أجمع مسؤولون في حكومتي بغداد وإقليم كردستان على أهمية إعادة تفعيل الحوار لحسم الخلافات الثنائية والتحضير لمرحلة ما بعد الصراع مع تنظيم «داعش»، وسط محاذير من خطورة الأزمات التي تواجه المنطقة والحاجة إلى مراجعة آلية إدارة الحكم في البلاد. وعقد أمس «ملتقى السليمانية الثاني» في الجامعة الأميركية تحت عنوان «مستقبل الشرق الأوسط بعد داعش»، حضره وزراء في الحكومة العراقية وقادة سياسيون عراقيون ومبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك، بالتزامن مع إحياء الأكراد لذكرى قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية إبان حكم النظام السابق عام 1988. وقال رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني: «في ذكرى حلبجة نحن مدعوون للتخلي عن لغة التعند بيننا كي نحل خلافاتنا سريعاً بالحوار، لأن ما زال أمامنا صراع طويل الأمد مع داعش». وأضاف: «أن أسلوب فرض الإرادة حوّل الوحدة في الإقليم إلى فرقة وعلى رغم المحاولات فإن الخيار كان بين السيء والأسوأ، في ظل محاولات لكسر إرادة رئيس الإقليم ومؤشرات لزيادة التعقيد وجعل البرلمان مركزاً للاستفزاز، والوقت مناسب للأطراف لتظهر الرغبة للحوار لحل الأزمات السياسية والاقتصادية». وحول مواجهة «داعش»، أكد «وجود محاولات ووضع سبل لمواجهة ظهور أي تنظيم آخر مثل داعش، لكن للأسف فإن السياسات المتبعة والصراعات الطائفية تذهب باتجاه ظهور تنظيم مماثل». واتهم بغداد «بالتنصل عن التزاماتها تجاه الإقليم ... جعلتنا نقطع الأمل بها والوحدة العراقية مرتبطة بمدى الالتزام بالدستور، ونؤكد مجدداً رغبتنا في التوصل إلى اتفاق، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة تكوين المجتمع العراقي قبل وضع نمط جديد للحكم في العراق، كما نشدد على أن التغييرات في المنطقة لا يمكن أن تحدث من دون الكرد». وقال نائب زعيم «الاتحاد الوطني» برهم صالح من جانبه، إن «الإقليم وبغداد يواجهان أزمات سياسية واقتصادية جدية وهي خطيرة ولن يكون سهلاً اجتيازها، لذا نحتاج إلى مراجعة عميقة في آلية إدارة البلاد»، وأردف: «أن منطقة الشرق الأوسط تواجه متغيرات كبيرة مع مرور مئة عام لاتفاقية سايكس بيكو، وشعبنا الكردي يتعرض لأخطار جمة، ولكن لديه فرصة أيضاً، وعلينا الاعداد لذلك بدل الدخول في الخلافات». أما وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري فقال: «نسعى إلى مواجهة الأخطار المحدقة بنا وبالإقليم، وانتصار أحد الطرفين يمثّل انتصاراً للثاني، ومعلوم أن كردستان كانت بوابة للنضال ضد الديكتاتورية، وخلافات اليوم تتطلب البحث في الأمور التي توحدنا، وهناك إرادة جدية في هذا الإطار». وأكد وزير التعليم العالي حسين الشهرستاني أن «سقوط الموصل بيد داعش كان سببه الفساد»، وأردف أنه «من أجل بناء العراق لن تكفينا المراجعة السياسية، بل مراجعة على الصعيد المجتمعي، وتحديد أطر الإصلاح، وأهم نقطة بعد داعش هي مواجهة الفساد، وقد أهدرنا فرصة بعد سقوط النظام السابق في تشكيل حكومة بمستوى الطموح، وارتكبنا أخطاء ويجب عدم تكرارها». وهاجم رئيس برلمان الإقليم المبعد يوسف محمد رئيس الإقليم مسعود بارزاني وحزبه «الديموقراطي»، وقال: «إن المنطقة كانت ضحية الحكم التفردي، وهذا ما نعانيه في الإقليم بالتحديد، وقد تجاوز الرئيس مدته القانونية مرتين».
مشاركة :