سعاد بياض لـ"العرب": شغفي هو خلق قيم جمالية تؤسس لثقافة بصرية كونية

  • 12/19/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في حوار جمعها مع “العرب” مرت الفنانة التشكيلية المغربية سعاد بياض على بداياتها، موضحة اشتغالها الحالي على الإقامات الفنية والتجارب المشتركة، كما ثمنت المبادرات الجماعية وتجارب زملاء لها تحاول معهم الارتقاء بالحراك التشكيلي في المغرب والانفتاح على العالم. وجدة (المغرب)- تمتلك التشكيلية المغربية سعاد بياض لمسة فنية مختلفة، تركز من خلالها على الجسد الأنثوي والجمال المغربي اللذين تسعى إلى السمو بهما نحو القيم الكونية والجمالية المشتركة، وهي إلى جانب عملها على مشروعها الفني الخاص تحاول الإسهام في الحراك الفني المغربي عبر إقامات ومشاريع وشراكات فنية مع زملاء لها، تقاطعت رؤاها مع رؤاهم ويمتلكون هاجسا فنيا مشتركا وأحلاما وطموحات متقاربة. ومؤخرا كانت سعاد بياض أحد أهم الفاعلين في إقامة فنية نظمتها جمعية زاوية الفنون من أجل التنمية بدعم من وزارة الشباب والثقافة والاتصال في فيلا الفنون بوجدة، خلال الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر الماضي. وهدفت الإقامة إلى دعم الإبداع في جو يسهم في التفاعل الإنساني وتعزيز التبادلات بين الفنانين المقيمين، وتقديم مساحة لتقاطع مشاريعهم الفنية بين بعضها البعض ومع الجمهور لفترة محددة. كما تُعد هذه الفرصة فريدة لتأصيل العمل الفني في سياق ترابي وتحطيم حواجز الممارسات الفنية الفردية لتحولها إلى ممارسات جماعية. وأجرت صحيفة “العرب” حوارًا مع الفنانة التشكيلية سعاد بياض حول عملها “بلاغة الجسد والآخر”. وتناول الحوار كيفية نجاحها في تجسيد هذه التيمة في أعمالها الفنية، وكيفية تأثير هذه الفكرة في تطور فنها. بوكس في البداية اختارت الفنانة العودة إلى بداياتها مع الفن التشكيلي وكيف أثرت جولاتها الفنية داخل المملكة المغربية وخارجها على أسلوبها الخاص، حيث قالت “في بدايتي الفنية، وتحديدا بعد تخرجي من مدرسة الفنون الجميلة في مدينة الدار البيضاء عام 1989، أحببت فن التصوير بالأبيض والأسود. مع مرور الوقت قمت بإدخال اللون وبدأت التفكير في تيمة جديدة وموضوع خاص بي سيلعب دورًا مهمًا في تهذيب الأذواق وخلق قيم جمالية تؤسس لثقافة بصرية تشكيلية كونية، وذلك بطبيعة الحال بعد تجارب عديدة”. وتابعت “بدأت رحلتي الفنية في موضوع بلاغة الجسد تلقائيا إذ كان نتاج سنوات من المحاولات للكشف عن المرأة التي بداخلي وتلك اللحظات التي تجمع بين ضعفي وقوتي. حاولت أن أكشف عن المرأة بشكل متأنٍ من خلال إيماءات معتدلة وملهمة. ثم جاءت ‘حركية الجسد’ في باريس وبعدها ‘ليل المحيط’ في مدينة مراكش حيث اتجهت إلى موضوع جديد وهو الهجرة السرية أو حلم الوصول إلى الضفة الأخرى، ومن ثم انتقل المعرض إلى مدينة بورجيه في فرنسا حيث حصل على أول ميدالية من عمدة المدينة”. وقالت بياض لـ”العرب”: “بعد سنوات من التجارب والتفاعل مع فنانين مغاربة وأجانب جاءت الفكرة بالتعاون مع الفنان عبدالعزيز عبدوس والفنانة الفرنسية – المغربية مارية قرمدي والفنان بكاي مكاوي من وجدة، وأسسنا مجموعة فنانين مستقلين بذاتهم في عام 2019 وأطلقنا عليها اسم ‘المبتكرين المحررين’، وكانت البداية بتنسيق مع الناقد التشكيلي أحمد الفاسي وقدمت المهندسة المعمارية كريمة نافع المكلفة بالتواصل وصاحبة رواق “شاهناز كونسبت آرت غاليري” الدعم والتأطير، فآمنت بالمجموعة وكذلك كانت مسؤولة عن العلاقات الخارجية”. وتابعت “كانت الانطلاقة الأولى من مدينة طنجة، حيث أُقيم معرض ‘سينرجي’ الذي لاقى نجاحا باهرا، بعد ذلك جاءت الإقامة الفنية ‘تداعيات إبداعية’ والتي نظمت في فيلا الفنون بمدينة وجدة من 17 إلى 21 نوفمبر الماضي وقامت بتنظيمها جمعية ركن الفن للتنمية بوجدة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة. كانت هذه هي أول تظاهرة فنية أُقيمت في المدينة ولقيت استحسانًا جيدًا. وفي هذه الفرصة قمنا بتأسيس مجموعة المبتكرين المحررين رسميًا. كما تم عقد ندوة بعنوان ‘حتمية الطلائعية في ظل الشتات الإبداعي المعاصر’ قدمها الناقد الفني الأستاذ أحمد الفاسي وتم تأطيرها من قبل الأستاذة كريمة نافع”. وأضافت بياض أن هدفيْ تعزيز الديمقراطية الفنية ودعم الثقافة الفنية هما أمل الإقامة التي تجمع بين أربعة فنانين متميزين في الساحة الفنية المغربية يسعون إلى دعم الإبداع في مناخ ملائم للقاءات الإنسانية والثقافية وتعزيز التبادل بين الفنانين المقيمين، وكذلك ترسيخ العمل الفني. وأشارت إلى الفعاليات الفنية والمشاريع العامة التي يمكن للجمهور المشاركة فيها في فيلا الفنون بوجدة، موضحة أن “فيلا الفنون بوجدة تعتبر فضاءً مفعمًا بجميع الفنون حيث يتضمن إقامات ومعارض فردية وجماعية وكذلك تظاهرات ثقافية. ويهدف هذا الفضاء الإبداعي إلى دعم ديمقراطية الفن التشكيلي وتعزيز الثقافة الفنية في العالم من خلال إبراز الفنانين المغاربة والأجانب وخلق مجال للتبادل الفني والثقافي”. ◙ فنانة تبوح بهواجس الأنثى الكامنة داخلها ◙ فنانة تبوح بهواجس الأنثى الكامنة داخلها وتعتبر الفنانة التشكيلية التفاعل والتلاقي الثقافي بين الزوار والفنانين في الإقامة الفنية “تداعيات إبداعية” محطة جديدة في مسار مجموعة الفنانين المشاركين وتمثل بداية لسلسلة من اللقاءات الفنية والثقافية، حيث تمت برمجة الإقامة المقبلة في مدينة الدار البيضاء. وشاركتنا الفنانة لمحة عن الخطط المستقبلية لفيلا الفنون بوجدة في تعزيز دورها كمنصة للتلاقي الثقافي ودعم الفنون، قائلة “مجموعة المبتكرين المحررين دائمة البحث عن فنانين أجانب وعرب شريطة أن تكون أعمالهم جيدة وتلائم المشهد الفني الحديث. الباب مفتوح لجميع فناني العالم”. والفنانة التشكيلية سعاد بياض من مواليد الحي المحمدي بالدارالبيضاء، وهي خريجة معهد الفنون الجميلة سنة 1998. شاركت في العديد من المعارض داخل وخارج المغرب، منها معرض بالعاصمة الفرنسية باريس بعنوان “الجسد المتحرك”. وتشتغل الفنانة على الألوان ذات الدلالات العميقة والخطوط لملامسة مسامات الجسد البشري وتحديدا الجسد الأنثوي، وتروي مساحات لوحاتها شعور الآخر ومعاناته المتفجرة فوق محاملها.

مشاركة :