Aneesa_makki@hotmail.com - كتبت في هذا الموضوع سابقاً، وقلت إن الضمائر حين تموت، تموت معها الكثير من الأشياء الجميلة ومعانيها ويصبح معها الإنسان مُجرد هيكل جامد، فارغ، لا عقل ولا إحساس ولا مشاعر. - موت الضمير مُشكلةٌ لا تخص فاقد الضمير وحده وأفكاره الممزوجة بازدواجية السلوك فحسب، لكنها تعم وتدمر قيم الحياة وأخلاقيات الإنسان، بل الإنسانية كلها. - يموت الصدق وتموت الشفافية والوفاء وتكثر الأقنعة، ويكثر انتشارها في بني البشر وهو من نراه اليوم في الغرب في تعاملهم مع إسرائيل والفلسطينيين. «الجلاد بريء، والضحية متهم»؟!!. - فعندما يموت الضمير، الجمال يموت، والسعادة تدفن، وتبقى الأفاعي متخفية تنفث سمومها في كل مكان حتى في الأفعال والأقوال، ويكون المكر والخداع سيداً لجميع المواقف. - حين يموت الضمير تسود شريعة الغاب ويتحول الإنسان لوحش كاسر ينتظر فريسته للانقضاض عليها في أي وقت وحين، مدن تُدمّر ومنازل تُهدّم وغارات همجية واسعة وأعاصير تهب في سماء شعب أعزل كما يحدث اليوم في غزة من إبادة جماعية. ميتو الضمائر حتى الشجر والحجر لم يسلم من ظلمهم، منازل هدمت على رؤوس أصحابها، وأراضٍ، بل جناتٍ ورياضٍ خضراء تحولت لأرضٍ محروقة، جماجم ودماء، هذا ما يحدث اليوم في غزة من عديمي الضمائر الصهاينة العاهات، شذاذ الآفاق، الذين يمشون عكس التيار وفوق جثث الشهداء. - أما موتى الضمائر من غيرهم، من بني البشر في العالم «ولا أعمم « فقل على الدنيا السلام، خيانة وتزييف للحقائق، وتزييف للتاريخ ، حتى التاريخ؟!! جميع هذه المصائب تتوالى على البشرية بسبب الإنسان وموت ضميره! مع الأسف بات الضمير عملة نادرة والازدواجية في الأقوال والأفعال جزء لا يتجزأ من حياتهم خاصة في سياسة العالم الخارجي. فعندما يموت الضمير يظهر على سطح الأرض الكيل بمكيالين المحرم شرعاً والمرفوض دينياً وأخلاقياً. بالفعل وكما قيل: حين يموت الضمير تهاجر الحمامات البيضاء، ولا يبقى في الجو إلا غربان تنعق صباحا مساء، حينها تصبح الإنسانية كلمة جوفاء لا معنى لها ولا رديف» فاقدوا الضمير شياطين في ثياب إنس، وموت الضمير معناه مصيبة فقد الشعور الباطني فقد البوصلة التي توجه الإنسان لطريق الخير ومراقبة سلوكه واستعداده النفسي للتميز بين الخطأ والصح والحق والباطل. الحمد لله نحن في نعمة نحسد عليها، قليل جداً من يشذ عن القاعدة وتترصدهم نزاهة وتعدل من سلوكهم بحسب النظام الذي تفرضه الدولة للقضاء على أمثالهم وإنقاذ المجتمع من شرورهم. بالضمير الحي اليقظ تَسْعَدُ المجتمعات وترقى، وكثيراً ما تستيقظ الضمائر من نومها. وتحاسب نفسها على كل ما قامت قبل أن تُحاسِبُ، الضمائر الحية أخلاق فاضلة وأفضل صديق مخلص للإنسان والسعادة الحقيقية تعيش بداخله، وبالإيمان بالله والتفكير في العواقب يصل الإنسان إلى قمة يقظة الضمير الذي ينشدها كل إنسان على وجه الأرض.
مشاركة :