في الندوة التي نظمتها مديرية ثقافة إربد بالتعاون مع بلدية بني عبيد في مركز الحصن الثقافي في الأردن حول رواية "الحورانية" للقاص والروائي مجدي دعيبس، تحدّث كل من الدكتورة ليندا عبيد والشاعر مهدي نصير والباحث كاظم الشلبي، وأدارت مفردات الندوة الناقدة الدكتورة خولة شخاترة، حيث تحدثت عن المشاركين وعن مسيرة الكاتب الروائية، كما أضاءت بعض مفاصل الرواية بمداخلات وتعليقات تعكس وجهة نظرها في بنية رواية "الحورانية" وأعمال مجدي دعيبس الأخرى التي تؤكد على ثيمة وأهمية المكان. الناقدة الدكتورة ليندا عبيد قدمت ورقة نقدية حملت عنوان "تحولات الإنسان والمكان وجمالية الخلق الفني في رواية الحورانية"، مؤكدة من خلالها على أنّ الرواية أعطت المساحة الكافية للمثقف والشخص الهامشي على حد سواء، وأنها استخدمت تعدد الأصوات بالإضافة إلى السارد العليم لإقناع القارئ بوجهات النظر المختلفة. كما تحدثت عن البطل الإشكالي وتفاصيل المكان وصور المرأة في الرواية التي توزّعت بين المرأة الخاضعة والمتمردّة والدرويشة وغيرها من النماذج. من جهته، أشاد الشاعر مهدي نصير بلغة الرواية ورشاقتها بعد أن استهلّ حديثه بمراجعة سريعة لأعمال دعيبس السابقة ومشروعه الروائي، كما أشار إلى أنّ "الحورانية" على غير الأعمال السابقة تجاوزت التابوهات وقدمت وجهات نظرها بوضوح، وأكد على أنّ فصول الرواية توزّعت بين السارد العليم والسارد المشارك، إذ جاء سرد الأوّل تحت عناوين محددة تعبّر عن الحدث القادم، بينما الفصول التي سردها رواة كانت تحت اسم الشخصيّة التي تروي لتتسع الدائرة التي يتحرك فيها السرد مع توالي الرواة. في ورقة الباحث كاظم الشلبي التي حملت عنوان "التقنيات السرديّة في رواية الحورانيّة" حيث تطرّق الشلبي للبنية البوليسيّة والبنية السياسية والاجتماعية والمكانية وبنية الحب، مبينا أنّ الرواية اعتمدت على عدة تقنيّات منها تقنية الحذف بشقيه الصريح والضمني، كما جاء الحوار كاشفا لجوّانيّة الشخصيّات ودوافعها، وذكر أنّه كان بالإمكان استثمار الحوار بشكل أفضل للتعبير عن اللهجة الحورانيّة التي تعتبر جزءًا من الشخصيّة التراثيّة للمنطقة. في نهاية الندوة دار نقاش موسع ومتنوع من الحضور حول الرواية من حيث اللغة والبنية، ومن ثم تحدّث الروائي دعيبس - بعد أن شكر المتحدثين والحضور- عن الحورانية وظروف كتابتها التي انقطعت لسنوات طويلة قبل أن يقرّر استئناف كتابتها.
مشاركة :