الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها مصر والصراع الجاري في قطاع غزة المجاور أثرا بشكل كبير على اهتمامات المصريين و تطلعاتهم وأمنياتهم للعام الجديد 2024. وقال زهران أحمد، مدرس اللغة العربية بإحدى مدارس القاهرة، "آمل أن يكون العام الجديد عام أمن واستقرار في مصر وأن يتم تسوية القضية الفلسطينية حتى يعم السلام المنطقة". وأضاف، "أما بالنسبة لارتفاع الأسعار، آمل أن تراقب الحكومة بشكل صارم السوق والأسعار التي يضعها التجار لمكافحة احتكار السلع الأساسية". وتشمل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر نقص العملة الصعبة، وتزايد الديون الخارجية، وارتفاع التضخم، مما أثر على مستويات المعيشة لأكثر من 100 مليون مواطن في الدولة العربية الأكثر سكانا. وبينما يعاني المصريون من ارتفاع معدلات التضخم خلال عام 2023، فإن القصف الإسرائيلي الجاري في غزة، والذي أودى بحياة ما يقرب من 22 ألف فلسطيني وأصاب نحو 56 ألفا و500 آخرين منذ 7 أكتوبر الماضي ، أضاف المزيد من الألم لدى العديد من المصريين. وقال عبد الله النزهي مدير أحد المراكز الطبية، "لا يمكن أن ننسى أهلنا في غزة الذين يعانون من العدوان الإسرائيلي منذ نحو ثلاثة أشهر، وأتمنى أن تتوقف الحرب قريبا جدا لإغاثة أهل غزة". وأضاف النزهى أنه يتمنى أيضا أن تعمل مصر على الترويج للمنتجات المحلية وزيادة الصادرات وخفض الواردات لمواجهة نقص الدولار الأمريكي والحد من التضخم. وفي أحد الأحياء المزدحمة بمحافظة الجيزة، أقام الباعة أكشاك وعربات في الشوارع والأسواق لبيع أكسسوارات الاحتفال بالعام الجديد، مثل القبعات والبالونات الملونة وأقنعة الوجه والأبواق وغير ذلك. وتمنى إبراهيم تامر، أحد الباعة، أن تهدأ الأسعار قليلاً في العام الجديد، مضيفا أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال. وقال البائع لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إن ارتفاع الأسعار يضغط علينا بالفعل، لكننا لا نزال نتمنى الأفضل"، مشيراً إلى أن مبيعاته ليلة رأس السنة هذا العام أقل من الأعوام السابقة. وفي مقهى شعبي قريب، قال النجار المتقاعد صلاح فاضل (82 عاما)، إنه يتمنى الخير لأبنائه وأحفاده، وأن يحل السلام محل الصراعات في المنطقة والعالم بأسره. وفي محاولة لطمئنة المواطنين قبل العام الجديد، كشف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يوم السبت الماضي عن خطة لتحقيق الاستقرار في أسعار السلع الأساسية اليومية مثل السكر والأرز والمكرونة والجبن، ووضعها تحت إشراف الحكومة ووصفها بالسلع الاستراتيجية. وقد فقد الجنيه المصري أكثر من نصف قيمته منذ مارس 2022 ويشعر الكثير من المصريين بالقلق من تخفيض قيمة العملة المحلية في عام 2024، كإجراء نقدي متوقع من قبل الحكومة لاحتواء التضخم. وقالت زينب محمد، ربة منزل، "إلى أن يتحسن الاقتصاد، أعتقد أنه يتعين علينا التكيف مع التقشف وشراء الاحتياجات الأساسية فقط والتخلي عن المشتريات غير الضرورية"، وأضافت لا يوجد شيء آخر يمكننا القيام به". وعلى الرغم من الضغوط المالية المتزايدة، يستقبل العديد من المصريين العام الجديد بروح من التفاؤل والأمل في غد أفضل. وقال أحمد مجدي حجازي، أستاذ علم الاجتماع السياسي والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة القاهرة، إن الأزمات والصراعات العالمية خلال العامين الماضيين أثرت سلباً على الدول النامية أكثر من غيرها. وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي أن نظريات علم الاجتماع تعلم دائما كيف يتكيف الناس مع الشدائد والأزمات للخروج منها. وقال حجازي "يميل الناس إلى التكيف مع الظروف الجديدة للتغلب عليها، ويحتاجون إلى رؤى مستقبلية وأمل في المستقبل من أجل تحقيق ذلك". وأشار حجازي إلى أنه بدون أمل لا توجد حياة.
مشاركة :