وسط حضور لافت وحاشد نظم "منتدى الجياد للثقافة والتنمية" مساء السبت، في "نادي الفنانين" بمدينة إربد، أمسية ثقافية والغناء الوطني الملتزم حملت عنوان "فعاليات فلسطين قضيتنا" أدار مفرداتها الأديب سامر المعاني رئيس المنتدى. المعاني نفسه الذي أشار بداية لدور الجياد في المشهد الثقافي الأردني والعربي وتعامله مع قضايا الأمة كرسالة وطنية أردنية، وكما أشار إلى المعاني الإنسانية والوطنية التي تقوم بها الهيئات الثقافية في تولي مسؤولياتها حول هذه القضايا المركزية الهامة. وأول المتدخلين الشاعر الدكتور ابراهيم الطيار تحدث حول "دور المثقف في التعامل مع القضايا العربية" فقال إن المثقف هو الشخص الأكثر حساسية والأوعى بين أفراد المجتمع لكل ما يدور حوله، وهو صاحب الكلمة والموقف الذي يعبر عن ضمير الناس، ومع اختلاف وتنوع الشكل الابداعي والنتاج الثقافي وأكد د. الطيّار إن للمثقف دور كبير في تسليط الضوء على قضايا الأمة بشكل واعي من خلال أعماله الأدبية والفنية كي تبقى هذه القضايا حاضرة في كل وقت وتبقى في ذاكرة الناس، كذلك فإن له دور كبير في رفع الروح المعنوية للناس من خلال تكوين موقف متكامل يبنى على الفكر والابداع والامل والاصرار ويعزز لديهم بأسلوبه الشعري أو القصصي أو الفني حقيقة المواقف وعدالة القضية ويساعد كذلك على حشد الرأي العام العالمي وتشكيل جبهة مساندة وداعمة للحق وللقضية، بالإضافة الى تقديم اي شكل من اشكال الدعم والمؤازرة للأخوة وأشقاء اصحاب القضايا العادلة في فلسطين وغيرها. وأضاف د. الطيّار "لا شك ان المثقف وهو صاحب الكلمة والابداع قادر على دعم قضايا أمته بأعماله الأدبية والفنية وبكلمته المبدئية، فما زلنا نذكر كلمة العز بن عبدالسلام التي قالها للمماليك فتحركوا وطردوا التتار، وها هي اشعار شوقي وحافظ ابراهيم وسميح القاسم وعمر ابو ريشة التي نحفظها وقد تغنى بها العديد من الفنانين وهاهي رسومات ناجي العلي وغيرهم الكثير من الاعمال الادبية والفنية، جميعها تركت أثراً في رفع الروح المعنوية للناس وتحفيزهم نحو العمل الجاد وترسيخ مفهوم الهوية الثقافية لأصحاب القضية". من جهته شارك الشاعر عبدالرحيم جداية بمجموعة من القصائد التي استحضرت الهم الإنساني وما آلت إليه الأوضاع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قصائد عاينت بلغتها دور الأم الفلسطينية في الحرب لقد استطاع بلغته الوقوف على توجعات الروح ونزفها في أتون الحرب ومن قصيدته التي قدمها للشهيد يقول فيها: "كيف أبكي / والدموع اصطفاءُ / يا بهيا زاد فيك البهاءُ / كنت أبكي / حين تدمى همومي / وتنادي بعضها الأشياءُ / صرت أبكي / في اشتعال وهدبي / تحت عيني يشتهيها البكاءُ / أين مني / إذ أنادي الليالي / والليالي ما لهن دواءُ / كل يوم / يستفز وجودي / فوق أرض زادها الأنواءُ / فاستزادت من جروحي نزفا / تعتريني أنجم عمياءُ / نازلات / فوق قلبي وقلبي / شاهد يروى.. حكته الدماءُ / في جلال / كان يرقى إليها / في انبعاث تصطفيه السماءُ / ليس يرضى / أن يموت قتيلا / بل شهيدا نده الأضواءُ / يا شهيدا / فاح نعشك مسكا / "كيف ترثى لا يجوز الرثاء" / يا جليلا / والجلال رداء / لشهيد فاض منه الضياءُ / في سماء الله / تمضي صعودا / وتناجي في المدى العلياءُ / أنت تحيا ما / أردت خلودا / في جنان الخلد ظلٌ وماءُ / قم إليهم / واشعل الأرض مجدا / مجدك الموت وهم أحياءُ / هم أرادوها حياة / فماتوا / هل تسوّى الأرضُ والجوزاءُ". فيما تحدث الإعلامي المعروف الدكتور محمد العمري حول دور الإعلام في التعامل مع قضايا الأمة، مشيرا إلى عدة محاور نذكر منها: دور التكنولوجيا في الوقت الحالي بنقل الواقع مهما كان مؤلما، كما و أشار أيضا إلى الإعلام المادي المسيطر عليه بأموال اليهود، مبينا أهم المواقع الإخبارية في العالم وجهات تمويلها. وكما تحدث حول الإعلام العربي ومساحته ومقدار تأثيره حول العالم، موضحا دور الجميع في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وأن يتحمل الجميع مسؤوليته في إيصال الرسالة الفلسطينية والعربية للعالم الذي لا يسمع ولا يصله غير أخبار العدو ويسوق القضايا كما يشاء. وأختتم "فعاليات فلسطين قضيتنا" بتقديم وصلة من الغناء الملتزم تجاه القضايا الوطنية والإنسانية والتي تعنى بالمقاومة ومكانة الشهداء، قدمها الفنان والموسيقار نزار العيسى الذي تفاعل معه الحضور وردد معه بعض الأغاني الحماسية.
مشاركة :