إن زيادة قدرة المرأة على الوصول إلى هذه الموارد لن تؤدي إلى الحد من ضعفها فحسب، بل من شأنه أيضا أن يعزز الأمن الغذائي والمرونة والصلابة تجاه تغير المناخ لدى الأسر والمجتمعات. تتوقع منظمة الأغذية والزراعة أن التحقق من وجود مساواة بين الجنسين في الزراعة يمكن أن يعزز الإنتاجية الزراعية للمرأة بنسبة 20 إلى 30 في المائة. من الممكن أن تؤدي مكاسب الكفاءة الناتجة عن ذلك إلى الحد من الجوع العالمي بنسبة 12 إلى 15 في المائة على الأقل، وتؤدي إلى انخفاض قدره 2.1 جيجا طن في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050. بالمثل، يعد مشروع دروداون، وهو ائتلاف من العلماء وخبراء الاقتصاد من مختلف أنحاء العالم، تعليم الفتيات بوصفه واحدا من أكثر الطرق فاعلية لمكافحة الانحباس الحراري العالمي، خاصة عندما يقترن ذلك بتنظيم الأسرة الطوعي. إن سد الفجوة بين الجنسين في التعليم يمكن أن يساعد الدول على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من أسوأ آثاره. إن الاستثمار في تعليم الفتيات يعدهن للمستقبل الذي يرثنه ويقلل من أوجه عدم المساواة القائمة التي يواجهها عديد من النساء والفتيات، وعلى نحو مماثل، فإن من الممكن أن يؤدي دمج المواضيع المناخية ضمن المناهج المدرسية، إلى تعزيز الوعي البيئي بين هؤلاء الأطفال، وبالتالي الإسهام في تعزيز قدرة مجتمعاتهم على الصمود والمرونة. إن من السابق لأوانه تقييم تأثير قمة باريس، لكن مما لا شك فيه أن هذا الحدث حدد مسار التجمعات الدولية اللاحقة بما في ذلك قمة المناخ الإفريقية، إضافة إلى اجتماع مجموعة العشرين في نيودلهي والدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. إن من المرجح أيضا أن تحظى الرسالة التي انبثقت عن هذه الاجتماعات -ضرورة معالجة تغير المناخ والتنمية في وقت واحد- باهتمام كبير خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "مؤتمر الأطراف 28" الذي سيعقد خلال نوفمبر في الإمارات. إن هذا يعد بمنزلة بداية، لكن لتكون أي خطة للتعامل مع تغير المناخ فاعلة حقا، خاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية، فلا بد أن تضمن مشاركة المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. لذلك يجب على مؤتمرات القمة العالمية المقبلة، وذلك بدءا بمؤتمر الأطراف 28، أن تعكس التزاما ثابتا بالعدالة بين الجنسين وتحويل شعار "عدم ترك أحد يتخلف عن الركب" من شعار جذاب إلى إجراءات ملموسة سواء على مستوى السياسات أو على مستوى القاعدة الشعبية، وفي حين أن التدابير الاستباقية قد تكون مكلفة، فإن التقاعس عن العمل سيكون أكثر تكلفة بكثير.