الحرب في غزة تضاعف أوجاع النساء الحوامل وتزيد آلامهن

  • 10/21/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - تضاعف هجمات إسرائيل المكثفة المتواصلة للأسبوع الثاني على قطاع غزة معاناة النساء فيه بعد أن تركت أكثر من 50 ألف امرأة حامل من دون رعاية صحية. وأكد تقرير أممي أن النساء الحوامل يواجهن تحديات لا يمكن تصورها، لاسيما في ظل وجود أكثر من 5 آلاف امرأة منهن سيضعن حملهن الشهر الجاري والكثيرات منهن مهددات بمواجهة مضاعفات صحية بعد الولادة. وفي مستشفى ناصر الحكومي جنوب قطاع غزة، وضعت الفلسطينية هديل سكيك، مولودها قبل الموعد المحدد بأسابيع في قسم الولادة، لكن أخريات تعرضن للقتل أو الإجهاض جراء الهجمات الإسرائيلية. وبالنسبة للنساء الحوامل في غزة، فإن الهجمات الإسرائيلية العنيفة والحصار المشدد على القطاع سببا لهن الكثير من الفزع والرعب وأفقدا معظمهن أبسط أنواع الرعاية الصحية والحماية اللازمة. وقالت السيدة سكيك البالغة من العمر 29 عاما، والتي فرت من مدينة غزة مع عائلتها إلى جنوب القطاع الأسبوع الماضي لوكالة أنباء “شينخوا”، “طفلي بخير، لكن لا أعلم إن كنا سننجو من الموت أم لا”. وأضافت “نحن مذعورون.. هربنا من غزة إلى هنا (خان يونس) يوم الجمعة وبعد يومين نقلوني إلى المستشفى وأنا أحتضر من شدة الألم، ربنا سلمني وسلم ابني”. النساء الحوامل يواجهن تحديات كبيرة في ظل وجود أكثر من 5 آلاف امرأة منهن سيضعن حملهن الشهر الجاري وأنجبت سكيك طفلا أسمته محمد ظهر الأحد الفائت بعد خضوعها لعملية قيصرية، وظلت مع مولودها تحت الرعاية الطبية المكثفة لنحو 24 ساعة قبل أن يمنحها الأطباء إذنا بمغادرة المستشفى. وتعيش سكيك الآن مع زوجها ووالديها وأطفالها الثلاثة في شقة مستأجرة وسط خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع، وطوال الوقت تحتضن رضيعها وأطفالها لتهدئتهم من دوي الانفجارات التي لا تتوقف. وقالت والدة زوجها وهي تتكئ على وسادة وسط الشقة الضيقة “اللي (الذي) كاتبه ربنا راح نشوفه (سنراه) ..”. وأضافت “احنا (نحن) أحسن من غيرنا بس (فقط) اهتمي بنفسك وصحتك ورضيعك وخلي (اتركي) الباقي على الله”. وبدأت إسرائيل هجماتها الجوية على قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة بعد أن شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما غير مسبوق على بلدات في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1300 شخص في السابع من أكتوبر الجاري. وطلب الجيش الإسرائيلي من جميع المدنيين الجمعة الماضية مغادرة شمال القطاع ومدينة غزة والتوجه إلى وسط وجنوب القطاع. وأدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 3785 فلسطينيا خلال 13 يوما، فيما تبقى حصيلة الضحايا ترتفع على مدار الساعة. وقال طبيب النساء والتوليد في مستشفى ناصر الحكومي في خان يونس محمد الرقب إن “إقبال النساء الحوامل خصوصا النازحات من غزة والشمال على قسم الولادة كبير جدا، ونحاول بالإمكانات الموجودة تقديم الخدمات للحالة الأكثر خطورة”. وأضاف الرقب “معظم الحالات تصل وهي بحاجة إلى ولادة مبكرة، حيث يتم إخضاعهن لعمليات قيصرية ووضع مواليدهن في الحضانات”. وأفاد المكتب الحكومي التابع لحركة حماس في غزة بأن أكثر من مليون فلسطيني بينهم 50 ألف امرأة حامل فروا من مساكنهم، مشيرا إلى أن أكثر من نصف النساء يعشن في مدارس ومنشآت تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ومازال الفلسطيني أحمد مشتهى من مدينة غزة مصدوما بعد وفاة زوجته قبل أن تضع مولودها الأول بأيام، جراء مضاعفات صحية تعرضت لها في بداية الهجوم الإسرائيلي. وقال مشتهى البالغ من العمر 36 عاما “هربنا من منزلنا واحتمينا عند أقربائنا، وفي الليل بدأت زوجتي تصرخ ولم نتمكن من نقلها جراء القصف الإسرائيلي إلا في الصباح، لكنها توفيت من شدة الألم”. وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين عبر منصة إكس مطلع هذا الأسبوع إن النساء الحوامل في غزة ليس لديهن مكان يذهبن إليه ويواجهن تحديات “لا يمكن تصورها”. وفي مخيم رفح على الحدود مع مصر، تحرص أسرة الفلسطينية تهاني طه التي وضعت مولودها الأسبوع الماضي على توفير مقومات الحياة اللازمة للمولود الجديد ووالدته. ورغم ذلك، فإن الرضيع الجديد لا يتوقف عن الصراخ بينما يلهو أشقاؤه وأكبرهم تسع سنوات أمام حجرة العائلة النازحة منذ ثلاثة أسابيع. الجيش الإسرائيلي طلب من جميع المدنيين الجمعة الماضية مغادرة شمال القطاع ومدينة غزة والتوجه إلى الوسط والجنوب وقال زوج طه وهو ينفث سيجارة في مركز إيواء “الوضع هنا لا يطاق.. عليك أن تنتظر نصف ساعة أو ساعة حتى تدخل دورة المياه.. عليك أن تنتظر دورك في كل شيء وحتى الطعام والماء المقدم لا يكفي..”. ويوجد في المدرسة 22 مرحاضا، لكن لا توجد بها مياه طوال الوقت. ويصف نازحون أوضاعهم داخل مراكز الإيواء بالكارثية، وقال رجل عرّف نفسه بأبو سليم ويقيم في غرفة متاخمة لعائلة طه “الناس لا يجدون ما يأكلون ويشربون ومعظمهم لم يغتسلوا منذ أسبوع.. انظر جميعهم يفركون جلودهم”. وفي مستشفى مولت بناءه دولة الإمارات العربية المتحدة في رفح لا يتوقف قسم الولادة عن استقبال النساء الحوامل اللاتي قاربن على وضع مواليدهن أو ممن أصبن بنزيف جراء الهلع والركض خوفا من القصف الإسرائيلي. وقالت القابلة عزيزة نوفل التي تعمل في المستشفى منذ افتتاحه عام 2006 “أكثر من عشر نساء فقدن أجنتهن، وواحدة توفت أثناء إجراء عملية قيصرية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة”. وأضافت نوفل “طوال خدمتي هنا لم أر مثل هذا الوضع المروع”.

مشاركة :