«التمكين».. خريطة طريق لاستدامة الأسرة

  • 12/15/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استدامة الأسرة رهين بوعي المجتمع، وبأهمية استدامة الموارد الطبيعية والصحة العقلية والنفسية والجسدية، وجودة الحياة والموروث الثقافي والبيئة الإيجابية، وسواها الكثير من العناصر المرتبطة ببعضها بعضاً، ضمن تكامل تام بعيداً عن حدوث خلل لأي عنصر من العناصر. الكثير من الجهات تعمل على ترسيخ هذه المفاهيم وتعزيز الوعي المجتمعي تجاه الاستدامة البيئية وتأثيرها على جودة الحياة الأسرية، وإحياء الموروث الثقافي والحفاظ على الموارد الطبيعية، مع تبني أفكار تسهم في استدامة الأسرة، وتنمية مهارات تحديد الاحتياجات والأولويات قبل اتخاذ القرار واتباع الممارسات الصحية التي تعزز جودة حياة الأفراد. تغيير إيجابي تذكر د. آمنة الناخي، خبير حكومي مؤسس ومتخصص في قيادة المؤسسات الحكومية، ووضع استراتيجيات ومعايير المؤسسات والقوة الناعمة، اختصاصي استدامة وخبير مسؤولية مجتمعية معتمد، ضمن تعريفها للاستدامة، أنها عملية مخطط لها ومقصودة لإحداث تغيير إيجابي في نوعية وجودة الحياة من خلال توفير خيارات وفرص أوسع تنعكس على استدامة الموارد للأجيال المقبلة والحفاظ عليها. وتوضح أن ثمة مفاهيم تنموية معاصرة تبنتها الأمم المتحدة ووكالاتها التنموية تنتشر في العالم منذ عقدين لتعزيز الوعي المستدام، ليعود بالفائدة على الذات وعلى الأسرة والمجتمع، من خلال القراءة والاطلاع وحضور الدورات والورش التدريبية. تحديد المسؤوليات وتؤكد الناخي على أهمية تحديد المسؤوليات لتجنب الخلافات الأسرية، وترتيب الأولويات والاكتفاء بالضرورات، واستيعاب الالتزامات المادية التي قد تتسبب ببعض المشكلات، مشددة على ضرورة تعزيز الوعي الفردي في مجالات الاستهلاك وترشيد الإنفاق، حيث إن الدور الإيجابي للفرد يدعم المسيرة الناجحة للأسرة، ويسهم في بناء مجتمع متكامل، وتحقيق السعادة والاستقرار النفسي، والنمو الاجتماعي والأخلاقي. تمكين الأسرة المهندسة سناء الضاغن مدير إدارة الخدمات العامة في مؤسسة التنمية الأسرية، تتحدث عن أهمية تمكين الأسرة عبر البرامج والورش والاستشارات المدروسة لتتمكن من معالجة مشاكلها بنفسها، وهذا ما تقوم به المؤسسة التي تزود أفراد المجتمع بالعديد من الأدوات والتقنيات، ليتمكن رب الأسرة من حل المشكلات التي تعترضه في مختلف المجالات، ومنها الصحة والغذاء والبيئة والرياضة وتربية الأبناء. حوار الأجيال وعن أهمية الحفاظ على الموروث وتعزيز الهوية وترسيخ قيم الانتماء، تشير عائشة الحمادي، مدير مركز أبوظبي بالتنمية الأسرية، إلى أن نقل الموروث للأجيال أمر مهم للغاية، بهدف ترسيخ القيم المرتبطة بهذا الإرث الأصيل القائم على التعاون والتراحم واحترام الكبير وتوقيره. وتضيف: نعمل بالشراكة مع العديد من الجهات الفاعلة في هذا الحقل، على استدامة التراث عبر حوار الأجيال وتقديم الورش والألعاب القديمة وطقوس القهوة العربية وما يرافقها من عادات وتقاليد، بمشاركة أصحاب الهمم والأسر المنتجة وأصحاب المشاريع التراثية المستدامة. برامج مستدامة ويوضح عبدالله المازمي، رئيس قسم الاستشارات الأسرية في مؤسسة التنمية الأسرية، أن مثل هذه الملتقيات لها دور كبير في الترويج لبرامج المؤسسة، حيث تركز على تعريف أفراد المجتمع بخطط التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي، ومبادرات الخدمات الاجتماعية الحالية والمستقبلية، لاسما الذكية والرقمية التي تقدمها مختلف المؤسسات والقطاعات في إمارة أبوظبي لفائدة الأسرة، وهدفنا تجميع مختلف الشركاء الاستراتيجيين في منصة واحدة بهدف تسهيل وصول الخدمات لأفراد المجتمع، من أجل مواجهة التحديات التي يمكن أن تواجههم في الحياة اليومية، مؤكداً على أهمية الجانب النفسي في استدامة الأسرة، لافتاً إلى ضرورة توجه من تعترضه تحديات، إلى المستشارين لمساعدته وتمكينه وتدريبه على تجاوز العقبات، من أجل أسرة متعافية وصحية لها القدرة على متابعة وحل مشاكلها.

مشاركة :