لطرب الأذن عشق يفوق أي إحساس يعبر في النفس والمشاعر، وتزاد مساحات التأثير حين يكون الصوت شجياً وعذباً، فيستقر في سويداء الفؤاد، ويرسخ ثابت البنيان، ففي الأمس صدحت أصوات نسائية سعودية أطربت السمع، وأفرحت النفوس، وغاصت في الأعماق، وعبرت وتجاوزت مساحات الفيافي والقفار، تمكنت بقوة لا تضاهى من الوصول إلينا وطربنا، كان عنوان هذه الأبجديات الجميلة ممزوجاً بعبق من النرجس لفنانات سعوديات، ففي الزمن الماضي البعيد شدت المغنية السعودية الراحلة ((عتاب)) بصوتها الشجي، وأطربت الأسماع في الوطن العربي كاملاً، وليست المملكة العربية السعودية فحسب، بعد أن استطاعت بكل جد واحتراف أن تغدو بوقت سالف من الأوقات أيقونة للفن السعودي والخليجي، وتقديم الفن والغناء بالصوت النسائي الخليجي، لتكون ظاهرة جديدة بحد ذاتها لم يسبق لها مثيل، فكانت مغنية سعودية جاذبة، تطل على المسرح ويصدح صوتها بالغناء، وأبدعت بكل أغنية شدا بها صوتها بكل لون ولهجة عربية، فلا زلنا حتى اليوم نردد ونسمع أغنية ((جاني الأسمر))، التي ترتبط بأوثق الصلات بآدائها وصوتها، متنقلة بنا إلى زمن الطرب والفن الجميل. وفي الفترة اللاحقة للحقبة الزمنية التي بزغ فيها نجم الفنانة والمُغنية الراحلة ((عتاب))، كان لنجم فنانة سعودية أخرى صعودٌ في سماء الفن والغناء، شكَّلت في جوهرها ظاهرة غنائية جميلة بلهجات متعددة الخليجية واللبنانية والمصرية، فقدمت المغنية والفنانة السعودية ((وعد)) أجمل اللوحات الغنائية والطربية بصوت يشع دفئاً ورونقاً وعذوبة، فكم لأغنية ((أبعد عني الساعة دي)) باللهجة المصرية من جمال الإيقاع والإحساس وجزالة الأداء، بصورة لا تقل عن جمال وحُسن أغنيتها ((على مين)) ذات الكلمات اللبنانية. ويسحر البال بعيداً وبعيداً في أغانٍ من كلمات كبار الشعراء السعوديين وألحان عمالقة الغناء السعودي، ولا سبيل لحصرها فلكل أغنية منها أعمق المعاني والأحاسيس الممزوجة بقوة الكلمات وسحرها من صوت مفعم عذب، ولا يمكنني ألا أذكر أغنيتها ((البنت السعودية)): (أنا بنت السعودية، أنا من العالم الحية)، (وطن غالي على قلبي وعلى الأمة العربية)، (على الأمة العربية)، (رفعت الراس في العالي)، (رفعت الراس في العالي)، (أحبك يا وطن غالي)، (أحبك يا وطن غالي)، (أنا أفخر بك بكل الكون وأقول أنا سعودية)، (وأقول أنا سعودية)، (آه رفعت الراس في العالي)، (رفعت الراس في العالي)، (أحبك يا وطن غالي)، (أحبك يا وطن غالي)، (أنا أفخر بك بكل الكون وأقول أنا سعودية)، (وأقول أنا سعودية)، وتختمها باعتزاز وفخار (وأنا بنت سعودية). وأيضاً في حقبتنا الزمنية الحالية أطلت علينا كذلك أصوات نسائية قدمت العديد من اللوحات الفنية والغنائية المتميزة، وكانت الأغاني الشعبية حاضرة فيها ببروز وقوة بصوت المغنية موضي الشمراني، التي ارتبط هذا اللون الفني بشخصها وآدائها، ولا يُغفلُ ذكر صاحبات الأصوات الشابة، التي تطل علينا في كل موسم، وتطربنا بأصواتها الشجية، ونستشرف بها مستقبلاً فنيًا وهوية غنائية، فأذكر بفخر خديجة معاذ، وزينة عماد، وهدى الفهد، ولؤلوة نجد، وجوري قطان، ولمياء المالكي اللواتي يصعد نجمهن ويعلو صوتهن، ويتزايد إبداعهن يوماً بيوم، ليشكلن كما تشكلت سابقاً أروع اللوحات والصور والنماذج الفنية السعودية، سيكون لها الغد القريب، وسيذكرن ويتصدرن الحديث والذكر، والإشادة بأصواتهن الشجية، ويرسمن في كل موسم ألوان البهجة والسرور، التي عرفتها بلادنا السعيدة، وصارت ديدنا لا يتزحزح.
مشاركة :