الفنون التقليدية السعودية - ناهد الأغا

  • 12/10/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لوحات متكاملة العناصر والألوان، تبهج النفوس والأعين كلما راح اللبُ أسيراً لجمالها، فهي الامتزاج الحضاري الكبير، بين ما يزخر تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية الغراء به وإبداعات تشكلت وتجذرت من تراكم خبرات ومعارف وممارسات تناقلتها الأجيال المتعاقبة جيلا فجيلا شكلت في مكنوناتها حِرفا تقليدية رسمت بجليات كبيرة الثقافة والقيم الفلكلورية الراسمة لملامح ومكونات الهوية الوطنية السعودية، ومسايرة الفن لروح التجديد، والتأقلم مع مظاهر الحداثة مع مرور الزمن، والتأكيد على ضرورة نقلها إلى الأجيال المقبلة بواسطة طرق عديدة وشتى. الفنون التقليدية الشعبية انعكاس مُبهر لجانب مشرق من إرث أرض ووطن وشعب، بنى بمهجة أعينه إرثا خالدا عميقا في الوجدان، ويتجذر الاهتمام والحرص جليا في هاجس القيادة الحكيمة الرشيدة بتأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية بمكرمة سامية بموافقة لقرار مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 17 شعبان 1442هـ الموافق 30 آذار 2021م، وعُهدِ إلى سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئاسة مجلس أمناء المعهد، وحَظِيَ المعهد برئاسة فخرية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، مشكلا إحدى مبادرات جودة الحياة ضمن برامج الرؤية السعودية ومبادرات وزارة الثقافة، ليأخذ المعهد على عاتقيه المضي بمسيرة تحقيق رؤية 2030، وترجمة أهدافها الميمونة على أرض الواقع، بما يرتبط وثيقا بتاريخ ثقافة المملكة العربية السعودية المادي، وسرد حكاية الفنون المتعددة، وقصص الفنون التقليدية وأعمالها، وتكريس نهج المحافظة على أصالتها وألقها، ونقلها إلى المهتمين جميعا وتشجيع الإقبال عليها وتعلمها، لتبقى حية يقظة، ما دامت الشمس تشرق ساطعة على هذه الأرض الطيبة الثرى، والعمل أيضا على المساهمة الحقيقة والفاعلة بالمحافظة على الأصول التقليدية لهذه الفنون، والترويج والتعريف بها وعليها على المستويات كافة، ما كان داخليا ومحليا منها وخارجيا، ولتحقيق هذه الغايات الرفيعة. ومضى المعهد بمسيرته وتقدمه، واضعا مسارات عملية وعلمية ليقدم من خلالها برامجه وخططه التعليمية والتدريبية من خلالها، فكان برامج التلمذة، وبرامج أكاديمية كدبلوم فنون البناء التقليدي، وبرامج التعليم المستمر، إضافة إلى الدورات القصيرة، ودورات المعهد التدريبية وحاجات سوق العمل المحلية ومتطلباته وما يلائمه. ومن جميل الطالع ما كان مما أحسن المعهد صنيعه إقامة فعاليات مستمرة، منها فعاليات الأسبوع السعودي للدولي للحرف اليدوية «بنان»، وورشات عمل قيمة هدفت جليا لإبراز الهوية السعودية. «بيئة إبداعية لتطوير القدرات الوطنية في مجال الفنون التقليدية السعودية»، كلمات وصف بها صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة/ رئيس مجلس أمناء المعهد تختزل في مضمونها فلسفة وأهداف ورؤى بناء مشيد قام لغايات نبيلة وقيمة، تتجذر فيه التكامل بين عناصر متحددة من أرض وبيئة وإنسان، هي عماد وأسس رؤية الخير دوما.

مشاركة :