بعد فوز الهلال في “الديربي”، بدأ الكلام عن الحكم، والإصابات، والحظ، و”رمية أوت” لم تنفذ من مكانها، و”لو حُسِبَ هدف كريستيانو”، وغير ذلك الكثير. كل ما تقدَّم “أقوال”، ومجرد كلام، لا يُسجل الأهداف، ولا يُعطي النقاط! “الأفعال” وحدها أعطت الهلال ثلاثة أهداف، وثلاث نقاط. من حق الجميع أن يتكلم ويقول ما في خاطره، لكن هذا لن يغيِّر الحال، ولن يعطي المهزوم “3 نجوم”، وكأس “أحسن مهزوم”، فالمباراة انتهت، وحُسمت الأمور. التقليل من الانتصارات والبطولات أسلوبٌ معروفٌ، ويتلاشى بعد أيام عدة، وتبقى الانتصارات هي التي تُسجَّل في السجل، أما الكلام فيطير مثل الحمام. عندما فاز النصر بدوري 2019 كثر الكلام عن “الدفع الرفاعي”، لكنَّ النصر مَن رفع الرأس، ومعه رفع الكأس، وأجزم بأن معظمكم لا يتذكر “خشم بخاري”، و”يد دلهوم”، و”يد النزهان” وغيرها أطنانٌ، وأجزم بأنكم لا تتذكرون تقليل بعضهم من إنجاز الهلال عندما حقق “وصيف العالم”، وعندما بدأ الكلام عن “الثاني مثل السابع”، لكن الواقع لم يتغيَّر، وبقي الهلال وصيف العالم، ومتوشحًا بالفضة، ورافعًا علم المملكة، أما السابع فلا نعرف من كان السابع، لا نتذكر إلا الهلال والريال. الاتحاد مقبلٌ على كأس العالم للأندية، ولديه فرصةٌ تاريخيةٌ، عليه اقتناصها، ونتمنى أن نرى “أفعالًا” على أرض الملعب، وليس “أقوالًا”. التفكير المسبق في التبريرات لا يصنع الأبطال، بل على العكس، يعطي الفريق عذرًا معلَّبًا وجاهزًا بعد الخسارة، “يا خسارة”! عندما يدخل اللاعب المباراة وهو يعتقد أنه لن يلام على الهزيمة، لن يقاتل، لأنه مظلومٌ، والمشكلة في الحكم والجدولة وضغط المباريات ولجنة استقطاب اللاعبين! يا معين. أتمنى من أبطال الاتحاد نسيان كل شيء، وتذكُّر أنهم يمثلون المملكة في كأس العالم، ويلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم، وهذا قد لا يتكرَّر مرةً أخرى. ليتنا نبحث عن البطولات قدر بحثنا عن الأعذار.
مشاركة :