بقلم : أسمى بنت محمد الشايع مكتب الرياض سفراء تعد مهنة التعليم رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة تحظى باهتمام الجميع، لما لها من تأثير عظيم في حاضر الأمة ومستقبلها، ويتجلى سمو هذه المهنة ورفعتها في مضمونها الأخلاقي الذي يحدد مسارها المسلكي، ونتائجها التربوية والتعليمية وعائدها على الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء. وبديهي أن تستمد الأمم والمجتمعات أخلاقيات المهنة من قيمها ومقوماتها. ونحن بفضل الله نستمد أخلاقيات المهنة من عقيدتنا الإسلامية المقررة في القرآن الكريم والسنة المطهرة ورسول الله قدوتنا ومعلمنا في هذا الشأن:»لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا». إن هذا الميثاق يتضمن ما يشعر به كل معلم، أنه يتعين عليه مراعاته في أداء رسالته وقيامه بعمله قِبل أبنائه الطلاب وزملائه العاملين في الميدان التربوي وِقبل الوطن بوجه عام، والأمة التي ينتمي إليها بوجه أعم والإنسانية جمعاء فالمعلم الناجح هو الذي يأسر قلوب طلابه بلطفه، وحسن خلقه، وحبه لهم، وحنوه عليهم وينال إعجابهم واحترامهم بتمكنه من مادته التي يعلمها وببراعة إيصالها إليهم. والمعلم المحب لعمله يخلص له، ويجد المتعة فيه وتهون عليه الصعاب والطالب يحب معلمه ويحترمه، لما يجد فيه من قدوة حسنة، وعلم راسخ، وحكمة ورفق ورسولنا المعلم محمد بن عبدالله يقول: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه». وبحب الطالب للمعلم يحب المادة ويستسهل صعبها ويتألق فيها، فينظر المعلم كيف يدخل إلى قلوب أبنائه ليؤدي المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه. ومن هنا فالمعلم في المملكة العربية السعودية ينتمي إلى بلد شرفها الله بأنها منطلق رسالة الإسلام، كما شرفها بخدمة الحرمين الشريفين. لذا عليه أن يمثل المسلم الذي يعبد الله على بصيرة بعيداً عن الغلو أو التطرف أو الجفاء أو الانحلال وأن يكون لطلابه قدوة يتأسون به، مهتديا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الوسطية التي دعا إليها الدين الحنيف في قوله تعالى: «وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ».
مشاركة :