عبر عدد من المشاركين في جلسات مهرجان أبوظبي للشعر الذي يختتم أعماله اليوم الأحد، عن سعادتهم بالمشاركة في هذا المحفل الإبداعي الذي يأتي امتداداً لما تقدمه العاصمة أبوظبي دعماً للشعر والشعراء محلياً وعربياً ودولياً. وفي البداية قال الشاعر والباحث خالد البدور: بادرة مهمة جداً أن يوجد مهرجان يحتفي بالشعر والشعراء، حيث المساهمة في إحياء هذا الفن العربي الأصيل الذي حمل بداخله الحضارة والثقافة العربية، حيث إن تجمع الباحثين والشعراء والنقاد في مكان واحد يعتبر بادرة ثقافية كبرى. وعن ورقته التي قدمها في اليوم الثالث وحملت عنوان: «إضاءات على تجارب شعرية من الشعر الحديث في الإمارات»، قال البدور: قدمت مداخلة حول تجارب الشعر الحديث في الإمارات، ومن بين من تحدثت عن تجاربهم أحمد أمين مدني وحبيب الصايغ بالإضافة إلى عارف الخاجة وكريم معتوق ومحمد بن حاضر، ومن شعراء قصيدة النثر أحمد راشد ثاني وخلود المعلا ونجوم الغانم وإبراهيم الملا وعبدالعزيز جاسم، حيث تعرضت الورقة لنماذج من تجاربهم الشعرية ومن ثم تسليط الضوء عليها. فيما قال الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر بالشارقة، الذي قدم ورقة عمل حملت عنوان: «أنسنة الكائنات في الشعر الشعبي الإماراتي.. النخلة والصقر نموذجاً» إن هذا المهرجان مفخرة كبيرة بالنسبة للشعراء والمفكرين والباحثين، كما يعتبر امتداداً للفعاليات الكبيرة التي تحتضنها أبوظبي مثل برنامجي «شاعر المليون» و«أمير الشعراء». وأكد البريكي أن مشاركته الشخصية، ومشاركة بيت الشعر كمؤسسة، تأتي ضمن المشاركات الكثيرة التي تدعم مثل هذه المبادرات والفعاليات المهمة. نجاح باهر أما الدكتور محمد الحوراني، الذي قدم ورقة عمل بعنوان: «إشكالية الحداثة في موسيقى الشعر العربي»، فأكد أن المهرجان حقق نجاحاً باهراً، وأن ورقته النقدية أصّلت لموسيقى الشعر العربي منذ بداية الشعر الجاهلي إلى الآن، حيث بنية القصيدة العربية من الناحيتين الموسيقية واللغوية من عصر ما قبل الإسلام ثم صدره مروراً بالعصر الأموي فالعباسي الذي يعد عصر التدوين وبدء التقعيد والتلاقح الثقافي، ومن ثم انطلقت نظريات وتوجهات تحث على الابتعاد عن الإطار التقليدي. وأشار الدكتور الحوراني إلى أن الورقة أبرزت أن محاولات التجديد الأولى انطلقت من اللهجة المحكية باعتبار أن الشعر العربي في أساسه شعر شفاهي، وعرج كذلك في ختام ورقته على الشعر النبطي وتحولاته وأدواته وبنيته الإيقاعية، وأكد الحوراني أن الشعر النبطي امتداد للقصيدة الكلاسيكية مع اختلاف الوعاء اللغوي فحسب. حضور ثقافي ومعرفي متميز ويشارك عدد كبير من المؤسسات الثقافية والجمعيات الأدبية ودور النشر التي تعنى بالشعر العربي الفصيح والشعبي في مهرجان أبوظبي للشعر، وتأتي مشاركة هذه الجهات في إطار رسالة المهرجان بدعم الفكر والثقافة ونشر الوعي المعرفي بالإرث الشعري العربي، واستكشاف القضايا والموضوعات المتعلقة به، ونشر التجارب المتميزة في هذا الجانب تحقيقاً لأهداف الاستدامة في الفكر والثقافة. ومن الجهات التي تشارك في المهرجان ديوانية شعر النبط من دولة الكويت، وجمعية الشعر والشعراء من المملكة العربية السعودية، وجمعية واحة الفكر والأدب من المملكة الأردنية الهاشمية، وجمعية الشعر الشعبي بمملكة البحرين، ومعهد الشارقة للتراث ومركز أبوظبي للغة العربية من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تلقي هذه الجمعيات والمؤسسات من خلال مشاركتها الضوء على المشهد الشعري والأدبي في البلدان العربية من خلال عرض عدد من الإصدارات والدواوين والكتب التي تتناول تاريخ ونقد الشعر وتؤرخ لمسيرة الشعراء وخاصة في مجال الشعر النبطي. كما يشهد المهرجان أيضاً مشاركة من دور نشر ومؤسسات تعنى بالشعر في دولة الإمارات، من بينها نادي تراث الإمارات الذي يعرض عدداً من إصدارته ودواوين مثل ديوان ابن سالمين، وديوان السحاب العذب، وديوان العميمي، وديوان الخوافي في غريب القوافي، وديوان جزاء الحربي، إضافة إلى كتب تراثية متنوعة تتناول السنع والتاريخ والتراث الإماراتي. فيما تشارك أكاديمية الشعر بعدد من العناوين التي تؤرخ من خلالها للشعر في الإمارات مثل كتاب «شعراء من الغربية»، إضافة إلى العديد من الدواوين منها ديوان الهاملي، وديوان محمد المطروشي، وديوان الرقراقي، وديوان ابن سليمان، إضافة إلى «الموسوعة العلمية للشعر النبطي»، وكتاب «دراسة تحليلية في شعر الشيخ زايد». وتعرض دار التراث الشعبي دواوين وكتباً منها كتاب «حكايات الشعراء»، وديوان «تغاريد من بادية الإمارات»، و«موسوعة الأمثال والأقوال الشعبية». ويضم ركن دار نبطي للنشر كذلك كتباً من بينها ديوان الماجدي بن ظاهر، و«دروس في أوزان الشعر الشعبي»، و«قراءات في قصائد الشيخ زايد»، فيما يعرض بيت الشعر بالفجيرة أعداداً من مجلة الفجيرة، وإصدارات منها كتاب فن المسبع «الدان»، وطرايق من الشرق، وتقدم دائرة الثقافة بالشارقة -إدارة الشؤون الثقافية - مجلس الحيرة الأدبي أعداداً من مجلة «الحيرة من الشارقة» التي تختص بالشعر والأدب الشعبي، إضافة إلى عدد من الدواوين.
مشاركة :