واصلت بلجيكا أمس الخميس تعقب شخصين في اطار التحقيق في اعتداءات بروكسل بعد الكشف عن علاقة ثلاثة من منفذيها تم التعرف الى هوياتهم حتى الان، باعتداءات نوفمبر في باريس، ما يعكس الثغرات الأمنية في بلجيكا وفي مكافحة الإرهاب في اوروبا بشكل عام. وبالتزامن مع ذلك، استمر أمس العمل الشاق لتحديد هويات ضحايا الهجمات في بروكسل في وقت أطلقت عائلات كثيرة لا أخبار لديها عن أقاربها وتعيش قلقًا لا يحتمل، عملية بحث يائسة في الميدان أو على شبكات التواصل الاجتماعي. وبعد اكثر من ثمانٍ واربعين ساعة على الهجمات التي خلفت 31 قتيلاً على الأقل، لم تعرف سوى هوية اربعة من القتلى في المطار ومترو الانفاق في العاصمة البلجيكية، من بينهم المواطنة البيروفية اديلما مارينا رويز تابيا (37 عامًا) التي قتلت في مطار زافنتيم حيث كانت مع زوجها البلجيكي وابنتيهما التوأمتين اللتين اصيبت احداهما بسبب الحطام. في هذه الأثناء، وعد رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشال أمس بكشف تفاصيل اعتداءات بروكسل ورفض الاتهامات بالتقصير في مراقبة احد الانتحاريين التي ساقها وزيران في حكومته عرضا الاستقالة. وفي خطاب رسمي، قال ميشال في اليوم الثالث من الحداد الوطني في بلجيكا ان الحكومة والسلطات المعنية ستقوم حتما بكل شيء من اجل الكشف عن تفاصيل الاعتداءات في وقت تواجه اجهزة الامن البلجيكية انتقادات. وأضاف لا يمكن ان يفلت احد من العقاب. واكد رئيس الحكومة البلجيكية بحضور الملك فيليب والملكة ماتيلد ووزراء ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ونائبه الاول فرانس تيميرمانس لن نستسلم للوحشية. وقبل كلمة رئيس الحكومة وخلال اجتماع وزاري مصغر عرض وزير الداخلية جان جامبون ووزير العدل كوين جينس استقالتهما ولكن رئيس الحكومة رفضها. وحسب مصدر حكومي، فان الوزيرين شعرا بمسؤولية سياسية عن خلل في مراقبة احد انتحاريي اعتداءات بروكسل ابراهيم البكراوي الذي فجر نفسه الثلاثاء في المطار. وتسلمت بروكسل هذا الاخير الصيف الماضي من تركيا التي ابلغت السلطات البلجيكية بانه مقاتل ارهابي حسب ما قالت انقرة. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس بالرغم من اننا ابلغناهم (...) لكن السلطات البلجيكية لم تتمكن من تحديد علاقاته مع الارهاب. واقر جامبون لصحيفة لو سوار بانه كانت هناك اخطاء في وزارة العدل ومع ضابط الارتباط البلجيكي في تركيا. واوضح في مقابلة مع محطة التلفزيون في تي ام (فلامنكي) نظرًا الى الوقائع، من المشروع جدا ان يطرح الناس اسئلة. واضاف يمكن ان نتساءل كيف يمكن ان يطلق سراح شخص بهذه السرعة وفوتنا فرصة اعتقاله مجددًا عندما كان في تركيا.
مشاركة :