الكتاب.. ذاكرة لا تشيخ!!

  • 3/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عشر سنوات مضت على النسخة الأولى لمعرض الرياض الدولي للكتاب، بإشراف وزارة الثقافة والإعلام، وقد تتابعت زيارتي للمعرض خلال تلك السنوات التي مرت بمنعطفات كبيرة، وتقلبات وصراعات وصولا إلى النسخة الأخيرة التي تم افتتاحها مساء الأربعاء الماضي 9 مارس 2016م بشعار (الكتاب..ذاكرة لا تشيخ)، جاء الحفل بطريقة شبابية جديدة ولأول مرة مشاركة نسائية في التقديم الجميل لولا بعض الهنات التي كسرت خواطر النحويين، وأجمل ما في حفل الافتتاح المبسط هو تلك الالتفاتة الرائعة لجنودنا البواسل على الحد الجنوبي ولشهداء الواجب في مشهد جميل ولوحة معبرة قدمها مجموعة من الأطفال، وقد خلت فقرات الحفل من الشعر على الرغم من تكريم الشاعر الكبير جاسم الصحيح الفائز بجائزة الأدب الذي كان متوقعا أن يقدم قصيدة الحفل. بالإضافة إلى تكريم الفائزين الآخرين بجوائز معرض الكتاب، تضمنت فقرات الحفل تكريما مستحقا للمسرحيين الذين أثروا المسرح السعودي في السبعينات الميلادية، تأليفا وتمثيلا وإخراجا، ولعل هذه البادرة تجعل الوزارة تهتم بالمسرح وتنظر له نظرة حيوية تعيد له توهجه، فالمسرح أبو الفنون وأرقاها، وهو النافذة النقدية الأولى التي تعالج معظم القضايا الاجتماعية والفنية والثقافية بإطلالته الناقدة الموجهة، من القلب نبارك لكل الفائزين والمكرمين في مختلف المجالات. الممرات والطرقات بمسمياتها التي اعتمدتها اللجنة المنظمة خلت من أسماء المؤلفين والمبدعين والأدباء والمثقفين، وحضرت (الرياض) بكامل زينتها وهيبتها وأحيائها ورموزها، وعبق التاريخ ينفح من عباءتها، فكانت هي أرض المعرض وممراته، وجاء الشعار (الكتاب.. ذاكرة لا تشيخ)، صادقا وجميلا، عبارة نحتاجها فعلا للتأكيد على أن قراءة الكتاب، ورائحة الورق لها مذاق خاص وطعم مختلف عن القراءة من خلال الأجهزة الإلكترونية، فهل تستطيع هذه العبارة أن تنتزع الجيل من الأجهزة النقالة وأجهزة التقنية الأخرى وإعادتهم إلى الكتاب؟ سبق وأن تمنيت على وزارة الثقافة أن تضع في حساباتها جيل الشباب، وتمنحهم الفرصة في الإعداد والتنظيم والتقديم، وإعطاء متسع من المساحة لهم في البرنامج الثقافي، سواء في مشاركتهم أو في المحاور التي تستهدفهم، فهم عدة الوطن وعماد المستقبل، وقد لمسنا في هذه الدورة المشاركة الشبابية التي غيرت قليلا من النمطية السابقة، وما زلت أتمنى تخصيص دعوات لشباب المملكة طلاب الجامعات في المناطق، والمتفوقين من طلاب الثانوية العامة لحضور بعض فعاليات معرض الكتاب، وتعطى الأندية الأدبية فرصة لتقديم نشاط مصاحب للمعرض يقوم به الأدباء الشباب، في تظاهرة شبابية ثقافية لن تخلو من قيمة وفائدة. كان معرض الرياض الدولي للكتاب 2016م حافلا بكل جميل في تنظيمه وإخراجه، وتطويره بأجهزة جديدة في كل دار نشر لحصر عدد المبيعات فعليا، وإن كان وجود مثل هذا الجهاز يعرقل عملية الشراء المباشر ويلغي عملية التفاوض مع البائع والأخذ والرد والإعفاء والتنازل والتخفيض، وهذا ما همس به الصديق رضا عوض، أحد أصحاب دور النشر المشاركة في المعرض.

مشاركة :