ساهر يد واحدة لا تصفق

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القيادة الآمنة للمركبات تعتمد على ركنين أساسيين: السائق والطريق، و"ساهر" الذي كان وما زال محط غضب واستهجان عند كثير من الناس، تكفّل بحل جزء من المشكلة، بتقييد السرعة وضبطها عن طريق العقوبات، يعرف هذا الأمر جيدا كثير من المعلمات والموظفات اللواتي يتنقلن كثيرا على الطرق السريعة، لظروف عملهن في المناطق النائية، إذ ينطلق السائقون بسرعة فائقة كالقذائف تماما، حتى تلوح في الأفق "مظنة" وجود ساهر فيختلف الوضع تماما، وتتحول القيادة المتهورة إلى قيادة مثالية. إلا أن المشكلة لم تنته بـ"ساهر" ولن تنتهي، فساهر يراقب السائق ويضبط سلوكه، بينما الطريق ما زال يحمل كثيرا من الأخطار المحدقة التي لا شأن لها بمعدل السرعة التي يفرضها ساهر، فما زالت الجمال السائبة على الطريق مصدرا للحوادث، ولا يتعرض أصحابها للمساءلة أو العقوبة إلا في حال تسبب أحد الجمال في "كارثة"، فلماذا لا يكون هناك رقم مجاني لأمن الطرق، يتم التبليغ خلاله عن أي منطقة على الطريق توجد فيها جمال سائبة، أو حتى برفقة صاحبها، حفظا للحياة البشرية؟، فليست الطيور والحياة الفطرية بأثمن من حياة الإنسان، إذ يتم التشديد والإبلاغ عمن يصطاد في الأماكن المحمية ويتعرض المخالف للعقوبات الشديدة. كما أن أعمال الصيانة والحفريات خطر آخر، والتحويلات التي لا تتّبع شروط السلامة، ولا تحرص على أهمية وجودها في مكان وكيفيةٍ تسمحان برؤيتها من السائقين في أكثر الظروف الجوية سوءا، وبوقت كاف يمكّن السائق من تعديل مساره بشكل آمن وسلس، فيجب أن توضع لها الضوابط، وتسن القوانين والعقوبات الرادعة والغرامة، لكل جهة تخالف الشروط. أما وجود الشاحنات الكبيرة على المسار ذاته المخصص للعربات الصغيرة بما يمتاز به سائقو هذه الشاحنات في الغالب من الاستهتار واللامبالاة، وعدم تدريبهم بشكل كاف، وجلهم من العمالة الوافدة التي لم تُعَدّ بشكل جيد، إلا أنه يزج بها على الطرقات لتكون سببا محتملا، لا سمح الله، في حدث مأساوي، أمر يجب ضبطه كذلك. الطرق تحتاج منا كثيرا من أجل المحافظة على أرواح الأبرياء التي تزهق بلا ذنب رغم احترامهم ساهر، وحتى لا يبدو ساهر مجرد جباية واستثمار لأخطاء الآخرين، يجب أن يشمل الإصلاح والتعديل السائقَ بمركبته، والطريق بمن فيه وما فيه.

مشاركة :