا تشيخ، التلفزيونات العربية ومن ضمنها تلفزيوننا العزيز كان يعرض مسرحيات مات بعض أبطالها منذ أكثر من خمسين سنة، مثل "إلا خمسة.. وغيرها.." ولا تزال حتى الآن، والمسرحيات السعودية، في قائمة النسيان، وهذا محزن. التكريم للمسرحيين هذا العام رسالة لكل وسائل الإعلام وقبل ذلك جميع المسرحيين في المملكة، المسرح ذاكرة لا تشيخ، هاهم رواد المسرح حاضرون، لنحتفي بهم؛ لأننا بذلك نحتفي بأنفسناً، نحتفي بالثقافة المتجددة، ونحتفي بالمسرح الذي يحضر الآن بأجيال جديدة في المحافل العربية، جيل 2016م بكل تأكيد يمثل امتدادا لأجيال ماقبل 1980 ميلادية، وقرابة نصف قرن أو أكثر من تاريخ المسرح السعودي، والعرض المسرحي الذي يقدم في أي منطقة في المملكة، ومنها مكة المكرمة، لهو تأكيد بأن مشروع الرائد أحمد السباعي المسرحي لم يفشل، بل كان إحدى لبنات بناء مشروع مسرحي كبير ينتظر فقط التدشين. لنحتفل بذاكرة المسرح التي لن تشيخ، ولنتذكر تاريخ المسرح في المملكة العربية السعودية لنرتقي، نحن بدأنا ولا بد أن نواصل المسيرة، نتفق أن المسرح السعودي سلك طريقاً شائكاً امتلأ بالمعوقات، لكن لا ننظر لتلك المعوقات بل تكون ذاكرتنا الجميلة محفزة لعطاء أفضل للمسرح، وحتماً كل عمل يقدم الآن سيصبح بعد زمن في الذاكرة، ولكن كلما أخلصنا للفعل المسرحي، فسيكون الغد أفضل.

مشاركة :