ابن المدينة البار المربّي الفاضل رجل التعليم السيّد -; جعفر مصطفى سبيه رحمه الله شخصيّة سعودية مدينية معروفة في الأوساط التعليمية والمجتمعيّة في المدينة. رَجُل مُربّي فاضل كريم غيّبه الموت عنّا قبل أيام قلائل فَحَزِنَتْ المدينة عليه وكثير من أهلها ، وانسكبت دموع الكثيرين من أقاربه ومعارفه ومُحبّيه وطلّابه على فراقه ورحيله لِمَا كان يتمتّع به من علم وأدب وأخلاق ومحبّة رفيعة للقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة. هو أحد رجال التربية والتعليم المخضرمين البارزين الذين سخّروا عُمرهم في خدمة التعليم في مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وُلد فيها عام ١٣٥١هـ في حارة التاجوري وتربّى ونشأ في رحابها الطاهرة والدُهُ السيّد مصطفى سبيه رحمه الله أحد أعيان مدينة ينبع وشيخ تجّارها آنذاك وكان على جانب كبير من الخُلق وطيبة النفس وحبّ الخير والإحسان على الفقراء والمحتاجين. أوّل تعليم السيّد جعفر كان في كُتّاب ( سِيْدِي مالك ) وكان أستاذه آنذاك الشيخ علي السمان رحمه الله وحفظ على يديه سُور القرآن القصيرة ، التحق بعده بمدرسة العلوم الشرعية عام ١٣٦١هـ وحصل على الشهادة الابتدائية عام ١٣٦٧هـ ، وتمكّن خلال دراسته فيها من حفظ القرآن الكريم كاملًا. كما درس في حلقات المسجد النبوي الشريف وبالتحديد في حلقة الشيخ محمد العلي التركي رحمه الله الذي كان يُدرّس مختلف العلوم. بعد حصوله على الابتدائية استطاع السيّد بنظام الانتساب أن يتحصّل على كفاءة المعلمين وشهادة المعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية. عند افتتاح المدرسة المحمدية الابتدائية عام ١٣٧٣هـ عُيّن رحمه الله مُعلّما فيها ثم تولّى ادارتها عام ١٣٨٤هـ واستمرّ فيها حتى عام ١٣٩٤هـ. لا تُذكر المدرسة المحمدية إلاّ ويُذكر السيّد جعفر سبيه ، فهو أحد مؤسسيها ، ولُقّبت بالمدرسة المحمدية النموذجيّة خلال إدارته لها ، تخرّج منها على يديه طائفة كبيرة من أبناء المدينة وكاتب السطور أحدهم ، وأشهد أنّه كان نِعْمَ القائد التربوي والمعلّم المُوجّه والوالد الحنون رحمه الله. كان رحمه الله حريصًا وشغوفًا على العلم الأمر الذي قاده إلى مواصلة مسيرته في طلبه للعلم فالتحق انتسابًا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وتحصّل منها على بكالوريوس الشريعة ، بعدها أكمل مرحلة الدراسات العليا بجامعة الأزهر بالقاهرة وحصل منها على درجة الماجستير في الشريعة ، ثم واصل مرحلة الدكتوراه في إحدى جامعات دولة باكستان الإسلامية. أمّا مسيرة السيّد في التعليم فقد تنقّل في إدارة عدة مدارس في المدينة أذكر منها متوسطة وثانوية العزيزية ومتوسطة ابن خلدون ومتوسطة الإمام علي رضي الله عنه وغيرها من المدارس حتى إحالته للتقاعد كان رحمه الله أحد أعضاء النادي الأدبي بالمدينة المنورة. أمّا الحديث عن مناقب السيّد الدكتور جعفر سبيه وخصاله وحياته الخاصة يصعب حصرها وسردها كما أستشعرها فماذا عساني أكتب عنه : عن أخلاقه العالية وأدبه وَحَيَاه ، عن حُبّه للخير وخدمة الناس ، رجُلٌ خلُوق أديب مُؤدّب مُتعلّم صدُوق ، قضى جُلّ حياته في خدمة التربية والتعليم ، كان مثالًا للمربّي الفاضل والمعلّم القدير يشهد له بذلك كُلّ من عرفه وزاملة ودرس على يديه. بعد تقاعد الدكتور جعفر تفرّغ للكتابة وألّف كتاب في التداوي بالأعشاب أطلق عليه اسم : ( فضل التداوي بالأعشاب ) وأيضًا من مؤلفاته في السيرة النبوية موسوعة عن حياة النبي صلّى الله عليه وسلم تكونت من ستة أجزاء سُمّيت : ( سيرة سيّد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ). كما أنشأ رحمه الله : ( مجلس علمي وثقافي ) في منزله كان يستقبل فيه معارفه وأصدقاءه ومُحبّيه من طلّابه يتدارسون فيه العلوم الثقافية والشرعية والسيرة النبوية الشريفة. وافاه الأجل المحتوم رحمه الله فجر يوم الأحد الموافق ١٦ من شهر ربيع الأول عام ١٤٤٥هـ وتمّ الصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف ودُفن في البقيع .. وشهد جنازته وعزاءه حشد مهيب من المعارف والطلاب والمحبّين من المدينة وخارجها. رحم الله السيّد الفاضل الأستاذ جعفر سبيه وغفر له وأسكنه فسيح جنّاته وجعل كُلّ ما قدّمه في التعليم والعلم وأعمال الخير في ميزان حسناته. وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى مع قامة رفيعة وشخصية جديدة من أبناء مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٣٠١٧١٢ جعفر مصطفى سبيه -; يرحمه الله
مشاركة :