منصف الساخي يبحر في عوالم الفن والتنوع الثقافي عبر'دوزيم ماغ'

  • 1/4/2024
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - منصف الساخي، الصحفي الرائد والمبدع الذي يقف وراء تقديم وإعداد مجلة "دوزيم ماغ"، يتمتع بخبرة واسعة في عالم الصحافة الثقافية، حيث يبرز بأسلوبه الفريد والمتميز في نقل الأحداث والمشاهد من خلال لغة هجينة مبتكرة، تجمع بين الدارجة والعربية. يتميز منصف الساخي بقدرته على الانتقال إلى قلب الحدث لتسليط الضوء على نواة النشاط الثقافي بمختلف تجلياته، سواء كانت فنية، أدبية، موسيقية، أو مسرحية. يقدم الصحفي منصف الساخي المواضيع بأسلوب ممتع ومقبول، مما يمنح المشاهدين تجربة فريدة في عالم الفنون، كما يستضيف الضيوف البارزين على بلاتو المجلة، حيث ينقل تفاعله الطبيعي والشيِّق معهم إلى أبعد الحدود، بفضل حنكته الصحفية وروحه الفنية، يتميز البرنامج بتقديم فقرات متنوعة ومشوقة تعكس رؤيته الفريدة للفعل الثقافي وتفاعله مع مختلف جوانبه في المجتمع المغربي. وفيما يلي حوار مع الاعلامي منصف الساخي: كيف تقوم باختيار الضيوف الذين يظهرون في برنامجك؟ اختار ضيوفي حسب عدد من المعايير، مثلا الأحداث الفنية والأدبية وجديد الساحة الثقافية تحدد في غالب الأحيان ضيوف البرنامج، وذلك قصد إخبار المشاهد بالجديد في هذا الميدان، و هكذا نقوم بتغطية مهرجانات ومعارض تشكيلية وعروض موسيقية وتقديم كتب وغيرها، فيكون الضيوف أصحابا هذه الإبداعات الجديدة. لكننا لا نقتصر على تغطية الأحداث الثقافية بل نقوم بإنجاز بورتريهات وحوارات حصرية مثلا في مرسم فنان تشكيلي أو في استوديو تسجيل موسيقي أو بلاتو تصوير سينمائي، وذلك لإعطاء قيمة مضافة للموضوع، وليس الاقتصار على تغطية ذات طابع إخباري. كما نقوم بتغطية تظاهرات ثقافية خارج أرض الوطن مع التركيز على المشاركة المغربية، من بين الأحداث العالمية التي قمنا بتغطيتها، معارض الكتاب في مصر وفرنسا وبلجيكا وسويسرا وبينالي، ومعرض الفن المعاصر في دكار، والفن الفوتوغرافي في باماكو، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، والمعرض العالمي بدبي، وأيام قرطاج الموسيقية بتونس. هل تركز على تقديم شخصيات معروفة أم تعطي الفرصة المواهب الجديدة؟ طبعا أحاول استضافة وجوه معروفة ونجوم في عالم الأدب والفن من المغرب وخارجه، لكن أركز تغطياتي كذلك على المواهب التي لا تستفيد من أضواء الشهرة، وتشتغل بكثير من الإبداع وفي صمت. وبوجه الخصوص مواهب شابة تستحق التشجيع. وذلك لتكملة الدور الذي تلعبه برامج أخرى تستضيف النجوم، وخصوصا الخروج من الرتابة التي قد تخلقها الاستضافة المتتالية والمتشابهة لنفس الوجوه الفنية. هل يمكنك مشاركة بعض التجارب الشخصية التي عشتها خلال تقديم البرنامج؟ مكنني البرنامج من اللقاء مع فنانين وأدباء كنت من عشاق أعمالهم، فمن بين الفنانين الكبار الذين التقيت معهم المخرج الأميركي أوليفر ستون الحاصل على جائزة لأوسكار، حيث كانت "دوزيم" القناة العربية الوحيدة التي حصلت على حوار حصري لهذا المخرج العالمي، وذلك خلال ترأسه للجنة تحكيم مهرجان البحر الأحمر بجدة الذي خصصنا له حلقة كاملة العام الماضي. كما أنني حاورت مخرجا آخر من العيار الثقيل، ألا وهو مارتن سكورسيزي حين ترأس قبل سنوات لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. بالإضافة لأسماء مرموقة أخرى من عالم الأدب مثل عبد اللطيف اللعبي، و ليلى السليماني، ومن عالم الفن التشكيلي مثل سعد بن شفاج، والحسين طلال، ومن الموسيقى أذكر ستين و إليسيا كيس، وغيرهم، فهي أسماء كنت أراها على شاشة التلفزيون واليوم ألتقي بها وأحاورها. ما هي أبرز الشخصيات السينمائية التي استضفتها هذه السنة، ودفعت بطموحك إلى الأمام؟ الدورة العشرون للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش شكلت الحدث الأبرز في مجال الفن السابع هذه السنة، وتميزت بتألق كبير للسينما المغربية بحصول أسماء المدير على الجائزة الكبرى بفضل فيلمها "كذب أبيض"، وتتويج كمال لزرق بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه "عصابات"، كانا معا ضمن ضيوف حلقة خاصة من برنامجنا عن هذا المهرجان. وفي العدد نفسه، حاورت النجم الأميركي مات دايمن والممثل الدنماركي  مادس ميكيلسون، الحاصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان كان، وكذا الممثل الخارق للعادة ويليام دافو، والمبدع المغربي فوزي بنسعيدي الذي حظي بتكريم في المهرجان. هذه بعض الأسماء التي حلت ضمن ضيوف برنامج "دوزيم ماغ"، للحديث عن مساراتها السينمائية. هل تعتبر تجربتك مع ضيوفك في هذا المجال مؤثرة على كيفية استمرار البرنامج؟ يتميز برنامج "دوزيم ماغ" باستضافة مبدعين من شتى المجالات وبحسن اختيار المتدخلين، وردود الفعل الجميلة التي أتوصل بها تحفزني للمضي قدما في الرفع من جودة المحتوى والانفتاح أكثر على الإبداع العالمي، لأن الثقافة لا حدود لها. ما هي الأهداف الرئيسة التي تسعى لتحقيقها عند تقديم كل حلقة باعتبار أن برنامجك هو مجلة ثقافية بامتياز؟ أسعى لتقديم طبق ثقافي مميز للمشاهد المغربي، لكي يقضي وقتا يجمع بين المتعة والإفادة، وأعطي أهمية كبرى للصورة لأن الأمر يتعلق بالتلفزيون وبالتالي الصورة تجلب الأنظار أولا، إذ تعودنا على حصر الثقافة في برامج حوارية من خلال طاولة تجمع ضيوفا يتوسطهم المقدم، وغالبا ما تكون طريقة التقديم فيها شيء من التعالي. اختياري كان من الأول منح الجمهور مجلة ربورتاجات، وحوارات ثقافية تعتمد على أسلوب سلس من حيث التقديم، والإخراج والوضوح، وقد نجحت مع الفريق في لفت انتباه المشاهدين وتحبيب الثقافة أكثر لديهم. كيف تقوم بالتحضير لكل حلقة؟ هناك محطات عدة، تبدأ بتحديد المواضيع والضيوف، ثم القيام بالاتصال بهم قصد تحديد الموعد وتنظيم التصوير، وفي الوقت نفسه أتواصل مع قسم الإنتاج في القناة الثانية الذي يتكلف بجدولة الفريق التقني، وبكل التفاصيل الخاصة بتجهيزات التصوير، من تم ننطلق للتصوير حسب الوجهة، إلى جانب التصوير الخارجي، أقوم بتصوير بلاتوهات الحلقة في استوديو داخل القناة وسط ديكور تم إنجازه من طرف فريق داخلي، بعد إنهاء التصوير، استهل عملية المونتاج رفقة موضب أو موضبة، وبالتالي تكون الحلقة جاهزة للبث. كيف تقوم بالتفاعل مع جمهورك أثناء وبعد البث؟ أحاول قد الإمكان الإجابة على رسائل المتابعين الإلكترونية التي غالبا ما تحوي اقتراحات أهم المحتوى، مثلا اقتراح حدث فني للتغطية أو اسم ضيف. هل تأخذ ملاحظات وتعليقات المشاهدين بعين الاعتبار في تطوير البرنامج؟ طبعا فآراء المشاهدين مهمة، بل وضرورية لتحسين مستوى البرنامج. هل هناك تطورات فنية أو تقنية في عالم الإعلام تؤثر في كيفية تقديمك للبرنامج؟ نعم أحاول رفقة فريق العمل تطوير البرنامج من ناحية طرق التقديم وتقنيات الإخراج والمونتاج، لمنح المشاهدين منتوجا إعلاميا جيدا يواكب جودة المحتوى. هل تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز التفاعل مع الجمهور؟ نعم كما قلت أحاول الإنصات لملاحظات المشاهدين واقتراحاتهم للرفع من مستوى المجلة. ما هي التحديات التي واجهتك كمقدم برامج؟ وكيف تتغلب على هذه التحديات؟ بالنسبة لي كل حلقة تشكل تحديا مهنيا، أهدف من خلاله إلى تقديم محتوى إعلامي في مستوى جيد يليق بتطلعات المتفرج. هل لديك إنجازات خاصة أو لحظات تعتبرها مميزة في مسيرتك المهنية؟ كما سبق وقلت، استضافة أسماء بارزة في عالم الأدب والفن شكلت نجاحا مهنيا وشخصيا بالنسبة إلي. هل ترى نفسك كمقدم برنامج خاص بالسينما مستقبلا، أم تفضل أن تبقى منفتح جميع على الفنون؟ أفضل الحفاظ على نوعية البرنامج كما بدأ، لأننا في أمس الحاجة لبرنامج يعني بالثقافة بكل أطيافها. حدثنا عن مشاريعك القادمة؟ أسخر كل جهودي الحالية لتقديم برنامج ثقافي في المستوى وتحسينه قدر المستطاع، وربما التفكير في إضافة فقرات جديدة كما فعلنا قبل سنتين.

مشاركة :