الاقتصاد الشغوف بقضية عدم المساواة «5»

  • 1/11/2024
  • 01:06
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خلص كاتس وباحثون آخرون إلى أن ذلك الأمر لم يتحقق، في البداية. بيد أنه لم يكن سوى جزء من القصة. وقد ذكر المشاركون بالفعل تحسن الأوضاع الصحية الجسدية والنفسية، ومع استمرار كاتس وزملائه في متابعة هذه المجموعة، ظهر أمر غير متوقع. فالأطفال الذين كانت أعمارهم أقل من 13 عاما عندما انتقلت أسرهم إلى أحياء أكثر أمانا وأقل فقرا حققوا دخلا أعلى بنسبة 30 في المائة عندما أصبحو شبابا راشدين، وكان من الأرجح أن يلتحقوا بكليات، والتحقوا بكليات أفضل، وعاشوا في أحياء أقل فقرا عندما أصبحوا بالغين. ويقول كاتس: "لم أكن أعلم أنني سأظل أدرس هذا الأمر بعد أكثر من 25 عاما". تلك التجربة لها اليوم تداعيات على السياسات لأن بعض الحكومات المحلية، مثل حكومة سياتل، تطبق النتائج على الأشخاص الذين يتلقون قسائم الإسكان. ويذكر كاتس أن "المكان الذي تسكنه يؤثر في مستوى صحتك وأمور أخرى كثيرة. ويمكننا فعل مزيد باستخدام الموارد الموجودة بالفعل". ويقول أيضا إن إدارة جو بايدن سعت لتمويل برنامج أوسع نطاقا، إلا أن "الأمر برمته قضي عليه" في مفاوضات مع الكونجرس. يقول خبراء اقتصاد آخرون إن كاتس، بوصفه محرر مجلة "الاقتصاد الفصلية" على مدار 32 عاما مضت، تمكن من تعظيم تأثيره في البحوث الاقتصادية. يذكر أوتور وديمينج أنه في ظل قيادته، تصدت المجلة لمسائل كبرى في علم الاجتماع ورفاهية الإنسان، ما أدى إلى توسيع حدود علم الاقتصاد. ويقول آخرون إنه يدفع الباحثين للمجازفة واتباع البيانات إلى حيث تقودهم. يقول راج شيتي، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد والحائز وسام جون بيتس كلارك وتلميذ آخر لكاتس: "في مجال عملنا، يعرف هذا الأمر باسم تأثير كاتس". وقد قام شيتي بدور رائد في دراسة تداعيات مشروع "الانتقال إلى الفرصة". من جانبه، يقول بلانشار، فرنسي الجنسية الذي شارك في تحرير مجلة "الاقتصاد الفصلية" مع كاتس لمدة سبعة أعوام: "إنه يحظى باحترام كبير من المؤلفين، يا له من شخص فذ استثنائي". يقول كذلك "عادة ما يكون للمحررين الأقوياء كثير من الأعداء. أما هو فلا". يذكر أيضا أن كاتس يقرأ كل دراسة تقدم ويرد عليها. وتتلقى مجلة "الاقتصاد الفصلية" نحو ألفي مقال سنويا وتنشر 48 مقالا. على مدار الأعوام الـ25 الماضية، أدى كاتس أيضا دور الوسيط في مفاوضات ومنازعات عمالية بين جامعة هارفارد وعديد من الاتحادات. وقد تولى أيضا قيادة ما كان يعرف بصفة غير رسمية باسم لجنة كاتس، التي أصدرت في 2001 تقريرا عن التعهيد لطرف ثالث الذي أدى إلى وضع سياسة تعادل الأجور والمنافع بين العاملين في الجامعة والعاملين بعقود من الباطن. وتمثل الهدف من تلك السياسة في السماح للجامعة باستخدام التعهيد لطرف ثالث لزيادة الكفاءة ولكن ليس لتقليص عدد موظفي الجامعة المنضمين إلى اتحادات العمال. وما لا شك فيه أن إحدى ركائز الإرث الذي تركه كاتس هي خبراء الاقتصاد الحاصلين على درجات الدكتوراه، يبلغ عددهم 239 خبيرا ممن تولى تدريبهم. وهو يحتفظ بقائمة محدثة بهؤلاء الأساتذة من تسع صفحات على صفحته الخاصة في موقع جامعة هارفارد على شبكة الإنترنت، توضح العام الذي حصل فيه كل منهم على درجة الدكتوراه، وأول وظيفة شغلها، ومنصبه الحالي. ويذكره كثير منهم بوصفه مصدر إلهامهم المهني. تقول بيتسي ستفنسن من جامعة ميشيجان: "إنه مستشار بارع كان له تأثير هائل في السياسة العامة عن طريق رعاية عدد كبير من كبار خبراء الاقتصاد". تضيف قائلة "لقد كان دائما رهن أي إشارة. ولديه معرفة موسوعية بالبحوث في هذا المجال، ويمكنه إخبارك على الفور في أي موضع سيكون مشروعك مناسبا في الدراسات المعنية بهذا المجال". وبوصفها طالبة دراسات عليا، كانت ستفنسن تجري بحوثها عن السعادة والاقتصاد. وتتذكر أنها أخبرت كاتس باستنتاجها أن الفوز باليانصيب عادة ما يجعل الناس أكثر سعادة، على الأقل في البداية. وتذكر أنه قال لها: "إن الفوز باليانصيب ربما لن يجعلني أكثر سعادة بأي حال. فلن يساعدني على كتابة البحوث بشكل أسرع".

مشاركة :