"الخبير لاري مدفوع حقا بالمشكلات الاجتماعية"، هكذا تصفه زوجته كلوديا جولدين التي عملت معه عدة مرات باحثة مشاركة، والحاصلة على جائزة نوبل في 2023، وأحد أساتذة الاقتصاد في جامعة هارفارد. تذكر أيضا أن "الفئات المحرومة هي شغفه". "وتقول إن له شغفا آخر، هو كلبها بيكا الذي كانت له إنجازات في مسابقات اقتفاء الأثر، وهو من سلالة جولدن رتريفر ويبلغ من العمر 13 عاما، واعتاد كاتس أن يأخذه للتنزه عدة مرات في اليوم". نبع شغفه بالفئات المحرومة من نشأته حيث كان ابنا لأخصائي نفسي في إحدى المدارس العامة في لوس أنجلوس في الستينيات. وقد فرت والدته، وكان اسمها فيرا رايشنفيلد عند مولدها في بلجراد في 1938، من المحرقة مع عائلتها ونشأت في الأرجنتين وأوروجواي. وقد تلقت إحدى مدرساتها تعليمها في جامعة ميشيجان. ودفعها ذلك الأمر إلى الهجرة إلى مدينة آن أربور للالتحاق بالجامعة، حيث التقت والد كاتس. ولأنها تتحدث الإسبانية، فقد عملت في بعض أفقر الأحياء في لوس أنجلوس. ويتذكر كاتس أنها كانت تأخذ الملابس والطعام للمدارس التي كانت تعمل فيها من أجل أطفال الأسر الكادحة. وقد ناقش هو ووالدته أيضا الصعوبات بسبب الالتحاق بمدارس بلا أجهزة لتكييف الهواء وما إذا كان هذا الأمر يجعل الأطفال في المدارس الفقيرة في وضع غير موات مقارنة بالتلاميذ في المدارس مكيفة الهواء التي يلتحق بها أبناء الفئات الأغنى. كانت تلك المواجهات مع الفقر مصدر إلهام كاتس للتركيز على عدم المساواة والفصل والعرق بوصفه مناظرا عندما كان في المدرسة الثانوية وطالبا في الجامعة. "وتعمل والدته اليوم، وهي في الـ85 من عمرها، ممثلة غير متفرغة في أدوار باللغتين الإسبانية والإنجليزية". في الحقيقة، يحب كاتس أن يخبر من يجرون معه مقابلات أنه اختار علم الاقتصاد لأن الصف التمهيدي خلال ربع العام الأول من دراسته في بيركلي لم يكن يلقى حتى الساعة العاشرة صباحا، وكانت مادة العلوم السياسية تبدأ في الثامنة صباحا. وعندما كان طالبا بالجامعة، بدأ يضع منهجه القائم على البيانات تجاه البحوث الاقتصادية عندما عينه ما يعرف اليوم باسم مركز فيشر للعقارات والاقتصاد الحضري في وظيفة باحثه الأول في 1979. وقد أجرى كاتس دراسة استقصائية للمسؤولين عن استخدام الأراضي من مناطق الاختصاص في خليج سان فرانسيسكو، البالغ عددها 93 منطقة، لجمع كم كبير من البيانات تظهر إلى أي مدى أدى المقترح رقم 13 لتخفيض الضرائب على الأملاك الذي تم إقراره آنذاك إلى مزيد من القيود على استخدام الأراضي ودفع أسعار العقارات إلى الارتفاع. وتحولت النتائج التي خلص إليها إلى أطروحة تخرجه وكلمته التي ألقاها في حفل التخرج أمام قسم علم الاقتصاد. في طريقه إلى الحصول على درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا في 1985، تعمق كاتس في آليات البطالة. وبتحليله الدقيق للبيانات الخاصة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تحدى نظرية راسخة مفادها أن التفاوتات الدورية في البطالة زادت بسبب التحولات في الطلب على العمالة التي تستلزم أن يتحرك العاملون بين قطاعات مثل الصناعة التحويلية والخدمات. أوضح أنه كان من الأحرى أن تتعامل تلك النظرية بشكل أكبر مع الدورات الاقتصادية التقليدية الناتجة عن صدمات الطلب الكلي. عمل أيضا على زيادة فهم سلوك العاملين، الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بصفة مؤقتة وتوقعوا أن يستدعوا مرة أخرى، عند البحث عن عمل، وذلك استنادا إلى بيانات مستخلصة من مسح طولي.. يتبع.
مشاركة :