كلما تَقدمَ العمر أحبتي أدرك الإنسان الحكيم الواعي الواقعي بأن لا شيء يعدل الصحة والعافية وراحة البال .. ويعلم دون أدنى شك أنه لاجاهٍ ولا منصبٍ ولا لقبٍ يبقى ولا يمكن للصحة أن يعوضها شيء .. وكلما كَبُرنا اكتشفنا حجم تفريطنا في حق الله علينا ، وحق أنفسنا علينا، وحق من حولنا علينا ، وأننا شُغِلنا بأمورٍ ثانوية لا فائدة منها سوى ضياع الوقت ...! وكلما تقدم بنا العُمر اشتقنا كثيرًا للماضي بأدق تفاصيله.. بحلوه ومره .. فتجدنا دائمًا نَحِنُ للأماكن التي عشنا فيها ونذكر تفاصيلهاالجميلة ، ولنا فيها ذكريات رائعة حتى الأغاني المرتبطة بها في ذلك الزمن الجميل كما نتصوره فنأخذ القصص من هذه ، والعبر من تلك ،ونكون أكثر نضوجًا في دمجها مع الحاضر ونظرة المستقبل فتنكشف لنا أمورًا كنا في الماضي نجهلها ولا نعير لها أي اهتمام ..! التقدم فيالعمر مرحلة جديدة جميلة نربط حاضرها بماضيها ، ونستسقي منها اللحظات الجميلة والمواقف الرائعة التي عشناها في الماضي ونحاولأن نتماشى مع ذكرياتها في الحاضر والمستقبل ، ولكن بكل نضج وحكمة ووقار وشعور بمسؤولية عظيمة وكبيرة في التعايش معها بعبقالزمن الجميل وروح الحاضر وشغف المستقبل الذي تغير علينا وأرهق تفكيرنا واشتعل الرأس شيبًا بسبب التعمق في التفكير المستمر فيهلإحلاله في نفوسنا ومخيلاتنا ونتعايش معه بفكرٍ جديد بحيث لا يؤثر على أخلاقياتنا ومبادئنا وقيمنا الأساسية التي عشنا وتربينا عليها .. ومع تقدم العمر لاتُشغل نفسك وتفكيرك في توافه الأمور وأصغرها وأرذلها وترفع عنها وانأى بنفسك في مكان في الركن البعيد الهادئ ،واهتم بصحتك وراحة بالك واترك هذه الأمور تُحَّلُّ بأي طريقة كانت ممن هم حولك ، ولاتشغل بالك بها كثيرًا وتهتم بها فمنك الاستشارة فقطوعليهم هم التنفيذ بالطريقة التي يعتقدون أنها هي الأصح .. وأنت يا مَنْ تقدم بك العمر اهتم بما هو أهم .. براحة نفسك وصحتك من خلالممارسة الرياضة والسفر من منطقة لمنطقة والتعرف على مناطق جديدة و أشخاص آخرين .. فتلك هي سُنَّة الحياة ما مرَّ بك مرَّ على مَنْ همقبلك ، وسوف يمرُّ على مَنْ هم بعدك .. ولكن العبرة فيمن يستغل كل ذلك بأسلوب راقٍ وحضاري وحكيم في مصلحة وسعادة نفسه والرقي بهاللأعلى بعيدًا عن ضغوطات الحياة ومتغيراتها الغريبة العجيبة المتسارعة كسرعة البرق ... فعش بعيداً عنها : طنش قدر المستطاع لتنتعشوتعش حياتك سعيدًا بنفسٍ راضيةٍ هنيئةٍ بصحةٍ وعافية وسلامة وراحة بال . ◇كلمات من عبق الماضي الجميل أدتها بتمكن الفنانة / فائزة أحمد : ماذا ..؟! لو أنك يا رفيق العمر ... قد أخبرتني... أأنتهى أمري لديك ..؟! فجميعُ ما وشوشتني ... أيام كنت تحبني ... قد بعته ... في لحظتين وبعتني .