قامات وأعلام من أبناء مدينة سيّد الأنام صلى الله عليه وسلم 

  • 2/11/2024
  • 13:56
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

معالي الدكتور هاشم يماني وزير الصناعة والتجارة الأسبق ،شخصية هذه الحلقة إنسان عَالِم في تخصّصه ، علّامة في مادته ، يغلب عليه طابع التميّز والتفوّق يسطع بريقه على سُفوح عدة ثُغور. هذا التميّز يظهر جليّا في عِلْمِه الغزير ، وقبلَ عِلْمِه يظهر في أخلاقه العالية وأدبه الجَم وتواضعه الرفيع مِمّا جعل منه قامة وقيمة علمية يُشار لها ويُسعَى إليها ، كَسبَ بها ثقة وُلاة الأمر وتبوأّ بها مناصب حكومية وزارية عُليا. إذا تَصَفّحت سيرته الذاتية والعلمية تجد مايُبهرك ويُجبرك على تقديره واحترامه والإعجاب والافتخار به كواحد من أبناء هذا الوطن الغالي هو أحد أبناء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وُلد على ثراها ، ونشأ وتربّى على أرضها المُباركة ، فكان له شرف الجوار الشريف. لم يسبق أن تشرّفت بمقابلته من قبل حتى قادني الحظّ السعيد بأن أُرَافق أخي وصديقي العزيز الأستاذ خالد بن علي قُمقمجي مدير فرع وزارة التجارة بالمدينة الأسبق بزيارة معالي الدكتور يماني في منزله بالمدينة المنورة قبل أيام قلائل بدعوة كريمة من معاليه ، كان برفقتنا الأخ الكريم علي بادرب. هو اللّقاء الأول الذي جمعني بمعاليه ، حقيقةً : أشعرني من خلال حُسن استقباله ودماثة أخلاقه وهُدوئه وجميل تواضعه وكريم ضيافته وَجَمَال حديثه أنِّي أعرفه منذ ردحًا من الزمن. حلّقنا وغرّدنا خلال اللّقاء في أجواء جميلة ، وتنقّلنا عبر حُقُول مختلفة امتزج فيها عَبَق الماضي وعِطرَ الحاضر وأمل المستقبل ، مرَرنَا مرور الكرام أثناء حديثنا على ذكريات معاليه في طفولته ، وعن أولاد حارته ، وزملاء دراسته ، ومقتطفات من أعماله وإنجازاته ومواقفه. كان هادئًا في حديثه ، متّزنًا في كلامه ، مُعبّرًا عن مواقفه بكلّ أريحيّة وتواضع ، كانت كُلّ كلمة تخرج مِنْ فِيْهِ ممزُوجه بحبّه لوطنه الغالي وقيادته الحكيمة. هكذا هُم الرجال العِظَام تجد في إطلالتهم هَيْبَة ، وفي حديثهم مُتعة ، وفي مواقفهم عِبرة ، وفي تواضعهم اعتزازًا ورفعة. معالي الدكتور هاشم يماني : وُلد كما أسلفت في المدينة عام ١٣٦٤هـ ونشأ وتربّى في حاراتها وأحواشها الجميلة ، وبالتحديد في حوش ( دَرَجْ ) بين القشاشية وزقاق الطيّار الواقعين في شارع المناخة. درس المراحل الثلاثة الأولى في مدارسها ، حصل على الثانوية العامة من مدرسة طيبة الثانوية وكان الأوّل على دفعته ابتُعِثَ للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على بكالوريوس في الرياضيات وآخر في الفيزياء من جامعة كاليفورنيا ، واصل دراسته العُليا في جامعة هارفارد في أمريكا وحصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفيزياء بتفوّق. بعدها شَغَل معاليه عدّة وظائف ومناصب أذكر منها : أستاذ ضيف بيلافيلد في ألمانيا. أستاذ مساعد ثم أستاذ في قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن . مساعد مدير معهد البحوث في جامعة الملك فهد . رئيس قسم الفيزياء ثم عميد الدراسات العليا بجامعة الملك فهد للبترول . مدير ادارة مصادر الطاقة في معهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن . المشرف العام على البرنامج الشامل لرعاية التفوق العلمي وتنمية المواهب . رأّس معاليه عددًا من الوفود السعودية في المؤتمرات الدولية . وعُيّن عضوًا في عدة منظمات ومؤسسات ومُدن علمية أذكر منها : عضو المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين في المغرب نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية . عضو مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة والابداع عضو المجلس الوطني للقوى العاملة . عضو المجلس الأعلى للأمن الصناعي . عضو المجلس الاقتصادي الأعلى عضو المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن . عضو الهيئة العامة للغذاء والدواء . عضو مجلس الخدمة المدنية. بموجب أمر ملكي كريم تمّ تعيين الدكتور هاشم يماني وزيرًا للصناعة والكهرباء في شهر ربيع عام ١٤١٦هـ ، وظلّ مسؤولًا عن هذين القطاعين المهمّين مُحقّقًا فيهما تطورات ملموسة وإنجازات مشهودة . حتى صدر الأمر الملكي الكريم بانضمام وزارتي التجارة والصناعة في وزارة واحدة وتعيين معالي الدكتور يماني وزيرًا لها وكان ذلك بتاريخ ٢٨ / ٢ / ١٤٢٤هـ. ومكث معاليه سنوات مُنجزًا الكثير من التطورات وإدخال التقنيات الحديثة لهذين القطاعين المُهمّين بعدها صدر الأمر السامي بإعفاء معاليه من منصبه بناء على طلبه. في عام ٢٠١٠م صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بإنشاء مدينة علمية تُسمّى ( مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجدّدة ) . كما لَحِقَها أمر ملكي كريم بتعيين معالي الدكتور يماني رئيسًا لها بمرتبة وزير ، واستمرّ فيها حتى تقاعده عام ٢٠١٨م. كانت هذه آخر محطات عمله الحكومي ترجّل منها بعد أن أدى رسالته على أكمل وجه خدمة لدينه ووطنه وقيادته بعدها عاد إلى محبوبته مدينته المنورة مسقط رأسه والعَودُ إليها أحمدُ ليستنشق منها نسمات ماضيه التليد ويبقى في الجوار الشريف باقي العُمر المديد. حفظ الله مملكتنا الغالية ومليكنا الملك سلمان وولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان وشعبنا الكريم ، وأدام الله علينا نِعَمَه الظاهرة والباطنة ، إنّه سميع مُجيب. للتواصل مع الكاتب  ٠٥٠٥٣٠١٧١٢ معالي الدكتور هاشم يماني

مشاركة :