التحدث «بالكتف» يسبب السكتة الدماغية

  • 12/18/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتعدد مهام الحياة اليومية العصرية ما يتطلب من الشخص أحياناً القيام بمهمتين في آن واحد ، وهو ما نشاهده كثيراً في أماكن العمل ، حيث يضطر الموظف في بعض المواقف إلى أن يمسك الهاتف بين كتفه ورأسه ليتمكن من إتمام المكالمة بالرغم من أنه مشغول بالأوراق التي أمامه أو بالكتابة على جهاز الحاسوب، ويحذر الأطباء من تلك الوضعية لأنها تؤثر في أحد أجزاء العظم الصدغي المعروف بـ العظم الصدغي الإبري والذي يشبه رأس القلم، وهو عظم نحيل يوجد بالجمجمة أسفل الأذن ورأسه يشير باتجاه الأسفل ، ويوجد لدى كل شخص عظمان منهما ، واحد بكل جانب ويكونان أحياناً بطول زائد لدى بعض الأشخاص. تعتبر حالة الطبيب النفسي الفرنسي البالغ من العمر 43 عاما مثالاً واضحاً على مدى تأثر تلك المنطقة بمسكة الهاتف الخاطئة، فقد تعرض ذلك الطبيب إلى حالة السكتة الدماغية المؤقتة بعد أن كان ممسكاً بالهاتف بين كتفه وأذنه اليسرى ، ويتحدث مع أحد مرضاه لمدة ساعة كاملة، وكان الطبيب يتمتع بصحة جيدة ولم تكن لديه مؤشرات للإصابة بأمراض القلب وبالرغم من ذلك تعرض مباشرة بعد تلك المكالمة إلى عمى مؤقت بعينه اليسرى ثم تبعه طنين بالأذن اليسرى أيضاً مع صعوبة بالكلام؛ وبعد إجراء مسح للدماغ تبين أن هنالك تمزقاً بجدار الشريان السباتي ، وهو الوعاء الدموي الرئيسي الذي يحمل الدم المؤكسج إلى الدماغ والعينين وبعض بنيات الرأس الأخرى؛ وتعرض الطبيب إلى سكتة دماغية طفيفة نتيجة التماس بين العظم الصدغي الإبري وذلك الشريان بسبب وضعية العنق في زاوية خاطئة خصوصاً أنه كان يعاني حالة طول العظمتين والذي تسبب في تمزق الشريان ، وذكرت المجلة الأمريكية للعلوم العصبية أن تمزق ذلك الشريان يشكل نحو 20% من حالات السكتة الدماغية وسط فئة الشباب ، والذي يحدث أحياناً عندما يتعرض الرأس للاصطدام أثناء ممارسة الرياضة أو عند عمل التدليك بتلك المنطقة. شخّص الأطباء حالة الطبيب المريض بأنها نوبة نقص تروية عابرة أي حدوث انقطاع لفترة قصيرة بتدفق الدم إلى الدماغ والذي تم علاجه في أقل من 24 ساعة، ويقول أحد الأطباء المعالجين له إن حالته تكشف عن أن الأنشطة اليومية التي تتطلب لوي العنق لفترة طويلة - مثل وضعية مسك الهاتف بين الكتف والأذن - يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير متوقعة ، ولأن من يعانون طول العظم الإبري لا يعلمون بذلك فهم على خطر من تلك الوضعيات. اختفت الأعراض لدى الطبيب خلال بضع ساعات وخضع للعلاج بمضادات التخثر لمدة 3 أشهر لمنع تعرضه للجلطة الدموية، وبالرغم من أن تلك الوضعية تعتبر من العوامل النادرة للإصابة بالسكتة الدماغية ، إلا أن تجنبها أمر ضروري لمنع العواقب غير المحمودة التي ربما تتبعها ، وفي أفضل الفروض فإنها تتسبب في ألم العنق.

مشاركة :