النزعة النقدية في هالة الاحتياج

  • 1/3/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

‏أدرك تماما أهمية الوعي بالتغيرات التي تحصل في دائرة الإنسان وفي محور حياته، وأدرك أيضا أنه لابد أن يكون هناك كمية من الوعي كفيلة بأن تجعله متزنا بالرغم من كل الظروف والاحتياجات والتغيرات التي تواجهه، لذلك أعرج اليوم على موضوع والقضية تهم الكثير ألا وهي التغيرات التي تحصل تجاه شعور الإنسان وتجاه سلوكه أحيانا، أعرج على قضية النزعة النقدية التي تنبثق من داخل الإنسان نتيجة ما يعيش فيه بما اسميه هالة الاحتياج. ‏اليوم أنت تعيش بين علاقات كثيرة واحتياجات أكثر ومتطلبات بناء على وجودك في دائرة الاحتياج فأنت مطالب بأن تقدمها على أتم وجه، دون تقصير منك. ‏يقابل هذا العطاء سلوكيات ومشاعر من أطراف آخرين لديهم احتياجات يريدون الوصول إليها عن طريقك، وبالتالي هالة التقدير التي تعيش فيها ما هي إلا نتاج احتياج وقتي يرى الطرف الآخر أنه مجبر على الخوض معك بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة حتى يصل إلى مبتغاه، نتفق أن بعض العلاقات إن لم تكن سامة فهي علاقات مبنية على مصلحة مؤقتة واحتياج، ما إن أنتهي من الوصول إلى مبتغاي إلا وستجدني أجعلك مركونا ومهملا جانبا، أو أنني لا أشعر بأي شيء تجاهك، هي مشاعر لحظية وفقاعة ستنفجر وتتلاشى بعيدا عن الواقعية، ترمي عليك سمومها وأنت لا تشعر بذلك، بل إنها تطبع في سجل المواقف الحياتية وصمة وتساؤلا كيف أنني لم أكن كذلك حتى كان ذلك؟ ولكنك لابد أن تدرك ذلك حتى لا يكون لديك نزعة نقدية تجاه علاقاتك الصحية التي ستدمرها بمشاعرك الوقتية تجاه الأحداث والهالة التي تعيشها مع العلاقات المؤقتة والاحتياجات اللحظية. الوعي مطلب وموازنة الشعور من أهم أسباب تلافي النزعة النقدية، وحتى يكتمل المقال بالمثال: أنا لا أريد أن ألقي عليك التحية ولكني في مجتمع يرحب بك ويقوم على تقديرك، وبالتالي ستجدني دائما أبتسم لك وأصافحك لأنني أعيش معك في هالة الاحتياج، ستجدني دائما كثير الثناء عليك وأريد القرب منك وأغدق عليك بدعوات لو أنها على أحد من والدي لكنتُ أبرّ الناس، أنا أريد الوصول إلى سلم النجاح عن طريقك فأنت أحد محطات العبور التي أصل من خلالها إلى ما أريد، الكفاءة والإنتاجية في العمل والثناء من قبل المسؤول تجاه ما أحقق من فعالية ونجاح، ولكن الواقع إنني أخوض معك حربا ناعمة وأفكارا تنطلي عليك وتغفل عن نتاجها الذي لا يعود عليك بشيء، سوى أنك كنت في غفلة وتعيش المشاعر اللحظية من التقدير والامتنان، وكنت تلك الوسيلة المؤقتة التي تستخدم لتحقيق الاحتياج. ومفترق الطرق في هذا المقال أننا لابد أن نعالج النزعة النقدية التي تهدم كل العلاقات الصحية بل إنها تنتهي بك إلى خسارة كل شيء جميل صنعته وكنت تمتلكه، عندما تنتهي حالة الاحتياج وتنفجر فقاعة التقدير ويأخذ كل من يريد منك ما يريد ستعود أنت كما كنت إلى الواقعية والحالة الطبيعية التي كنت عليها سابقا، ولكن الفرق أنك خسرت جراء النزعة النقدية الحياة الصحية والواقعية.

مشاركة :