أكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بنيت من الأساس على السعادة، منذ أن أسسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،رحمه الله، عام 1971، ويستكمل المسيرة على خطاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كما يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على أن تكون السعادة والإيجابية أسلوب حياة ومنهج عمل على مستوى جميع القطاعات الحكومية والخاصة لدولة الإمارات، فكل ما قدمته قيادة الدولة في السنوات الماضية يهدف إلى إسعاد الناس الموجودين لجعل دولتنا موطناً للسعادة. جاء ذلك خلال حوار السعادة والإيجابية الذي عقدته عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة، مع رؤساء ومديري تحرير الصحف ووسائل الإعلام الوطنية، للمرة الأولى، لتبادل الآراء واستعراض البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، والتعريف بمحاوره وأهم المبادرات التي سيتم تنفيذها في هذا الإطار، والرد على كافة الأسئلة حول البرنامج. جهد وتواصل دولي قالت عهود الرومي: إن وزارة السعادة في دولة الإمارات هي الوزارة الأولى من نوعها على مستوى العالم، وهذا يتطلب بذل الكثير من الجهد والتواصل مع الجهات الدولية المعنية بالسعادة والإيجابية، لوضع وإعداد برنامج السعادة الوطني، كما قمنا بالبحث والتدقيق في جميع الدراسات العالمية حول السعادة والإيجابية، كما تابعنا بعناية جميع المقالات والتحقيقات المتعلقة بالسعادة والإيجابية، التي تم نشرها في وسائل الإعلام المحلية، فشكراً لوسائل الإعلام التي تفاعلت وساهمت في إعداد برنامج السعادة الوطني. السعادة غاية أسمى وأضافت عهود الرومي: عندما نتحدث عن السعادة والإيجابية في دولة الإمارات، فإن أول ما يتصدر رؤيتنا وفكرنا هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: السعادة هي الغاية الأسمى لعمل حكومة دولة الإمارات. فإذا تحدثت حكومات العالم عن التعليم بأنه الشهادات الدراسية، فنحن نتحدث في دولة الإمارات عن السعادة والرفاهية وعن الإنسان والحياة، ولم نعتن فقط بالشهادة الدراسية التي تؤهل الإنسان للحصول على فرصة عمل، بل نهتم كذلك بالمهارات الاجتماعية والحياتية في التعليم التي تؤهله أن يمارس حياته بسعادة في مختلف الأمور، كالتعامل مع الزوجة والأبناء والترابط الاجتماعي، وكذلك تمنحه المهارات المالية وتؤهله لإدارة أمواله بطريقة صحيحة، فنرتقي في هدف التعليم من مجرد شهادة إلى إنسان له حياة، وكذلك تتضح أهمية السعادة في مجال الصحة، فنحن في قطاع الصحة لا نركز فقط على المرضى، الذين يشكلون نسبة معينة من المجتمع، بل يتسع مفهوم الصحة لدينا إلى ما هو أعمق من ذلك، فيشمل المجتمع بأكمله ليحيا الجميع حياة صحية، فنركز على علاج المرضى ووقاية المجتمع ككل، والتركيز على كيفية تقديم المعلومات لتوعية الأشخاص لضمان حياة صحية، من حيث الاهتمام بالتغذية والرياضة وغيرها مما يساهم في توفير حياة صحية لجميع أفراد المجتمع، ولا يقتصر مفهوم الصحة لدينا على توفير الخدمات العلاجية فقط للمرضى، وكذلك في مجال الاقتصاد لا نعني به فقط العمل، بل نعني به الموازنة بين الحياة والعمل لتوفير بيئة العمل السعيدة. وعندما نتحدث عن السعادة والإيجابية وسعادة المتعاملين في العمل الحكومي، يعلو الهدف في ذلك لأكثر من مجرد تقديم الخدمة للمتعاملين، وإنما نهدف إلى تقديم الخدمة فيما يسعد المتعاملين، فقد اختلفت تماماً فلسفة العمل الحكومي حالياً عما كانت عليه في السابق، وأصبحت تهدف إلى تحقيق السعادة والإيجابية والرفاهية للمتعاملين. العائد المعنوي لفتت وزيرة الدولة للسعادة أن العائد المعنوي من تحقيق السعادة للشعوب يعد أكثر أهمية لدى الحكومات الناجحة من تحقيق العائد المادي، مستشهدة في ذلك بموقف المملكة المتحدة عند تنفيذ قرار إغلاق مكاتب البريد التابعة لها في إحدى المناطق، حيث إنها كانت تكلفها خسارة مادية كبيرة، فامتنعت الحكومة عن تنفيذ الإغلاق بعدما وجدت أن سكان هذه المنطقة اتخذوا من هذه المكاتب مجلساً للتجمع فيها والتعارف فيما بينهم وتكوين علاقات مفيدة على الجانب الترفيهي المعنوي للسكان، واعتبرت الحكومة البريطانية أن العائد المعنوي لشعبها لديها يعد أكثر أهمية من العائد المادي للحكومة. فلسفة السعادة وأشارت عهود الرومي إلى أن السعادة هي مفهوم يختلف من إنسان إلى آخر، وتناول العديد من الفلاسفة موضوع السعادة ومفهومها بشكل عام وبدون الاستناد إلى أية أدلة، ولكنه في الفترة الأخيرة تم تناول السعادة وتحديدها وفقاً لدراسات علمية حول تأثير السعادة والإيجابية في العمل والتعليم والاقتصاد، وكذلك دراسات حول كيفية تحقيق السعادة للإنسان، ونظراً لأهمية دراسة السعادة تقوم 7 من 8 من جامعات رابطة الآيفي بتدريس مادة علم السعادة، حيث يتم تدريسها بأمريكا في كلية الطب. وأضافت: أما عن السعادة في دولة الإمارات تحديداً، فيتمثل دور وزارة السعادة في التأكد من مواءمة جميع الخطط والسياسات والبرامج في الحكومة مع مفهوم سعادة المجتمع، فعلى سبيل المثال تحتوي الحكومة الاتحادية على أكثر من 50 جهة وأكثر من 90 ألف موظف وتبلغ ميزانية الحكومة 49 مليار درهم، فتعد هذه الميزانية هي ميزانية السعادة، فالسعادة لن يتم تحقيقها عن طريق جهة واحدة فقط، بل بالتعاون والتكامل مع جميع الجهات، كما يضمن كذلك دور وزارة السعادة تحفيز الجهات الخاصة في تطبيق السعادة والإيجابية في بيئة العمل، حيث إن القطاع الخاص يشكل جزءاً كبيراً من الاقتصاد، إضافة إلى دور الوزارة في جعل السعادة والإيجابية أسلوب ومنهج حياة في دولة الإمارات. وأوضحت عهود الرومي خلال حديثها أن المقصود من سعادة المجتمع هو السعادة المستدامة، التي تبقى إلى الأجيال القادمة، مع الأخذ بالاعتبار أن السعادة لا يمكن أن تتواجد أبداً في غياب القوانين والتشريعات، فهذه القيود والقوانين هي التي تحفظ حقوق وحرية أفراد المجتمع بكافة فئاته، وبذلك تحقق السعادة طويلة المدى. البرنامج الوطني وأكدت وزيرة الدولة للسعادة أن البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية ينقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية وهي: المحور الأول السعادة والإيجابية في العمل الحكومي ويتناول العديد من المبادرات التي ستقوم بها الحكومة لتعزيز بيئة السعادة والإيجابية والارتقاء بمستوى الخدمات لإسعاد الناس، المحور الثاني السعادة والإيجابية كأسلوب حياة ويتناول تعزيز السعادة والإيجابية في المجتمع عبر إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية، والمحور الثالث قياس السعادة والإيجابية عبر إطلاق مؤشرات لقياس التقدم في السعادة والإيجابية. الإيجابية في العمل الحكومي وأكدت وزيرة الدولة للسعادة أن البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية هو نموذج عمل أساسي في حكومة الإمارات، حيث يتم التركيز في هذا الشأن على بيئة العمل، وتوفير بيئة عمل سعيدة وإيجابية، نظراً لما أثبتته الدراسات العلمية بأن الموظف السعيد يشع بالطاقة والحيوية أكثر من الموظف غير السعيد بما يعادل 6 مرات، ويستهلك ثلث الإجازات المرضية التي يستهلكها غيره من الموظفين، كما أن الموظف السعيد يركز 80% من وقته للعمل، بينما يركز الموظف غير السعيد فقط بنسبة 40%، فالمؤسسة التي تضم الموظف غير السعيد تخسر ما يعادل 100 يوم عمل في العام الواحد، فتهدف الوزارة إلى توفير بيئة عمل سعيدة وإيجابية، لتحسن مستوى الإنتاج وما يؤدي بدوره إلى تحسن مستوى الحكومة. ويتضمن البرنامج الوطني للسعادة عدداً من المبادرات الرئيسية، وينقسم إلى ثلاثة محاور، ومن ضمن محاور عمل وزارة السعادة سيتم اختيار رئيس تنفيذي للسعادة في كل جهة حكومية، وسيتم تدريبه وتأهيله للقيام بمهمة تعزيز بيئة العمل السعيدة، وكذلك هناك مبادرة مجالس السعادة في الجهات الحكومية، التي تتولى مهمة العمل على برامج ومبادرات لتحقيق السعادة والإيجابية في بيئة العمل وسعادة المتعاملين والشركاء، إضافة إلى مبادرات تشمل مراكز سعادة المتعاملين، فغيّرنا تسمية مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وموظفي الخدمات إلى موظفي إسعاد المتعاملين، وخصصنا موازنة لتكريم وتحفيز أبطال السعادة والإيجابية. ويركز الميثاق الوطني لدولة الإمارات على الأسس الرئيسية التي تتبناها حكومة الإمارات، ومنها السعادة والإيجابية في العمل الحكومي، ففي المرحلة الأولى تم التركيز على بيئة العمل الحكومي. أسلوب حياة كل إنسان يريد أن يكون سعيداً، ولكن لا يعلم الجميع كيفية تحقيق السعادة، لأن السعادة علم، وكثير من الدراسات تؤكد أن عادة الامتنان تشكل 20% من السعادة ، كما أن الأشخاص المتفائلين يشعرون بالسعادة أكثر من المتشائمين، وكما تعد الأمور المادية مهمة لتحقيق السعادة فكذلك للدعم الاجتماعي أهمية كبيرة، ففي منزل الأسرة نجد الأب والأم يبذلان كل ما في وسعهما لتوفير حياة سعيدة للأبناء من حيث السكن والتعليم وغيره، وعلى الرغم من كل هذه الجهود المبذولة لن يستطيعا تحقيق السعادة لأبنائهما إن لم يكونا سعيدين. إشادة تقرير السعادة العالمية بالإمارات لفتت وزيرة الدولة للسعادة إلى إشادة تقرير السعادة العالمية بدولة الإمارات، وخاصة فيما يتعلق بالقيم الدينية، حيث تعمل الدول الأجنبية على إنشاء منظمات تعمل خصيصاً لدعم الرحمة والتعاطف الاجتماعي، بينما وجدوا جميع هذه القيم الاجتماعية الجليلة والحميدة متأصلة في شعب الإمارات، من رضا وتراحم وتعاطف وتكافل اجتماعي، فجميعها قيم جليلة غرسها الآباء والأجداد الإماراتيون في جذور الهوية الوطنية لأبنائهم. قياس السعادة والإيجابية يمكن قياس السعادة وفقاً للأدوات المستخدمة في التقارير العالمية، كما أننا بصدد تطوير الأدوات الخاصة بنا التي تتناسب مع خصوصية دولة الإمارات لقياس السعادة بطريقة علمية وبكفاءة عالية، ولقياس السعادة والإيجابية في الدولة نحتاج إلى معرفة العوامل التي يمكنها أن تحقق السعادة للأم في منزلها، وكذلك عوامل إسعاد الموظف في عمله، وإسعاد العامل والطالب والمتعامل والمتقاعدين من كبار السن، نحتاج إلى معرفة عوامل إسعاد كافة شرائح المجتمع المختلفة، حتى تتمكن الجهات الحكومية من إعداد البرامج والسياسات التي تحقق لهم السعادة والإيجابية، لذا سيتم تحديد ومعرفة عوامل إسعاد كافة فئات المجتمع عن طريق إجراء مسح واستبيان حول البرامج التي يتحقق من خلالها السعادة والإيجابية، تقوم بدراسته الجامعات الوطنية ومراكز الدراسات والأبحاث العلمية الحكومية. العطاء من قيم السعادة وأشارت عهود الرومي إلى أن العطاء هو أحد قيم السعادة، وتعد دولة الإمارات من أكثر الدول المعطاءة، فتساهم الإمارات في نشر المعرفة للعالم، من خلال العديد من البرامج والفعاليات، أبرزها القمة العالمية للحكومات، التي قدمت المعرفة لأكثر من 4000 شخص من 130 دولة من جميع أنحاء العالم. السعادة والرفاهية والإيجابية مطمح لكل شعوب العالم من أفراد وحكومات، وعن ارتباط الإيجابية بالسعادة واحدة من القيم الأساسية للسعادة، ومن المؤكد مواجهة بعض التحديات، ولكننا قادرون على استخدام هذه التحديات كفرص التطوير والتحسين. السعادة في الجامعات 7 من 8 من جامعات رابطة "الآيفي" تدرس السيكولوجيا الإيجابية. 29بروفيسورا وباحثا يدرسون السيكولوجيا الإيجابية في جامعة هارفرد. أطول دراسة للسعادة استمرت 75 عاما، واستخلصت أن قوة العلاقات الشخصية لها تأثير مباشر على الصحة والسعادة، ولا تزال الدراسة قائمة. أكثر من 200 دراسة وبحث حول السعادة والسيكولوجيا الإيجابية. أكثر من 180 مساق الكتروني مجاني حول علم النفس والسعادة. أكثر من 90 جامعة حول العالم تدرس علم السعادة والسيكولوجيا الإيجابية. أثر سلوكيات السعادة ثبت علمياً بان اتباع بعض السلوكياتبشكل يومي يعزز من صحة وسعادة الفرد: 1-الابتسامة معدية، وتلك النابعة من القلب فعالة. 2- ساعة واحدة إضافية من النوم فقط لها تأثير أقوى على الصحة والسعادة من زيادة الدخل السنوي بمبلغ 60,000 دولار. 3- ممارسة الرياضة 15 الى 20 دقيقة يوميا تساهم في زيادة هرمونات السعادة وانخفاض الجهد والقلق. 4- اختيار الأطعمة المغذية. 5- التأمل والحضور الذهني. 6- تقليل مشاهدة التلفاز ومتابعة قنوات التواصل الاجتماعي. 7- ممارسة الامتنان والحمد والعرفان بشكل يومي. 8- ممارسة الهوايات والتخطيط للسفر حتى وإن لم تتمكن من السفر فالشعور والترقب للسفر بحد ذاته يزيد من السعادة. 9- العطاء ومساعدة الآخرين لمدة ساعة فقط كل أسبوع او بالتبرع بشكل مادي. 10- صلة الأهلوالأصدقاء بشكل يومي. تقرير السعادة الدولي أطلق أول تقرير عام 2013، وتم نشر ثلاثة تقارير حتى الآن(2013، 2015، 2016) يقيس التقرير 156 دولة، بناء على إجابة سؤال حول تقييم الحياة في استبيان مؤسسة غالوب العالمية (السؤال: هل تعيش أفضل حياة ممكنة لك؟). يقوم التقرير بتحليل نتائج السؤال بناء على ستة عوامل: الناتج المحلي الإجمالي، متوسط العمر المتوقع، السخاء، الضمان الاجتماعي، حرية الاختيار، والفساد. يصدر التقرير عن شبكة حلول التنمية المستدامة. قامت الأمم المتحدة بتفويض الشبكة باستخدام المصادر المتوفرة حول العالم من علوم أكاديمية وحلول فنية وتقنية من القطاعين الخاص والعام والخروج بحلول عملية نحو تحقيق التنمية السمتدامة فوائد السعادة تضاعف مستوى المناعة ضد الأمراض. ترفع متوسط العمر بين 7 -10 أعوام. تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25%. المنظمات الدولية والسعادة قامت الجمعية العمومية بالأمم المتحدة في عام 2011 بإقرار أهمية السعادة في السعي نحو تحقيق التنمية (القرار رقم 65/309، السعادة: في سبيل توخي نهج شامل تجاه التنمية). في عام 2012، أعلنت الأمم المتحدة اليوم العالمي للسعادة بتاريخ 20 مارس. أعلنت الأمم المتحدة في عام 2015 عن أهداف التنمية المستدامة التي تطمح في مجموعها إلى تحقيق السعادة. في عام 2011، قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بقياس السعادة في 34 دولة من خلال مؤشر الحياة الأفضل، الذي يقيس 11 جانباً منها: الإسكان، الدخل، العمل، المجتمع، التعليم، البيئة، المشاركة المدنية، الصحة، الرضا المعيشي، الأمن والموازنة بين العمل والحياة. يقوم الاتحاد الأوروبي بمسح سنوي لقياس الصحة الذهنية والسعادة لجمع البيانات وتحليل الأولويات السياسية. يركز البرنامج على سبعة أولويات: - الوقاية من الاكتئاب وتنمية المرونة العاطفية - الوصول إلى الخدمات الصحية المرتبطة بالصحة الذهنية - الوقاية والحد من الانتحار - الصحة الذهنية في العمل - الصحة الذهنية في المدارس - تطوير معايير متكاملة للحوكمة
مشاركة :