عبدالله قاسم العنزي على هامش تدريبات رعد الشمال العسكرية بمشاركة قوات عربية وإسلامية وبقيادة سعودية لمحاربة الإرهاب بكافة صوره، سواءً كان إرهاباً يمارس من بعض الدول أو إرهاباً يمارس من المنظمات المتطرفة، هي بملامحها الواضحة تلويحٌ عسكريٌّ ورسالة للعدو بأن تتغير قناعاته ويقبل بواقع جديد. ولقد أخذ هذا المشروع بعداً جيوستراتيجيّاً عملاقاً، من حيث إنه فتح أفقاً سياسيّاً واسعاً ومسرحاً لعمليات عسكرية نوعية، وقوة ضغط نفسي لجميع مصادر الخطر التي تحاول اللعب والعبث بأمن المنطقة العربية. وفي تقديري: إن القيادة السعودية سعت إلى مقاربة رؤى الدول العربية والإسلامية وحشدت هذه القوى تحت مظلة واحدة لمنع جميع التحديات والمخاطر التي تحدث إرباكاً سياسيّاً واقتصاديّاً وأمنيّاً للدول العربية، وهذا هو التوجه الاستراتيجي الصحيح، في ظل الصراعات والتغيرات المعقدة وتقاطع المصالح في الأحداث الراهنة، إضافة إلى أن القادة العرب اتضحت لهم صورة عدم جدية الغرب في معالجة الأوضاع السياسية والأمنية للنزاعات القائمة في بعض الدول، هذا بالإضافة إلى عدم إضافة الإرهاب لاختصاصات المحكمة الجنائية الدولية حتى لا تنال الدول الداعمة للإرهاب المساءلة والعقوبات الدولية، ناهيك عن أن الغرب لم يتناول تعريف الإرهاب إلا إذا اقترب من مصالحه أو هددها، وأما الإرهاب الذي يمارس بالوكالة لا يلتفت إليه إطلاقاً.!؟ إن هذا الموقف التاريخي من المملكة العربية السعودية وشقيقاتها من دول الخليج له تقدير وإجلال لمجيئه في لحظات كادت الأمة العربية تصارع سكرات «الموت»، ولكن الدور الخليجي أنعش الأمة وأعاد لها الأمل لتخلع عباءة الاتكالية وتعتمد على قدراتها السياسية والعسكرية، وما يدور في خاطري على هامش هذا الإنجاز العظيم أن تكون هنالك مشاريع أخرى تعزز المشروع العسكري لا تقل في الأهمية عنه، خصوصاً إذا أخذت طيفاً منسجماً من المشاريع الإعلامية والثقافية والتقنية لتتكامل في بينها حتى تعزز هذا التوجه الاستراتيجي وتدفع الشعوب العربية نحو الإرادة القوية لمواجهة العدو والمخاطر المستقبلية خلف قياداتها.
مشاركة :