تتبع بعض دول العالم نظام تعديل الزمن مع بداية فصل الصيف من كل عام وهو ما يعرف بالتوقيت الصيفي، حيث يتم تقديم أو تأخير الزمن ساعة أو ساعتين بحسب الفصل وبحسب الدولة. حذرت دراسة فنلندية من ذلك النظام بعد اكتشاف ارتباطه بحدوث الكثير من حالات الإصابة بالسكتة الدماغية والتي أصبحت ضمن قائمة أكثر الأسباب المؤدية للوفاة، ففي الولايات المتحدة وحدها يقدر عدد الوفيات بسبب السكتة الدماغية بـ130,000 حالة وفاة سنوياً، أي بمعدل 1 في كل 20 حالة وفاة؛ وأكثر أنواعها شيوعاً هو السكتة الدماغية الإقفارية والتي تحدث نتيجة انسداد الشريان الذي ينقل الدم المؤكسج (الحامل للأكسجين) إلى الدماغ بسبب جلطة دموية بداخله ذلك الشريان، ويمثل ذلك النوع من السكتة الدماغية نسبة 28% من مجمل أنواع السكتة الدماغية، وبالإضافة إلى العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالحالة من التدخين والبدانة وقلة النشاط البدني، فإن الدراسة الحالية تدرج سبباً آخر وهو نظام تعديل الزمن. اعتمد الباحثون على متابعة المعلومات الصحية بسجلات آلاف المرضى على مدى 10 سنوات، وتمت المقارنة بين من تعرضوا للسكتة الدماغية خلال الأسبوع الأول من تعديل الزمن، وبين من تعرضوا للإصابة قبل أسبوعين وكذلك بعد أسبوعين من التعديل الزمني، وكانت نتيجة المقارنة وجود ارتفاع بنسبة 8% بحالات الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية خلال اليومين التاليين لتعديل الزمن، وتبين كذلك عودة معدل الإصابة إلى المعدل الطبيعي بعد مرور يومين آخرين، ولوحظ أن هنالك مجموعات معينة من مجموعات أولئك المرضى كانت أكثر تضرراً من تعديل الزمن، فقد وصلت نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية إلى نسبة 25% بين مجموعة مرضى السرطان، و20% بين من هم فوق 65 عاما والذين تعرضوا للإصابة مباشرة بعد التعديل الزمني. توصلت دراسات سابقة إلى وجود علاقة بين الساعة البيولوجية والإصابة بالسكتة الدماغية، وأن الوقت ما بين منتصف الليل إلى الساعة 6 صباحاً تزيد فيه نسبة التعرض لتلك الحالة بـ55% مقارنة ببقية الأوقات خلال اليوم، فعلى ما يبدو أنّ للوقت تأثيراً فيما يتعلق بالسكتة الدماغية، لذلك فإن تعديل الزمن ساعة واحدة على الأقل يحدث تغييراً طفيفاً في نمط وقت الإصابة، وفي حالات أخرى ينتج الخلل بنمط التوقيت من ظروف أخرى مثل تغيير أوقات الدوام نظام الورديات، وكذلك النوم المتقطع أثناء الليل.