نقاد لبنانيون يحتفون في بيروت بمئوية "غربال" ميخائيل نعيمة | | صحيفة العرب

  • 12/4/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تستضيف جامعة هايكازيان في بيروت في الخامس عشر من ديسمبر الجاري مؤتمر مئوية كتاب “الغربال” لميخائيل نعيمة (1923 – 2023)، من تنظيم جامعة هايكازيان وجمعية ميخائيل نعيمة ميماسونا. ويتوزع البرنامج بين مداخلات حول محاور فلسفية ونقدية وتجديدية وشعرية في كتاب “الغربال” لمجموعة من أهل الفلسفة والأدب والشعر، وعرض للفيلم الوثائقي “تسعون” للمخرج مارون بغدادي بالتعاون مع نادي لكل الناس في قاعة “الميدْيا سنتر”، ومعرض لوحات وأعمال فنية لخمسة فنانين مستوحاة من كتاب “الغربال” في صالة “ماتوسيان” – جامعة هايكازيان. ويفتتح المؤتمر بكلمة رئيس جامعة هايكازيان القس الدكتور بول هايدوستيان، تليه كلمة نائبة رئيسة جمعية ميخائيل نعيمة ميماسونا رنا دبيسي. بعد ذلك تنطلق أعمال المؤتمر وتتضمن عددا من المحاور التي تناقش الكتاب من زوايا متعددة بين الأدب والفلسفة، إذ يناقش المحور الأول الفلسفة في “الغربال”، ويشارك فيه كل من الأكاديميين محمد شيا ومحاضرته بعنوان “الفلسفة في الغربال”، أديب صعب ومحاضرته بعنوان “الغربال وفلسفة النقد”، ربيعة أبي فاضل وعنوان محاضرتها “سبع مزايا نقدية في الغربال”. أما المحور الثاني فيتطرق إلى النقد في كتاب “الغربال”، يشارك فيه النقاد سليمان بختي بورقة حول “بلاغة النقد في الغربال”، أما ماريا سوانسون فتقدم بحثها “تأثير الأدب الروسي على كتابة الغربال”، فيما يتناول غالب غانم في محاضرته “الغربال ولغة النقد: أدوات علم أم نبرات أدب؟”. بوكس أما “التجدد في الغربال” فسيكون عنوان المحور الثالث الذي تشارك فيه إلهام كلاب بكلمتها وعنوانها “التراث والحداثة في غربال نعيمة”، أما جان سلمانيان فتأتي محاضرته بعنوان “جبران، كما وصفه نعيمة في غرباله”، ليقدم ميخائيل مسعود مداخلة عن “أثر الغربال على شعراء لبنانيين (ديوان رشيد سليم الخوري القرويات)”. ويتناول المحور الرابع من المؤتمر الشعر في “الغربال”، ويشارك فيه هنري زغيب وكلمته بعنوان “الشعر في غربال نعيمة”، أما حبيب يونس فتأتي ورقته موسومة بـ”ميخائيل نعيمة في الغربال”. ويُخْتَتم محور الشعر بغناء مع الحضور، قصيدة “صنين” لميخائيل نعيمة، وهي غير منشورة في كتاب. وتُختتم المداخلات بالمحور الأخير “ميخائيل نعيمة: تجربة خاصة” تشارك فيه سهى حداد نعيمة وكلمتها بعنوان “ميخائيل نعيمة في حياتي: ثورة وتجدد كما غرباله” وجوزيف غانم وكلمة الختام بعنوان “من المَسْرد إلى الغربال”. ويتضمن القسم الثاني من المؤتمر محطتين، الأولى عرض الفيلم الوثائقي “تسعون” (1978) للمخرج مارون بغدادي بالتعاون مع نادي “لكل الناس”، ثم ينتظم معرض لوحات فنية وأعمال فنية لخمسة فنانين هم جولي بوفرح، جاك رزق الله، رنا بساط، سبيريدون مجدلاني وريما غانم. ويُفتتح المعرض الاثنين الحادي عشر من ديسمبر ويستمر إلى غاية الجمعة الخامس عشر من نفس الشهر في قاعة ماتوسيان. ورغم قرن من الزمان على صدور “الغربال” في نسخته الأولى، فإن السنوات لم تزده إلا قوة وحضورا نظرا إلى أنه من الآثار الكلاسيكية الرائدة في الثقافة العربية، فهو منذ صدوره الأول سنة 1923، ما يزال حتى اليوم بين مؤلفات نعيمة الثلاثة والثلاثين من أوسعها انتشارا وأكثرها رواجا. وتعليل ذلك، على الأرجح، هو أن هذا الكتاب في النقد الأدبي والنظرية النقدية لم يكن يوم صدوره مجرد كتاب فقط، بل كان أيضا حدثا. ذلك لأنه كان المفصل الحاسم في أدب النهضة العربية منذ مطلع القرن التاسع عشر، بين نهجين أو عهدين اثنين متقاطعين: نهج النيوكلاسيكيين الطاغي، الذين كانوا يباشرون حاضرهم وحاضر أمتهم الأدبي، شعرا أو نثرا، عن طريق الرجوع إلى الماضي، فيجيء إنتاجهم بفعل التقليد الخالص أدبا شكلا بلا مضمون، أو جسدا بلا روح، ونهج آخر هو نهج الحداثيين الذين أخذ نعيمة على عاتقه في غرباله بعثهم، بحيث يكونون طليعة أجيال لا تخرج من أسر ماضيها فقط بل تعمل على جعل حاضرها هي ماضيا أبدا لحاضر جديد. كان هذا الكتاب كما لا يزال دستور حداثة أدبية، وشعرية على الأخص. إنه ليمكن القول إن ما من ناشر أو شاعر عربي ذي شأن، إلا وفي ركن ما من مجمع مكوناته الثقافية شيء من “الغربال”. والكتاب عبارة عن مقالات نقدية كتبها نعيمة بجرأة وعفوية ناعيا الشعر الرث ومؤسسا للأدب العربي الجديد، إذ حاول بجرأة أيضا غربلة الكتاب والشعراء والمفكرين مدليا بآرائه وذلك بقراءة نصوصهم وأفكارهم من منظاره كأديب. وتحدث في الجزء الأول عن نقده للأدب والشعر وفي الجزء الثاني تحدث عن انتقاده لبعض الأعمال الأدبية لكتاب عصره. ونال اهتماما من كبار رموز الثقافة العربية، فنجد عباس محمود العقاد يقول مثلا في مقدمة الطبعة الأولى 1923 عن الكتاب إنه يمثل “صفاء في الذهن، واستقامة في النقد، وغيرة على الإصلاح، وفهم لوظيفة الأدب، وقبس من الفلسفة، ولذعة من التهكم”.

مشاركة :