أشارت صحيفة الفاينانشل تايمز البريطانية ان مؤسسة Novo Nordisk الخيرية هي الأكبر في العالم نتيجة التزام الشركة التي صنعت الدواء لمرض السكري ومكافحة البدانة ان تخصص الجزء الكبير من أرباحها الى الاعمال الخيرية والأبحاث ومشاريع مرتبطة بالتعليم الصحي في الهند وشرق افريقيا. نوفو نورديسك صنعت ادوية Wegovy و Ozempic لمكافحة السكري او تخفيف الوزن أصبحت من اكبر واهم الشركات في أوروبا بعد ان طورت هذه الادوية حيث ارتفعت أصول الشركة ب٣٠٠ في المئة خلال السنوات العشرة الماضية . Wegovyنجح في انقاص الوزن وفقا لدراسات الشركة الدانماركية وحسب نائب الرئيس التنفيذي للتطوير في الشركة الدانماركية ان البيانات أظهرت بمزيد من التفصيل كيف كان الدواء قويا في معالجة مخاطر امراض القلب والاوعية الدموية. وكان اوزمبيك الدواء الآخر لمعالجة السكري واجه انقطاع في بعض الأسواق الاميريكية بعد ان اثار ضجة بسبب خصائصه المرتبطة بانقاص الوزن . لكن بعض الدراسات أظهرت زيادة خطر حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي .وقد وردت روايات مختلفة من الذين اخذوا هذه الادوية لتخفيف الوزن . اما ان البعض أعاد بسرعة وزنه السابق عندما أوقف اخذ الدواء او ان تأثيره أدى الى مشاكل مثل اوجاع في البطن وغيرها من عوارض . لكن معروف ان البدانة تؤثر على الصحة بشكل كبير لذا هناك عدد من الناس يلجأ الى ادوية قد تكون صالحة لمشكلتهم ولكنها قد تؤثر سلبا على نواح أخرى منها . لكن أرباح الشركة الدانماركية اثبتت ان هذه الادوية نجحت على عدد كبير من الذين اخذوها كعلاج لمرض السكري او البدانة على المدى الطويل . في بعض المجتمعات مثل الاميريكية والشرق الأوسطية حيث مرض البدانة مرتفع اللجوؤ الى تجارب متعددة لمكافحتها أدى الى نجاح تسويق هذه الادوية. ولكن يجدر السؤال هل يستمر هذا النجاح او تجري بحوث أخرى لادوية اكثر فاعلية دون أي تأثير جانبي يكون سلبي . ان البحوث العلمية الجارية في القطاع الصحي عموما أدت الى نتائج استثنائية في علاج امراض لم يكن احد يعتقد انها قد تجد علاجا . ان تقدم الطب في الدول الغنية أتاح للشركات الكبرى تطوير البحوث في مجال الادوية . ولكن المشكلة الكبرى هي ان المجتمعات الفقيرة التي تعاني من امراض عديدة منها البدانة وغيرها من امراض قاتلة ليس بأمكانها ان تحصل على مثل هذه الادوية . فالطبابة في الدول النامية في الشرق الأوسط وافريقيا وبعض الدول الآسياوية تتراجع مع تراجع الإمكانيات الاقتصادية والمالية لهذه الدول . ان المؤسسات الخيرية على غرار ما انشأته نوفو نوردزيك تعطي امل بتطوير القطاع الصحي في الأماكن المتراجعة . لكن المطلوب تقاسم العالم الغني مع الدول الفقيرة العلاج والأدوية المتوفرة لديها . فمكافحة الكورونا اثبتت ان بإمكان الدول الغنية ان تشارك المجتمعات الفقيرة في مدها بالادوية واللقاح الذي لا يمكنها الحصول عليه . لكن لسوؤ الحظ ان الدول الغنية عموما والشركات الخاصة الكبرى فيها تهتم بالارباح أولا خصوصا في الولايات المتحدة حيث المواطن الاميريكي نفسه يدفع تكلفة مرتفعة جدا للعلاج في حين ان الدولة الفرنسية تغطي علاج مواطنيها بادنى مستوى لان نظامها الاجتماعي اكثر انصافا من النظام الاميريكي . لكن كلفة هذه التغطية أصبحت كبرى للدولة الفرنسية التي رات تدني كبير في مستوى المستشفيات واستقبال المرضى علما ان الطب والأطباء من افضل المستويات العالمية في فرنسا. ولكن القطاع يعاني من تراجع كبير في المستوى الطبي من مستشفيات الى قطاع الطوارئ . القطاع الخاص في الولايات المتحدة من تأمين الى استشفاء الى طوارئ هو في خدمة من لديه الإمكانيات المالية اما في فرنسا فالتأمين الاجتماعي هو مكلف للدولة ولكنه اكثر انصافا للمواطن . لكن رغم ذلك لدى فرنسا صناعة ادوية متقدمة ولو انها عجزت تطوير لقاح ضد الكورونا في غضون سنة مثلما فعلت شركات اللقاح فايزر وموديرنا . فلا شك من ان الدول التي لها إمكانيات مالية كبرى تستطيع القيام ببحوث وباستثمارات باهظة تمكنها من ان تصبح رائدة في اكتشافاتها في هذا القطاع . والشركة الدانماركية مثل على هذه الإمكانيات.
مشاركة :